بلباس الميدان زار المشير السيسي دولة الامارات العربية المتحدة، هذا واقع ما حدث أمس -الثلاثاء 11 مارس/آذار 2014- والبعد الاستراتيجي كان واضحاً. تصوروا معي أن يكمل المشير هذه الرحلة الاستراتيجية لإيران !!
أشدّكم إلى الوراء قليلاً وأذكّر بثورة مصدق في إيران على شاهها المسلم الذي ساند –مع تركياالمسلمة- قيام إسرائيل، تلك الثورة التي قطعت علاقة إيران مع اسرائيل –كما فعلت ثورة الخميني فيما بعد- والتحمت (ثورة مصدق) فور نجاحها بمصر عبد الناصر التي قدمت التأييد بينما اصطدمت ثورة إيران بقرار ساداتي لاستضافة الشاه في مصر الذي تسبب بأذى شديد للشعب الايراني لا يقل عن أذى المصريين باستضافة من وقف مسانداً لحلف بغداد الذي هدف للتغطية على اغتصاب فلسطين والعدوان الثلاثي على مصر عام 56 ثم حرب 67 التي هدفت لكسر الإرادة العربية في استرجاع الحقوق المغتصبة. وبحكم التزام مصر بخط أمريكا فقد انضمت لجوقة العداء للثورة الإيرانية ومحاولات إفشالها وبلغت العلاقة إلى منحدرها بعد إطلاق إيران إسم خالد الاسلامبولي على شارع بطهران كرد على السادات الذي عادى الشعب الايراني باستضافة الشاه عدوهم ومن سافاكه ظلم وقتل الكثير منهم.
انتخاب روحاني قلل تشنج العلاقات الخليجية الإيرانية وروحاني وحكومته أبدوا حرصاً شديدا على نزع ضغينة مفتعلة بينهما وقام وزير الخارجية بزيارات لبعضها. والسعودية –للغرابة- قابلت الاتفاق النووي المؤقت بين إيران و 5+1 باستعداء شديد بل وحاولت استثارة كل العالم العربي –وخاصة الدول الخليجية- لعداوة إيران وهو ما اتفق بالتمام مع موقف إسرائيل من هذا الاتفاق.
بعض الدول العربية ومنها دول خليجية رفضت موقف السعودية بل وسارت في عكسه لكن بقي للسعودية تابعون
وبأسف شديد كانت مصر منهم. فأشير مثلاً إلى زيارات جواد ظريف لدول الخليج وأصرار عصابة بندر/سعود الفيصل على عدم استقباله بل وتمادت السعودية في علنية توافقها مع إسرائيل في مساعي نسف الاتفاق ولعل آخرها مسرحية "الفبض على سفينة أسلحة".
وأخص دولة الإمارات التي استقبلت جواد ظريف ليقوم بنفسه لشرح الاتفاق وبأنه لا يمس أي شأن من شئون الدول الخليجية ولهذا الأساس الهادئ تمنيت أن يتابع المشير رحلته إلى طهران ويلتقي في نقطة طهران مع مسار زيارة نبيه برّي للكويت وتابع منها وصولاً لطهران لإكمال الكماشة حول اللي بالي بالكم.
تلميح بسيط: التزمت مصر عبد الناصر بإعانات لعائلات المشاركين بثورة مصدق بعد أن قتلهم الشاه ومنع عن عائلاتهم أي مصدر للدخل، كانت مصر عبد الناصر.... فايز انعيم