التَقَطُتُ السماعة ووضعتها على أُذني وزدتُ درجة الصوت و رُحتُ اسمِتع إلى بُحيرة البجع للرائع تشايكوفسكي , السيمفونية التي أحبها .وضعت قدمي على المكتب وارخيتُ جسدي على الكرسي و أغمضتُ عيني وبدأت الملحمة ;لطالما أحببتها فكنت اتخيل الآتي حين إستماعها :على ضفاف بُحيرة كبيرة تُحيط بها الأشجار من كل مكان و تبدأ بشلال مرتفع , ومياه باردة , و الضباب منتشر في المكان وموازِ لسطح البحيرة في منظر رائع يُبهر العين , وقبل شروق الشمس بدقائق , وبجواري من مَلَكَتْ فؤادي ..تنطق الألحان بما في القلب وسط سعادة بالغة وراحة نفسية , مُمسك بيديها والعيون تتحدث .سألت الماء : لما أنت ساكن وهادئ ؟ فقال اَنظُر لما تنظُر إليه تبَسَمتُ فسألتُ العصافير : لما تُغردي ؟قالت نصيح لجمال هذا الوجه الصبيحتبَسَمتُ سألتُ السمك في البحيرة : لما تتراقص ؟قال : سمعنا ان القمر بجوارك فأحببنا النظر إليه !نظرتُ إليها ما هذا الجمال ؟نَظرتْ لي تَبَسَمَتيا ربي !حينها أشفقتُ على السمك أن يفنى فِداها والعصافير لجمالها أن تخور قواهاوكيف لا وانا نفسي تُهتُ في هواها ؟!......ضممتُها إلي صدري فتعلقت بي بِشدةكأنها تقول لي ..أبي !فجأة أصبحتُ أبي .. يا للدهشة !رَفَعَتَ عيناها ونَظَرَتْ ليسكتت لغة العيون وقالت بهمسة حبيبي حبيبيحبيبيكاد قلبي يطير فرحاًَوعقلي من رأسي يُريد هرباً وروحي !!!أين أنتي ؟!آآآآآآآآهٍ منكِ سلبتني رَوْحِي ؟!......تثور الألحان بعد هدوء كانويُبدع الموسيقِيِ البارع الفنانلنُكمِل معه محلمةً بدون زمانمع وصل الكلام بلغة العينِ واللسان ......حبيبتي : أتحبينني ؟قالت : نعم يا مَن جننتني و من حُبك رويتني و في قلبك ضممتنيو أنت : هل هويتني ؟!قُلت : حبيبتيالهوى ; كل الهوى ومثلُه ومثلُهلو كان قطرة من ندىفهواكِ أنتِ كل الندى والهوى......أوشكت المعزوفة على الإنتهاء بدأت الشمس فى الشروقتضرب بأشعتها صفحات المياة ,وتُبَخِر حبّات الندى ,وحبيبتي نائمةٌ بين يديّتُلامس نسمات الصبح وجنتيها ويثور الموسيقيِ مرة أخرة ليُعلنإنتهاء المعزوفة