شرعية الرئيس .. بين مصر وأوكرانيا

3
0

في جيلنا قاعدة ثابتة أثبتتها معايشة أحداث وحوادث ليس فقط على مستوى العالم العربي بل على مستوى العالم الثالث أجمع ترسو هذه القاعدة على أن أمريكا والغرب لا يروقهم أن يتغير حال العالم الثالث إلى الأفضل وأن هذا الجيل يؤمن أن تنميته لن تتحقق إلا باستقلال قراره عن هؤلاء المستعمرين المستغلين لثروات الشعوب عن طريق خلق شريحة صغيرة من العبيد الطائعين لطغوى هذا الغرب.

من أجلى أحداث أوكرانيا وأوقع تثبيتاً ليس فقط إزدواجية المعايير ولكن هذا الاعداد التآمري لهذا الغرب –وأداته إسرائيل- ليس فقط كفتيل إشعال بل "مقطف " تلقف لتوجيه مسار الأحداث لنتائج محددة وتجيير فوائدها لعكس الوجهة المؤدية لمصالح العامة الأساسية. وقد عنيت استخدام "المقطف" لعجزه عن حفظ كامل ما ينزف له من دماء المجتمع التي تسقط من ناسه واقتصاده وسلامه وأمانه واستقراره وضياع أحلامه ويأسه من أي مستقبل ويتركها تنزّ ضائعة لأرض ميتة جرداء.

قبل أن أمضي في مقارنة مصر بأوكرانيا أود أن يتنبه المحللون والاعلاميون والصحفيون إلى :
أولاً: أمريكا والغرب وإسرائيل تخلّوا عن الاخوان بالكامل على عكس التوهم، فالعكس هو الصحيح وهو أن الاخوان الدولي يعمل جاهداً على استعادة جزء من المساندة الغربية.
ثانياً: أمريكا والغرب وإسرائيل يقدمون كامل الدعم توازياً مع منع أي انتقاد لكل جماعات الهدم والتخريب لمجتمعات دول العالم الثالث دون الالتفات لعنوانها الجذاب جبهة – قاعدة – نصرة – أحرار- إخوان – وهابي- سنسكريتي المهم أن يقوموا بتخريب شبكات المواصلات والاتصالات والكهرباء والانتاج والتعليم والمستشفيات وكل ما دفعت الشعوب من عرقها ومواردها لبناءه لأجيال قادمة ناهيك عن تفريغها من العقول.

نأتي للمقارنة فنقول:
- شعب مصر واحد لا يستسيغ الانقسام بينما شعب أوكرانيا منقسم على أساس عرقي وعلى أساس مذهبي وعلى أساس قومي
- كتلة شعب مصر العظمى لا تستسيغ تصفية الأقليات بينما يوجد في أوكرانيا قوميات متعصبة ضد قوميات أخري
- الكتلة المتظاهرة في مصر كانت غالبة عددياً وسلمية بينما بأوكرانيا لا تمثل إلا نسبة لا تتعدى الـ 30% من الشعب وانطلقت بعنف ممنهج
- في مصر انطلقت مبادرات حل داخلية دعت لانتخابات مبكرة بينما في أوكرانيا دعوة الانحياز لأوروبا وإلا
- في مصر رفض الاخوان الانتخابات المبكرة بينما تشارك الروس والغرب على خطة الانتخابات المبكرة وقدموا ضمانة تنفيذها
- مصر سُحبت السلطة ممن رفض مبادرة الحل بينما بأوكرانيا إنقلبوا على الاتفاق وحرقوا السلطة
- في مصر بدأت الاعتصامات العنفية بعد سحب السلطة بينما بأوكرانيا بدأ التحرك بعتصامات عنف
- في مصر الجيش منع أي تدخل خارجي باستجابته للشعب بينما بأوكرانيا تخلى الجيش عن دور حماية البلد وتركها لتدخل أجنبي فاضح
- ومن الآخر في مصر وقف الغرب بما يبدو الحفاظ على الشرعية بينما في أوكرانيا أيد الغرب تقويض الشرعية
- في مصر روسيا أيدت رغبة الشعب في التغيير بينما في أوكرانيا تصر روسيا على تطبيق اتفاق الانتخابات المبكرة كطريق تغيير السلطة


أترك باقي المفارقات والمقارنات كاختبار ذهني لنتعلم القراءة الصحيحة ومن ثمّ الاستقراء الصحيح.


فايز انعيم

 

إضافة منذ 10 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy