عندما زار لافروف الخارجية الروسية بصحبة وزير الدفاع الروسي مصر قبل أكثر من شهرين .. تسارع صحافيو مصر بتسبيب الزيارة في رغبة بوتين في إغاظة أوباما وتسابقت نفس الجوقة إلى تفصيل صفقة أسلحة قدروها بملياري دولار وتمادوا بحلمهم أن السعودية -شقيقة مصر ومؤيدتها- ستسدد قيمتها وتعمق وهم هؤلاء مع مقابلة بندر بن سلطان لبوتين بظنهم الحسن أن زيارته كانت لتثبيت صفقة السلاح المزعومة.
كنت قد رفضت كل التوقعات هذه ووصفتها بالسطحية وضعف قراءة ما بين سطور المتغيرات العالمية وأكدت على رؤيتي المخالفة لكل ما ذهب له فطاحل الصحافة مشيراً وقتها لتلميحات السيسي أن المباحثات تناولت إعادة تأهيل مراكز صناعية إما فُرِض عليها التوقف عن الانتاج أو كانت في طريقها لبيعها كخردة.
واليوم (الخميس 13 فبراير/شباط 2014) صدر بيان زيارة السيسي وفهمي لروسيا ليسطِّر على رأس الصفحة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا وتطابق فهمهم ليس للمشكلات الأوسطية الشرقية بل وكذلك طرق حلها بل وكذلك صيانة الشرعية الدولية وقوانينها التي شرشحها القطب الواحد.
أخيراً قررت مصر استعادة عصا المايسترو من أعرابي استخدمها فقط في الهش على غنمه وجهل كل المآرب الأخرى.
قد يرى المرجفون توقيت مناور ليكسب الرئاسة وأراها بعقلي وقلبي –كما رآها بسطاء الناس بقلوبهم- أن قراراً كهذا لا يُقدِمُ عليه إلا رجلٌ كهذا ولعلكم تابعتم مرارة حلقي من تراخي الحكم المؤقت للتقدم له وكان خوفي من عوائق سعودية.
ليعذرني إخوتي على شلل كتابة أصابني بانتظار تأكيد حسن الاستقراء وقد كان. نعم .. القيادة تعود لمصر.
فايز انعيم