تجنبت أن يكون عنوان المقال "عبد العاطي" بعد استماعي لشرح بدر عبد العاطي –متحدث الخارجية المصرية- لمدلول خطاب نبيل فهمي مشاركا باجتماع جنيف2 خلال اتصال مع أماني الخياط لكي لا يكون كلامي موجهاً لشخصه. أماني الخياط –كما كل المصريين- تستغرب استبعاد مصر –رأس افريقيا التاريخي- من دعوة واشنطن لمؤتمر تنمية افريقيا وتبرير مراقبين بأن هذا يثبت تناقض المواقف من ثورة 30 يونيو/حزيران بين الخارجية والكونجرس والصدفة البحته –نعم الصدفة البحتة- في توقيت صدور تقرير العفو الدولية.
تهتهة عبد العاطي على أون تي في لم تختلف عندي عن تهتهة نبيل فهمي في جنيف2، برأيي نبيل فهمي قيل له أن أطياف المعارضة السورية التي أُستبعدت من جنيف ستجتمع بالقاهرة قريبا ومصر –التي تستجيب لإشارات المانح- تؤيد وستساند بمعنى واضح أن مصر لم تبادر وتقود الدعوة لهذا ورأيي هذا يناقض ما ذُهب له من تحليل عن دور قيادي لمصر. فاجتماع المعارضة السورية بالقاهرة هو قرار أمريكي نتج عن سقوط شرعية تمثيل الائتلاف المنفردة للشعب السوري بعد انسحاب 67 عضو من أصل 122 عضو تشكل منهم الائتلاف السوري الذي تشكل برعاية أمريكية- سعودية والذي كان حضوره ترسيخاً لفشل ذريع في السياسة كما في الميدان بل ترسيخاً لانتصارات الدولة السورية في المجالين ولعل إعلان سوريا فتح مطار حلب للرحلات المدنية في ذات يوم افتتاح جنيف2 تتويج لانتصاراتها المتتابعة.
مداخلة طه الخطيب وإشارته للتأجيج السنّي بالعراق يوسّع بانوراما المشهد الخطير الذي يحيط بالمنطقة منذ زمن السادات صاحب 99% من أوراق العالم بيد أمريكا كما نصحه لأماني الخياط بتكثيف استضافة رموز وطنية مصرية فتعمل على ترسيخ حقيقة أن أمن مصر ومكانتها وعزتها لن تأت دون أن تتقدم مصر لقيادة العالم العربي ثانية وأن يُدرك جميل صمود سوريا –خاصة بعد سقوط العراق- في محافظتها على القضايا العربية ومحافظتها على هامش استقلالها عن تيارات الاستسلام لأمريكا وبناءها –بالتعاون مع إيران- منظومات ردع اسرائيل وأمريكا والذي تتوج بكسر أدواتهما المرتدية لباس الاسلام من إخوان أو وهابيين أو بترودولار. لقد آن الأوان لمصر أن تعود لفهم معمق ونهائي أن أمنها أن تقود، لا أن تستتر وراء أحد أو تنتظر رصاء أحد.
فايز انعيم