كانت مخاوفي في محلها من الغرض من مصاحبة نبيل فهمي لنبيل العربي بزيارة مشتركة لباريس تزامنت مع مؤتمر ما يسمى بـ "أصدقاء سوريا" ولا يستغرب القارئ ان تضم 11 دولة هم من تبقى من مجموعة اصدقاء سوريا التي ابتدأت بـ 100 دولة.
شعب مصر الذي أزاح مرسي بعد قشة إعلان الحرب على سوريا في جمع استاد القاهرة الذي تصدره شخصيات تمثل طيف ألوان التخلف والجهل والتكفير والإجرام والإرهاب، شعب مصر الذي وقف ضد الضربة الأمريكية لسوريا، هذا الشعب ما زال يجد وزير خارجيته نبيل فهمي ضمن بقايا مجموعة أعداء سوريا الذين، وعلى وقع صمت نبيل فهمي والآخرين أعلن الجربا باسم البقايا ألّا مستقبل للأسد في سوريا.
أملت ألا يكون نبيل فهمى ضمن البقايا وحاولت تبديد قلقي بالبحث طوال يوم أمس في أسماء الدول الحاضرة وفشلت في التأكد بل توقعت عدم مشاركته نظراً لعدم وجود أي إشارة لمصر لا بالتصريحات ولا بصور المجتمعين، وخاب الأمل حين وجدت نبيل فهمي محشوراً بجوار كيري وكأن هناك إصرارٌ على إبقاء مصر بلا وزن في رسم سياسات المنطقة، الوزن الذي فُقِد بعد تسليم السادات لأمريكا وإسرائيل مقاليد مصر واستقلال قرارها ليبدأ مسلسل الكوارث على مصر والمنطقة لولا لطف الله وحنكة ووطنية المرحوم حافظ الأسد.
بالصدفة البحتة تابعت حوالي الـ 20 دقيقة من لقاء إبراهيم عيسى مع خبير العلاقات الدولية الدكتور باسم حسن الذي لم أكن أعرفه من قبل. ورغم تعليقي على مقاطعات ابراهيم عيسى –وبعضها كان ساذجاً- إلا أن د. باسم حسن ربط تاريخ المنطقة الحديث منذ نكسة 67 فصاعدا بالبداهات الاستراتيجية لمصر وانتقاد التغافل عن هذه البداهات حتى الآن رغم التعبيرات الشعبية الجارفة بعد 30 يونيو/حزيران 2013 وبعد مواقف جيش مصر الواضحة من عروبة مصر، كما استفهم –كما فعلت أنا- كيف لم يتم حتى الآن تصحيح قرار مرسي بقطع العلاقات مع سوريا الذي عارضه شعب وجيش مصر؟ وأظنكم تتساءلون مثل باسم حسن ومثلي.
*في خبر عاجل وصلني الآن أن نبيل فهمي عاد من باريس للقاهرة وبصحبة نبيل العربي، سننتظر الدور المصري في اجتماع جنيف2 السوري في 22 و 23 يناير/كانون2 الحالي.
فايز انعيم