طالما أشرت في مقالات سابقة محذراً من ارتباط مصر بتأبط شراً السعودي والذي بجهالته ونزقه يتصرف كقط يدور حول وتد الحبل الذي يقصر مع كل دورة للقط حول الوتد إلى حد الانتحار بالشنق، ربما أراحني أن تعلن الخارجية المصرية موقف مصر –بالأحرى جيش مصر- الذي منع تسليم كرسي سوريا في جامعة نبيل القطري –أقصد نبيل العربي- إلى ما يسمى إئتلاف المعارضة السورية وهو موقف ثانٍ لمصر العروبة المتناقض مع مواقف السعودية الفعلية تجاه سوريا والمؤسف توافق موقف السعودية مع مصالح اسرائيل.
تحقيقات تفجيرات فولغوغراد (فولجوجراد) قادت لكشف أن أحد المشاركين كان في سوريا ضمن التكفيريات الممولة من قطر ثم من السعودية استثارت تهديدات بوتينية لمصدر الإرهاب والتلميحات تتجه للسعودية. وخلال الأيام السابقة لوحظ أن الصحف الغربية الواسعة الانتشار قد نشرت تحقيقات وإحصاءات وتسريبات صبّت جميعها في توجيه الاتهام للسعودية.
نحن كقارئين لتناقضات الغرب الظاهرية بين الاعلان عن مكافحتهم للإرهاب مع دعمهم له وتناقض إتهامات شبه مباشرة للسعودية –بعضها في الحقيقة اتهام مباشر- مع السكوت السياسي عنه نفسّر هذا التناقض أولا بخبث الغرب في أن يبقي السعودية على حال الاستنزاف بالابتزاز فتقدم التنازلات المتتابعة، ونفسرها كذلك بعدم ممانعة الغرب ولا إسرائيل في تدمير الدول العربية الحضارية واستنزاف أدمغتها لتنفرد إسرائيل بالقوة المطلقة على كل من حولها
لم تكتفِ اسرائيل بالموافقة المكتوبة على تبادل أراضى للإبقاء على المستعمرات التي أُقيمت على أراضي الضفة الغربية التي قدمتها جامعة نبيل العربي لجون كيري العام الفائت، لكنها أمدت جون كيري بلائحة من التنازلات الذي نقلها للسعودية لتحريك جامعة نبيل العربي للموافقة عليها. وباختصار شديد تصفية القضية الفلسطينية على حساب أراض عربية من مصر والأردن ولبنان وعلى خط آخر تجنيس كل دولة عربية لكل الفلسطينيين على أرضها.
جاء الآن نبأ مصاحبة نبيل فهمي وزير خارجية مصر لنبيل العربي فوصلا معاً لباريس لمتابعة المفاوضات بين السلطة وإسرائيل. أستقرئ أن تحرك نبيل فهمي كان بأمر سعودي وقلقي من أن تستجيب مصر وتوافق على أن تصدر الجامعة الموافقة كمسرحية اتفاق عربي مثيل لما صار على ليبيا. فايز انعيم