حرق الأزهر

3
0

عندما تهدد رؤوس إخوانّا إيّاهم بحرق مصر في إحدى الكذوات –جمع كذا- فيما لو ... كذا لم أكن أشك في قدرتهم على إشعال بعض الحرائق المتفرقة الصغيرة ذات الصدى عند بعض الرعاديد بناء على تاريخ إفسادهم للأرض الذي ما غاب عنّي للحظة، لكنّي كنت واثقاً –في ذات الوقت أيضاً بناء على تاريخ الفشل الأكيد المصاحب دوماً لهم- أنهم أعجز عنه –أي أعجز عن تدمير مصر.

وكنت أتوقع –كدأب تاريخي عميق لديهم- أن يركِّز إخوانّا على مؤسسات الدولة بالأساس فكانت الفرقعات المتفرقة هنا وهناك بحثاً عن تضخيم صدىً يزعزع الأمن الاجتماعي وسلمه ويهيؤوه لتقبل التسليم لمنظومات البلطجة والفتونة، وبرغم علمي الأكيد بعداوة إخوانّا العميقة للأزهر الشريف وفكره لكنّي ما توقعت أن يصل إجرام إخوانّا لحرقه.

قيام إخوانّا المجرمين باغتيال الدكتور والعلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي بتفجيره و49 من تلاميذه في مسجد الإيمان بدمشق حوّل نسبة غالبة من سنّة سوريا عن احتضانهم وأعطي الجيش العربي السوري يداً طولى لبدء عملية القضاء عليهم التي بدأت ربيع 2013 من القصير وتتقدم بسرعة مذهلة أثبتت ما كنّا نقوله في مقالتنا بأن الدولة في سوريا كانت صبورة مع الثقة بأن لحظة تحول الحاضنة الشعبية آتية لا ريب وبالتوازي مع ثبوت التآمر الدولي الممول بترودولارياً، هذه الصورة لجيش سوريا العربي دفعت الكثير من السوريين للغضب مما أسموه تقاعس هذا الجيش القادر لأكثر من عامين عن مجرمين استباحوا الوطن بأعمال التدمير والقتل والتشريد. كان ردُّ بشار الأسد في خطبة ما بعد القصير على الناس وبأسف مؤلم بما معناه كان بعض السوريين بحاجة للتثبُّت ليس فقط من إجرامية هذه المجموعات بل كذلك هدف رئيس عنوانه تدمير سوريا – المبقية الوحيدة على الصراع مع إسرائيل متأججاً- ومنهجها الفكري والاستقلالي ببناء اقتصاد دون ديون واكتفاء غذائي تام.

وعلى النمط السوري أتوقع أن يتكرر تحوّل المصريين عن حضانة إخوانّا ويبتعد عن حنيّته فيترك للدولة ومؤسساتها حرية التصرف بحزم وضمن القانون آملاً الّا أعود للتساؤل: هل على المصريين عيش التجربة لكي يدركوا ولا يتعلّموا من تجربة سوريا وما فعلته ذات الجماعة في سوريا؟. اللهم قد بلّغت.....

فايز انعيم

 

إضافة منذ 10 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

محمد عبد المنعم منذ 10 عام
أنا أصفق الآن
Fayez Eneim منذ 10 عام
تخجلني بإطراءك
Menem منذ 10 عام
وانا اكرر التعبير عن شديدحزنى لموت الشيخ الجليل الذى احببته كثيرا .. وان نصر الله لآت
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy