كنت قد أشرت في مقال سابق إلى ورود نبأ قيام كونجرس أمريكا بإضافة خمس أسماء لشركات وأشخاص إيرانية -متهمة بمساعدة البرنامج النووي- إلى قائمة المقاطقة وحقيقة لم أتوقع ردة فعل إيرانية على حقيقة أنها تحايل أمريكي تسوقه إعلامياً تخفي تحته هزيمتها بل على العكس توقعت أن تتفهم إيران مدى حراجة أمريكا أمام أدواتها منذ فاجأهم إهمالها لمصالحهم.
أمرت إيران بعثة الخبراء بقطع المباحثات مع الوكالة الدولية للطاقة النووية والعودة لإيران ثم إعلان خارجية إيران أنها تشعر بعدم جدّية الغرب وعبثيته في إحترام ما يوقعون عليه من اتفاقيات، وقد عبّرت الخارجية عن ردود فعل شعبية استثارتها تصرف الكونجرس الذي أكّد في الحقيقة شكوكها المسبقة على الاتفاق.
أعترف أن الوهلة الأولى لخبر الكونجرس لم تستحضر أمامي المسلسل الطويل من وقاحات الاخلال بمنطوق اتفاقاتهم بمجرد تنفيذ الطرف الآخر متطلبات شروط الاتفاق المعقود معه وليس أدل على ذلك ما نعيشه من جراء نكص الاتفاق البريطاني المعروف ب
مراسلات الشريف حسين – مكماهون والتي انتقضت باتفاقية
سايكس بيكو التى تقاسمت بموجبها بريطانيا وفرنسا مملكة العرب كما نصت عليها
مراسلات الشريف حسين – مكماهون، وأضيف أن اتفاقية سايكس – بيكو كشفتها الثورة البلشفية السوفياتية، وأشير مؤخراً لاتفاق السداسية مع كوريا الشمالية حيث أدّى إخلال أمريكا بالتزاماتها بالاتفاق لعودة كوريا الشمالية لبرنامجها النووي.
التصرّف الإيراني يثبت أن إيران لم تكن ملهوفة على الاتفاق وأن تكرار أنها تعطى أمريكا فرصة تاريخية لحفظ ماء الوجه كان صحيحاً مائة بالمائة وهو ذات ما كنت عليه في كل ما كتبت من مقالات عن إيران وسوريا ومحور المقاومة عموما وانحسار –إن لم يكن اختفاء- الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط. فعلاً وما أدراك ما إيران!!
فايز انعيم