بهَوَسِ فكرة وحيدة للسمو والشرف انطلق دون كيشوت يبحث عن مغامرات قهر لأعداء موجودين في وهمه فقط وأقنع جاره الساذج بمصاحبته واعداً إيّاه إمارة على جزيرة ما فانطلق الساذج مع الواهم في عالمهما الوهمي يحصدون اللاشئ. تراثنا
-الذي يحتاج لمراجعة وتنظيف- دوّن مغامرات صعلوكنا الجاهلي
تأبط شرّاً مع الغول، والغول عند العرب أحد المستحيلات الثلاثة (الغول والعنقاء والخل الوفي) ومن يريد أن يتعمق بالوهم يقول بأي منها. صعلوكنا ربط بطولاته حصراً بتغلبه في منازلات ومعارك مع الغول أي الوهم.
لست مهتماً اليوم بادعاء أن مبدع دون كيشوت الاسباني ميجيل دي سيرفانتس –والذي يعتبر المرسي لفن الرواية الحديث (لأ ياجماعة، مش مرسيكم)- استفاد من انتصارات صعلوك الجزيرة العربية مع الغول علي أقل تقدير بمثل ما استفاد عصر النهضة من ابن رشد وابن خلدون وابن النفيس وغيرهم كثير واهتمامي ينصب على توصيف من عنيت ب
تأبط شراً الذي يطيش ببداوته وجهله وإجرامه بظن وهمي أنه سيحقق شيئاً فأسد سوريا، ذلك الشعب الواعي والجيش العروبي، ليس كغول
تأبط شراً.
عل فكرة، ربما نتوقع أن يغضب تأبط شراً من العالم لو تحقق أن السيسي هو شخصية عام 2013 فيقرر أن يستورد كل ما طبعت TIME من النسخ وإحراقها على أرض الجزيرة العربية الحرّة الديموقراطية، وقد يضم رجال الجزيرة إلى نساءها في حظر السياقة والاعتماد على سائق باكستاني.
فايز انعيم