خطف الثورات وخطف الانقلابات

6
0
ليست ثورات مصر(أو انقلاباتها، لكي لا أفسح مجالاً لتعبيرات الاخوان البذيئة الشبيهة بما يشوهون بها شوارع القاهرة) الوحيدة التي تتعرض أو تعرضت لمحاولات الخطف لكن الحقيقة التى لا تعرف الجغرافيا أن الخاطفين دائماً متذاكون –يظنون بأنفسهم نجاحهم بالكذب على كل الناس كل الوقت فيسترخون بالتواري خلف أقنعة من الشعارات القادرة على استغفال العدد الأعظم من الناس. والحقيقة الهامة كذلك أن ذات الناس المخدوعة بسهولة وراء شعارات الخاطفين، سرعان من تنقلب على الخاطفين بمجرد انكشاف كذبة أو كذبتين.

تعالوا لنراجع خطف الثورات الناجحة في مصر (آسف الانقلابات) ونستعرضها عسى أن نتعلم منها ونبتعد بذلك عن ثقافة الجهالة والغفلة والتي تفتح طريق إدراك واحد لا غير وهو إدراك البلاء عن طريق الوقوع به وكنت قد مثّلت في مقالات سابقة عن غفل الادراك مما حدث في ليبيا وسوريا فاستلزم أن يأتي الارهاب إلى مصر مستهدفاً جيش مصر وعسكرها لكي يدرك ألناس في مصر حقيقة ما حدث في ليبيا وما يحدث في سوريا:
• ثورة 1919 وقد نجح ملاك الأراضي بخطفها وعاشوا مستترين خلف ديموقراطية القصور والطبقية والإثنية، أما المصريين فقد تعمق بين غالبيتهم العظمى (99.95%) الفقر والجهل والمرض.
• ثورة 1952 (آسف انقلاب) وقد فشل إخوان فكر حسن البنا فشلا ذريعا في خطفها حيث اصطدموا بحزم جمال عبد الناصر القوي في تحجيم أي دور لهم بمقدارهم الصحيح ليس فقط لدراسته المتعمقة لتركيبة عقل وانتماء المصريين لكنه أدرك عمق الشعور الوطني ومفهوم الوطن لدى الشعب ومحافظته على عاطفة جياشة لرموز وطنية شملت شخصيات وطنية كمصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وعرابي وأمثالهم والمرتكز على ثقافة التعايش بين المسيحية والاسلام الأزهري. كما فشلت الاخوان القطبية في الستينات من تقويض منهج ثورة 1952 بل تمت محاكمة رؤوسهم –وللتذكير كانت السعودية هي الممول وللتذكير كذلك بتدخل أمريكا الدبلوماسي لمنع تنفيذ الأحكام بل ولاستعدادها لأخذهم وللتذكير كذلك وكذلك أن سيد قطب –سبحان الله كمرسي خرّيج (بالأحرى تصنيع) أمريكا.
• ثورة 25 يناير/كانون2 2011 وتصور الإخوان أنهم نجحوا باختطافها وهم ثبتوا وصف ثورة بدل انقلاب –ومصرين عليه- لأنهم تصوروا أنهم نجحوا باختطافها.
• وأخيراً ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 وأرجوا انضمامكم لي بتفهّم إصرارالاخوان على توصيفها بـانقلاب حيث ألقى بهم على ..
هل ستتيح بلاهة بعض الشباب خطفَ الثورة ليس من قبل الاخوان بل من قبل آخرين وتنتهي الثورة كما آلت له ثورة 1919؟

لو نجح الخطف سينهض سعد باشا زغلول من قبره ويبحث عن صفية ويطلب منها تغطيته مرة ثانية قائلا لها بحسرة المهزوووووم "مافيش فايدة. وكل انقلاب وأنتم بخير.

فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد
تعديل منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327

التعليقات

محمد عبد المنعم منذ 11 عام
لا لا لا ... إنقلاب تاني إيه بقى! كده كويس جدا الحمد لله. ده تعقيبي على آخر جملة في المقال الجميل ده
Menem منذ 11 عام
هاهاهاهاهاها!!
Fayez Eneim منذ 11 عام
قلقي له أساس، بالأمس مثلاً استمر مفكران -أو يُفترض ذلك- د. عمار على حسن ود. المعتز عبد الفتاح على مماشاة القلّة ذات الصوت العالي والغوغائي. وانظر كذلك لرجل قانووووون مثل د. جابر نصار يسارع بالاتهام والحكم قبل التحقيق فقط مماشاة للغوغائية. أعود لوصف الجهبذة الجاهلة.
زغباوية منذ 11 عام
ماهو للأسف اللى حاصل دلوقتى فعلا ان كل الشعب بقى غوغائي ....معلش هى طاقة كلامية وشتائمية وتخوينية كانت كامنة بداخل الناس واتفجرت وكأننا وُلِدنا سياسيين مخضرمين...ان شاء الله هوجة وتنتهى
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy