محمد نجيب يعجز عن تشتيت فكر شباب جيش مصر

5
1

ألخص بهذا العنوان ليس فقط عناوين صحف مصر عام 1954 بل أصف ما حدث وقتها حين أزاح مجلس قيادة الثورة ستارة اللواء محمد نجيب عن مضي شباب الضباط الحازم على طريق تحقيق أهداف ثورتهم الستة والتي ترتبت بحسب أولويات التحقيق، وعلى سبيل النكتة أسأل أصدقاء إخوان –أو ألتراس- يصرّون على تسمية 30 يونيو/حزيران بالانقلاب، أسأله هل 52 ثورة أم انقلاب؟ ليردد اسطوانة انقلاب فأقول له يعني مصر ستضمن على الأقل عمر قيادة جمال عبد الناصر (17 عاماً) من إنجازات استراتيجية واقتصادية واجتماعية لمصر مؤكداً له أن الكلمة لا تضايقني، فالثورة يا سادة تبدأ بانقلاب على سلطة قائمة وإنجازاتها تحوّلها إلى ثورة وبدون الانجازات تبقى صفة الانقلاب وبالتالي يمكننا أن نبقي على 25 يناير –بعد العجز عن إنجاز مهم- صفة الانقلاب ونبقي فقط بأمل أن يتحول 30 يونيو/حزيران إلى ثورة فالاخوان –كعادتهم- ضلّوا باصرار في توهم 25 يناير/كانون2 ثورة والتضليل بأن 30 يونيو/حزيران انقلاب.

تعالوا لنتدارس أسباب نجاح ثورة الشباب في 52 :
• وضوح المبادئ الستة ووضوح أولوياتها في أمرين اثنين، الأول تحقيق السيادة الوطنية واستقلال القرار والثاني السير الفوري على طريق العدالة الاجتماعية بقرارات (1) توزيع الخمسة أفدنة على فلاحي مصر من الأرض المملوكة للحكومة و(2) تحديد الملكية الزراعية و(3) رفع الأجر اليومي لعمال التراحيل والمياومة لـ 25 قرشاً باليوم وكانت 10 قروش أي بزيادتها بمقدار 150% مشيراً أن رواتب موظفي الحكومة والعسكرين المصريين كانت مرتاحة مذكراً بفروق الرواتب بين العسكرين المصريين والأتراك وهي التفرقة التي يخفيها الضلاليون المشيدون بالعهد الملكي كما أخفوا أن ملكية المصريين لاقتصاد مصر كانت أقل من 10% والـ 90% كانت ملكية أجنبية.
• ظل من قام بالثورة هو الحاكم الفعلي، وبرغم تصديرهم لمحمد نجيب بالواجهة بقيت القيادة الفعلية في يد قائدها الحقيقي جمال عبد الناصر وهي الحقيقة التي كانت معروفة عند السفارات الغربية فكانت تسميه الرجل القوي والذي أشرف على مباحثات الجلاء التي أرغمت عليه بريطانيا من مقاطعة المصريين للعمل في أو تموين قاعدتهم بالقناة تلبية لنداء قيادة الثورة للمصريين، أيوة لشعب مصر. وقد استطاع هذا القائد الفعلى إزاحة محمد نجيب بسهولة عندما رفض نجيب –وبمساندة الاخوان وملاك الأراضي- توقيع قرار نزع ملكيات ما زاد عن حد الملكية الصادر بقانون تحديد الملكية الزراعية وكذلك قوانين تحديد الأجرة للملكيات الزراعية. في هذا الخصوص أنصح الثوار بالاتحاد مع العسكر لكي تتحقق أهدافهم وليتذكروا أنهم فقدوا ثورتهم (25 يناير/كانون2) لآخرين لما ضُحك عليهم بشعار "يسقط حكم العسكر.

وأتجنب التطويل فأختم بما ختمت به مقالي السابق "وما أدراك ما مصر 2" بـ (كنت أود أكون على خطأ ظنّي
بعدم وجود فكر استراتيجي بين نخب مصر*، والبقاء على الجهل الاستراتيجي يؤدي حتماً إلى التوهان.

فايز انعيم

 

إضافة منذ 10 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

محمد عبد المنعم منذ 10 عام
للأسف ... فترة حكم مبارك هي اللي خلت ناس كثير وأنا من ضمنهم يتخيل أن ثورة 52 هي اللي ضيعت البلد. واضح إن كان فيه ناس ورا الموضوع ده
محمد عبد المنعم منذ 10 عام
وأداء الحكومات طبعا كان بيأكد كده
Fayez Eneim منذ 10 عام
برأيي المتواضع أن تضليل الناس العملي بدأ منذ إعلان السادات الوقفة التعبوية في اليوم الثالث لمعارك جبهة سيناء مخالفاً لاتفاقه مع حافظ الأسد وما تلى ذلك من قرارات ميدانية أدت إلى الحصار للجيش الثالث بكامله ثم ما جري تحت خيمة الكيلو 101 وزيارة إسرائيل ثم اتفاق كامب ديفيد الذي عزل مصر عن قيادة العالم العربي والاسلامي. عصابة حسني مبارك بنت على أساس مصر الجديد الهش الذى أرساه السادات على أنقاض أكاذيب تشويه العصر الناصري والذي إستعان على التضليل به بالاخوان المسلمين الذين نفذوا قتله بعد أن أدّى دوراً رسمه له كسينجر صديقه.
Menem منذ 10 عام
جميل منك انك فكرتنى بسبب الانقلاب على محمد نجيب لانى وقتها كنت صبيا لا افهم .. كما انك اكدت ان للاخوان دائما مسارا معوجا وراسماليا بالدرجة الاولى
Fayez Eneim منذ 10 عام
ستندهش كذلك من شعار المظاهرات التي خرجت لتأييد عبد الناصر، كان الشعار "تسقط الديموقراطية ويعيش الشعب" بمعنى تعيش العدالة الاجتماعية.
Menem منذ 10 عام
انا كنت فى المظاهرات دى على فكرة !!
Fayez Eneim منذ 10 عام
وعيك السياسي والاجتماعي أتاح لك اتخاذ الموقف الصحيح.
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy