قبل أيام قليلة، فاجأني شخصياً إشارة الرئيس بشار الأسد أن تطهير سوريا من الارهاب سيستغرق 6 شهور. فطبقاً لإنجازات التطهير الجغرافي المتسارعة ومفاجئات الانتقال الجغرافي الرشيق بين أرياف المدن السورية والانهيارات الواضحة في بنية الارهاب كنت أستقرئ أن نهاية العام الجاري هو موعد اكتمال تطهير الأرض السورية من قواعد الارهاب الثابتة وكذلك إحكام حدودها من تسرب الارهاب سلاحاً وشراذم. فإعلان اليوم الخاص بتحديد تاريخ لجنيف2 يتفق مع ما استقرأت ومذكراً أن جنيف 2 السوري جاء بعد جنيف 1 الذي صار له تفسيرات متعددة وسبحان الله كذلك مختلفة حاول الفريق الغربي بتفسيراته أن يشد أزر أدواته الاجرامية بعباءة الفضيلة والثورية وحقوق الانسان. جنيف 2 إذن جاء بعد تهلهل العباءة بكم الاجرام الهائل المنشور على اليوتيوب وبواسطتهم.
لعلنا نتفاءل بجنيف2 السوري على منوال إتمام الاتفاق الإطاري (الانتقالي) بين 5+1 وإيران تم في الجولة الثانية من المباحثات بينهما وفي جنيف فنسميه جنيف 2 الإيراني، ذلك الاتفاق تم لفّه أو تسويقه بسوليفان الستة أشهر (6 months wrapping) ونتفاءل بتغليفه بسوليفان ما على نمط جنيف2 الإيراني.
سوليفان جنيف2 الإيراني هدف إلى تغبيش الوجوه التائهة المطلة من سلة المهملات وهدف إلى تحديد فترة تجميد ممارسة كل الحقوق القانونية للنووي السلمي ليس فقط لإيران بل لكل دول العالم من خارج أعضاء النادي النووي وإبطال قدرتها –أو أي منها- على سلب الحقوق من أصحابها وإتاحة الفرصة للمتراجعين لإعلان صرامتهم الشديدة خلال فترة فحص صدق نوايا الطرف الإيراني الذي بادر بأدبه الجمّ الصارم ليعلن اليوم أن إيران ستخرج من الاتفاق لو قرر كونجرس أمريكا فرض عقوبات مجددا والقول أن لو حدث فالطرف الآخر لا يحترم الاتفاقات كما لا يحترم القوانين الدولية. ساند هذا الموقف الايراني تصريح لافروف –وقبل توقيع الاتفاق بساعات- أن ليست إيران من عطل التوقيع في حالة عدم التوقيع بل الطرف الآخر.
هناك سوليفان آخر وهو مبادرة أوباما الاتصال بنتينياهو مستبقا نية الأخير الاتصال به ويكون محتوى الاتصال أن الاتفاق مع إيران يفتح الطريق أمام اسرائيل لإزالة كل العقبات التي تقف في طريق السلام الدائم في الشرق الأوسط خلال الـ 6 شهور المنصوصة باتفاقية النووي.
ربما يسأل القارئ: هل كان طلب أوباما من إسرائيل ضمن الاتفاق مع إيران؟ وأجيب بكلمة واحدة: إطلاقاً فتعليمات الخامنئي أن مهمة وزير الخارجية الايراني محصورة بالنووي بل وأزيد أن الطلب بدأ منذ معركة القصير في مايو/أيار 2013.
فايز انعيم