على عكس ما ذهب له جهابذة الصحافة والاعلام بمصر من ربط زيارة كيري لمصر بمحاكمة مرسي عن جهل أو عن تعمد إلهاء الناس فإنه جاء لمصر ليستبق اجتماع وزراء الخارجية العرب -الذي سيعقد مساء يوم وصوله الأحد 3 نوفمبر/تشرين 2 - ليمنع بداوة الجهل وقصر النظر والهِرم السعودي من نسف جنيف 2 بغطاء قرار جامعة عربية مهمتها تقتصر على سولفان تلف به عجزها، وصل كيري للقاهرة صباح أمس وإجتمع مع الخارجية المصرية وآخرين بالحكومة المؤقتة ومن ثمّ ظهر كيري في مؤتمر صحفي مع نبيل فهمي فتناول كيري عناوين أهمها:
• جنيف 2 يجب أن يعقد ملمحاً بأنه آخر فرصة لحفظ ماء الوجه خاصة وأن قطار تقدّم الجيش العربي السوري الأرض متسارع قد تلغي الحاجة لمؤتمر جنيف 2 من الأساس ولا يبقى للمعارضة السورية الخارجية حتى فتفوتة حمص.
• لن تسمح أمريكا بأي تأثير سلبي على تفاهماتها مع روسيا بملفات إيران وسوريا والعراق لتأمين خروجها العسكري القريب من منطقة الشرق الأوسط والخليج .
• أن مصر مدعوة لتحل محل السعودية فتكون الشريك العربي في في حفظ استقرار المنطقة وتبقى داخل المعسكر الأمريكي وهو ذاهب للسعودية –وهذا ليس معلومات بل تحليل- لينحي السعودية ويساعد في إعادة تقسيم الدولة على أبناء أبناء عبد العزيز المؤسس أي بين الأحفاد.
واسترسل كيري في بعض الفذلكات يبرر وقف الدعم العسكري ويؤكد على دور مصر كشريك استراتيجي. وألقى خلال فذلكاته أن الأسد فقد معنوياً –وليتني أجد شرحاً لـ "معنوياً" هذه- أي تأثير أو مشاركة في المرحلة الانتقالية مما استدعى رداً سورياً فورياً أنّ تصريحات كيري غير مقبولة وليس له ولا لغيره أن يقرر شيئاً هو من صميم إرادة الشعب العربي السوري، وهدد البيان أن تصريحات خرقاء كهذه قد تؤدي إلى نسف جنيف 2 التي حرص كيري على الحضور للقاهرة لمنع هذا النسف. ولنا أن نقرأ قوة الرد السوري كدلالة واضحة على أن سوريا حريصة على المشاركة لكنها لا تعوِّل على جنيف 2 كما لم يوقف أو يؤثر على التقدم على الأرض. وربما أعلق على جهابذة محللين استراتيجين على قنوات مصر يفترضون أن الجيش العربي السوري قد انتهى.
الأروع كان تصريح بوتين بعد ساعات قليلة من فذلكة كيري الذي قال فيه أنه آن الأوان لدولة كبرى أن تتخلى عن عادة التعدّي على سيادة الدول المستقلّة لتغيير النظم والحكّام فيها وأن تدرك أن الدولة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد هي التي أوصلت هذه الدولة الكبرى لعجز واضح عن ممارسة التاثير فـ
غُلِبَ حمارها مذكراً بتصريح بوتين الشهير في خطابه بعد فوزه بالانتخابات "أن العالم الجديد يتم رسمه الآن في سوريا" فصدقت مقولته التي يدركها كل العالم إلا بعض جهابذة المثقفين العرب وبدوانهم.
فايز انعيم