عُمي البصيرة .. ينتهون إلى تَوَهان

4
0
خلال الاسبوعين الماضيين تسارعت الأحداث العالمية بطريقة مذهلة، وكل منها كان موضوعا جديرا بالتناول ما يلبث أن يغلب عليه موضوعٌ آخر ثم بآخر يليه فصرت في حيرة ضاعفها نقاهة الخروج من وعكة صحية. ووازت الاحداث العالمية أحداث ومناسبات مصرية هامة –أشرت إلى أهمها في آخر مقال لي- كنت مخططا أن أتوسع بها. وعن مصر رأيت أن روح السيسي الفاعلة والمبادرة شكلت لمصر منصة أمان من السقوط في مظاهر الدولة الفاشلة.
في تقديري لو كانت الحكومة والشعب على مستوى الروح والمبادرة لاستطاعت مصر إغلاق غالبية ثقوب الافشال التي تحاك لها من أعداءها والغريب أن يتم بيد بعض أبناءها والأغرب أن يكون من هذا البعض –المفترض تمتعهم بالوعي الوطني والاستراتيجي. أقول لاستطاعت مصر تبؤ الريادة والقيادة التي مهد لها جيش مصر العظيم وتحملوني في حسرتي على تضييع مصر للفرص المتاحة وحسرتي على طمس القوة الحقيقية بكلمات الخوف والتردد والغفلة والتي استشرت بزرع أمريكي-غربي-صهيوني منذ التسليم الساداتي لمصير مصر.
المراقبون يقولون أن أكثر ألدول توهانا اليوم هي السعودية فقد أعقب خبطة الرأس الأولي –تخلّي أمريكا عن ضربة سوريا كما أرادوا أن يقنعوا أنفسهم وعلى عكس الواقع، أعقبها ضربة أمريكا الأشد والأنكى وهي المتمثلة بالتقارب الظاهر بين إيران وأمريكا بل وبتهافت أمريكا والغرب على هذا التقارب. والواقع –كما المراقبين- يقرأ شيخوخة الدولة السعودية وصراع أبناء الملوك قيما بينهم ومدى قرابين التودد التي يقدمها الفرقاء المتصارعون جميعا على عتبات السيد ومن خلال أداة –إسرائيل- ساقطة من أهمية واعتبارات حسابات السيد الأمريكي أو تكاد تلقى بمهملاته. حكومة مصر تتعلق بالسعودية التائهة، ومن يتعلق بتائه يتوه.
على جدول التسارع إجتماعات 5+1 وتأكيد الاجتماع الوزاري بتاريخ 7/11/2013 على أن يسبقه اجتماعات أجهزة المقاطعات الاقتصادية.
على جدول التسارع زيارة الخارجية الكويتية لروسيا.
على جدول التسارع دعوة قطر للرئيس روحاني لزيارتها.
على جدول التسارع النشاط القطري في الافراج عن محتجزي الشيعة من قبضة مجرمي سوريا وتركيا وكم أكره أن أردد كلام السفهاء.
على جدول التسارع تصفية مجرمي سوريا بعضهم البعض.
وعلى قمة جدول التسارع الانجازات المتسارعة للجيش العربي السوري وحصر عدد كبير من المرتزقة على جبال القلمون تحضيرا لمعركة كبرى تجهز على جيش بندر بن سلطان.
الفرق بين الحقيقة والوهم كالفرق بين ما قلناه منذ بدئ الأحداث في سوريا وما نراه حادث بعد عامين ونصف واقعا وبين من يقرأ وهما ويكتب وهما يوهم به واهمين تأهلوا فقط لعجز الوهلة وعدم التصديق وضرب الرؤوس بالصخور فتدمى رؤوسهم كما دميت أحلامهم.

فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد
تعديل منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327

التعليقات

زغباوية منذ 11 عام
الحمد لله انا بقيت فى مرحلة التوهان وعلشان كدا بطلت اكتب بس بتابع لعلى اخرج من هذه المرحلة
Menem منذ 11 عام
اما ان فخرجت من التوهان الى عدم الاهتمام .. والحمد لله
زغباوية منذ 11 عام
ماهو انا علشان التوهان ونظرية الشك في كل الناس وان الموضوع اصبح تقسيم التورتة ومين له اكبر نصيب فيها ليس إلا ادى عندى الى عدم الاهتمام برضه بس كل حين واخر بنشوف ايه اللى بيحصل وفي انتظار امل جديد ووجوه جديدة وشخص قلبه على البلد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy