انا غيرت العنوان بس لان الكلام ده عايزة اقوله من فترة وتأثير السياسة واللخبطة اللى حاصلة فى البلد دى وان كل واحد بيتكلم فى السياسة وبيدافع دفاع مستميت عن رايه وفكره وكأن الاخرين بلا عقول وبلا تفكير وكتير بيصل الامر الى خناقة وشتايم و زعل وخصام والطرف ده بيقول على الطرف المختلف معاه انه مغيب والعكس والمهم فى الموضوع ان الكل بيتكلم كأنه فى السلطة وكأنه المسئول عن البلد والمتحكم فيها وان الطرف الاخر ده حتى لو كان (اخويا- صاحبى- ابنى...اياً من كان المهم انه المختلف معايا فى رأيي)هو المسئول الوحيد عن هذه اللخبطة وهذا الحال اللى وصلنا له
يارب نرجع نعيد حسابتنا تانى وان الاختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية وان راى صح يحتمل الخطأ وراى غيرى خطأ ويحتمل الصواب ...وان اصلا اصلا مفيش حد فاهم حاجة100 % ويارب تكون فترة وتعدي
زغباوية اسيبكم مع المقال الأصلى بعنوان:
فى العيد.. استعيدوا إنسانيتكم أرهقتنا السياسة ومزقت الأواصر بين الأهل والأصدقاء والجيران، تنابذنا بالقول وتشاحنت النفوس وأخطأت الألسنة وتعمقت الجراح بسبب الاختلاف السياسى والانحياز لفريق من الفرق المتصارعة، بقدر ما أحببنا السياسة عقب الثورة بقدر ما بغضناها الآن بعد أن فرقت بين المرء وأخيه والأم وولدها والبنت وأبيها والزوج وزوجته.
عقب ثلاث سنوات من الثورة لم يخل بيت من مختلفين فى الأسرة الواحدة، كلما اشتدت نار الاستقطاب كلما جاءت على حساب المشاعر الإنسانية التى لم نستطع أن نفصل بينها وبين اختلافاتنا وانحيازاتنا.
حكى لى صاحبى أنه لم يستطع أن يدخل بيت عائلته لمدة عيدين بسبب الاختلاف بينه وبين أشقائه بسبب السياسة، وأنهم كلما التقوا دبت بينهم مناقشات انفعالية تؤدى الى تغير النفوس وكدرها مما جعله يؤثر السلامة ويبتعد فى أوقت الأعياد عن منزل العائلة حتى لا يفسد فرحة العيد على بقية عائلته.
أما زميلتى الطبيبة فتبكى وهى تحكى عن والدها الذى دخل معها فى قطيعة كاملة بسبب موقفها السياسى المخالف له وبسبب انتخابها لمرشح رئاسى لا يحبه والدها، تقول لى: هذا ما عادت به علينا السياسة، ليتنا ظللنا بعيدا عن هذه المأساة واحتفظنا بسلبيتنا حتى نحافظ على أسرنا وعائلاتنا.
ولا أنسى مأساة حقيقية حدثت لشاب وحبيبته اللذين اقتربا من خطوة الزواج وتأسيس أسرة ولكن بعد أن تم فض اعتصام رابعة اختلفت آراؤهما حول الحدث، اذ كان الشاب يرى أن ما حدث طبيعى ولا يستحق الشفقة. وأن من ماتوا أخطأوا بوجودهم فى اعتصام غير سلمى وكان عليهم الاستجابة لنداءات الشرطة بالإخلاء، بينما كانت رفيقته ترى أن ما حدث مجزرة سفكت فيها دماء بغير حق وازداد تعاطفها مع رابعة لدرجة أنها بدأت تشارك فى المسيرات التى ينظمها الإخوان رغم أنها غير محجبة ومن أسرة شديدة الليبرالية فكرا وسلوكا ومظهرا ولم يستطع أى منهما اقناع الآخر بوجهة نظره وكان قرار الافتراق بعد أن أصبحت الفتاة ترى حبيبها محرضا على القتل وفاقدا للإنسانية وراقصا على الاشلاء بينما ظل هو يراها مغيبة ومغرر بها وتدافع عن ارهابيين لا يستحقون الحياة وأن مشاركتها فى مظاهراتهم تعنى أنها فقدت عقلها وصارت ضد الدولة المصرية، ومن هنا افترقا!
•••
السؤال الذى لابد من الاجابة عنه هل تستحق السياسة أن نفقد بسببها من نحبهم؟ هل تستحق السياسة أن نفترق بسببها عمن وثقنا فيهم وأحببناهم وعشنا معهم سنين العمر؟ هل تستحق؟
هدف السياسة هو إسعاد الناس وتغيير حياتهم للأفضل، هدف السياسة أن تبذل كل الجهود لحل المشكلات وتقديم الاقتراحات والمشروعات التى تساهم فى تطوير حياة البشر ورفع المعاناة عنهم، وكل من يمارس السياسة يجب أن يكون هدفه خدمة الناس فلا سياسة بدون خدمة ولا خدمة بدون تحمل عناء وتعب وعطاء بحثا عن سعادة الناس التى تنعكس مباشرة على سعادة أهل السياسة واعتزازهم بما حققوه من تغيير لمجتمعاتهم، السياسيون يتنافسون فى تقديم الخطط والحلول لصالح الناس والشعب يختر من يمثله ومن يقوده طبقا لقناعته أنه الأجدر بما يملك من رؤية وقدرة على تنفيذ هذه الحلول إذن فالسياسة يجب أن تكون تنافسا من اجل صالح المجتمع.
هذه هى السياسة فى المجتمعات المتحضرة التى ترتقى بالإنسان، أما ما نراه فى مصر فلا علاقة له بما نتحدث عنه، هناك اقتتال فى مصر يلبس ثوب السياسة، اقتتال بين أشخاص وبين ثارات وأحقاد تاريخية وعقد نقص متأصلة، لا احد يمتلك مشروعا متكاملا للوطن بل أفكار عامة وتصورات فضفاضة لذلك فالكل يخفى غياب المضمون عبر تأجيج المعارك المفتعلة التى لا تعنى الناس بالإضافة الى اللهاث على السلطة ومغانمها دون استعداد للقيام بواجبات هذه السلطة وما تفرضه على من تحمل المسئولية.
•••
شخصنة الأمور لا تتوقف فلا أحد يناقش الأخر فى آرائه بل يسرع لاتهامه فى شخصه تخوينا وتشكيكا ومزايدة، انتقلت أمراض النخبة الى الشعب وساعد الاعلام فى اشعال المعركة حيث صار لكل فريق سياسى مشجعون متطرفون يذودون عنه سواء كان على خطأ أو صواب وينالون من الطرف الآخر بحق أو بغير حق.
لم ندرك معنى التنوع وادارة الاختلاف برقى وتحضر، إن لم يقتنع الآخرون بما نقول ويتبنونه يصبحون أعداء لنا لا نتوقف عن الهجوم عليهم والنيل منهم، لم نفهم ان تعدد الآراء يثرى موضوع النقاش، لم نتعلم أن مناقشة الأفكار خير من مناقشة الأشخاص، لم نستطع استيعاب من يخالفنا وتفهم وجهة نظره التى ربما تكشف الأيام صحتها.
وصلنا لهذا التفسخ الإنسانى بسبب السياسة، لذلك لابد من مراجعة الذات واعادة تقييم الأمور، كلنا كنا جددا على السياسة وتقلباتها، تبنينا آراء ثم نبذناها، اختلفنا مع آراء ثم اقتنعنا بها، وهكذا كنا بلا استثناء نمارس لأول فى حياتنا هذا الفعل الجديد الذى لم تتأصل قواعده فينا.
لذا فلنجعل من العيد ومن كل مناسبة اجتماعية تجمع بين الأهل والأصدقاء والجيران فرصة لالتقاط الأنفاس وتصفير العداءات والبغضاء التى طغت علينا، انسانيتنا هى ما سيتبقى لنا والسياسة لا يمكن أن تكون سببا لفقد من نحب، تعالوا نلتمس العذر لكل مختلف معنا، تعالوا ننسى اساءة من أساء لنا وتجاوز بلفظ أو فعل، تعالوا نقف جميعا متراصين ونحن ننظر للأفق البعيد ونحلم بوطن يسوده الحب والاحترام وأدب الحوار واحتواء المختلف عنا، تعالوا نستعيد انسانيتنا فالسياسة لا تستحق أن نخسر بسببها أجمل ما فينا.
مقالة لـ د/ مصطفى النجار