أُختتمت اجتماعات قمة الدول الواقعة على طرفي المحيط الهادئ بغياب أوباما –بسبب الشلل الأمريكي- فانفرد بوتين بقيادة أعمالها منفرداً وحالّاً محل القيادة الأمريكية للقمم السابقة. كل التقارير تتناقل نمطية جديدة للقيادة مثّلها تواضع الكبير الذي استمع جيداً للشركاء واهتمام خاص بوجهة نظر الشركاء الأقل حجماً وهو سلوك حلّ محل عجرفة العسكرية الأمريكية مارسته على الصغار خاصة تاركة أمواس حلاقة في حلوقهم.
ما نتج عن القمّة بيان في مقدمته "تفهّم بين دول المنطقة أنها تقود التنمية العالمية في هذه المرحلة وحرص كل دول المنطقة على تجنيب المنطقة أية عواصف تعيق هذه التنمية، كما عبّر الجميع عن قناعته أن الخدمات لن تستطيع فتح سوق العمل وأن الصناعات التكنولوجية القادرة الأكبر على امتصاص طاقات العمل الشابة والوليدة.
وأستطيع أن اخرج من هذه القمة بالحقائق التالية:
• تهاوت استراتيجية أمريكا في تحديد مدي تأثير قوة الصين الصاعدة والتي امتدت للقوة العسكرية لحماية تنامي الاقتصاد.
• أصبح هناك تنسيق تام بين القطبين الروسي والصيني على توزيع الأدوار –السياسة لموسكو ومساعدات الدول الفقيرة للصين- فيتلاشى أي احتمال للخلاف مستقبلاً.
• عدم السماح بزيادة التواجد العسكري الأمريكي بالمنطقة بل ومنع أمريكا من تعويض القطع التي يتم إحالتها للتقاعد، هذا الاتجاه يبقي الفوارق التكنولوجية بين أي قديم بعد التجديد وبين ما هو حديث ومتفوق تكنولوجيا تنتجه روسيا والصين وهما من دول شرق آسيا، وقد يكون الحل المطروح على أمريكا هو السماح لشريكها المحلّي –اليابان- إنتاج بعض السلاح تعويضاً لغياب الامريكي مع عدم استبعاد اعتراض دول الجوار المعنية بالقيود التي فرضت على اليابان بعد العالمية الثانية.
• إذن الانحسار الأمريكي لم يقتصر على البحر المتوسط والخليج والمحيط الهندي يتعرض لسجن البحر الأحمر بين باب المندب وشرق البحر المتوسط.
لنراجع الاعلام في مصر ومتابعته لهذا المؤتمر الهام ونتأكد يوماً بعد يوم عظم غياب النظرة الاستراتيجية لمصر.
فايز انعيم