أنتقي لكم ما كتب ناصر قنديل لمقدمة نشرة أخبار توب نيوز ظهر الأربعاء 9/10/2013 مبديا إعجاب بعرض لخّص تراجع مكانة أمريكا المواقف التي أصدرها جون كيري حول التعامل السوري في ملف السلاح الكيميائي والتي تشيد بالتعاون الذي تبديه الحكومة السورية مع المنظمات الدولية المختصة ليست مجرد موقف قانوني تقني أو ديبلوماسي نابع من مراقبة اميركية لأداء الدولة السورية تجاه ملف موضع عناية دولية، فلا النظرة الأميركية تُبنى على معايير النزاهة والإنصاف تجاه الملفات ذات العناية الدولية ولا موقفها من سوريا يمكن ان يُحتسب بناء على أحادية الملف الكيميائي تجاه الملفات المتشابكة التي كانت أوصلت الخطاب الأميركي إلى حافة الحرب على سوريا بعنوان لم يكن مرتبطا على الإطلاق بقبول سوريا أو عدم قبولها التعاون مع المنظمة الدولية للحد من إنتشار الأسلحة الكيميائية.
كانت واشنطن قد قطعت كل جسور الصلة الأدبية والأخلاقية في إمكانية قبول التعاون مع الدولة التي يترأسها الرئيس بشار الأسد وتحدثت بلسان رئيسها وسائر مسؤوليها عن دنو رحيله وايامه المعدودة وعن فقدانه الشرعية وطالبت وسعت ووضعت جهدها وصولا لحد الحرب الشاملة تحت عنوان المعاقبة لدولة أسمتها مرارا بالدولة المارقة والشريرة وفي مثل هذه الحالة لا يكفي الإلتزام بملف لم يكن بالحسبان ليصير الكلام عن التعاون بمستوى حرص كيري على تخصيص الرئيس الأسد بحصة الاسد من الإشادة والتنويه.
كانت إيران قد قدمت إلتزامات مشابهة في ملفها النووي بطلبات من وكالة الطاقة الذرية ولم تنل إلا التشكيك عندما كان الزمن السياسي يستدعي ويسمح بالتصعيد، كما كانت كوريا قد حازت تشكيكا مشابها يوم فككت مفاعلاتها وصواريخها النووية عام 2007 لأن الرهان الأميركي على الإخضاع كان متاحا.
الترحيب الأميركي بالتعاون السوري والتجاهل الأميركي للمضمون الأصلي للحرب على سوريا و تصوير المسألة كأنها منذ سنتين ونصف مسألة تقيد سوريا بشروط وضوابط المنظمة الدولية للسلاح الكيميائي هو لعب بالسياسة تقوم عبره واشنطن بالتخفف من أعباء تورطها السوري وإنكفائها عنها إلى حدود الحد الأدنى التي يعبر عنها الحديث عن تفاهم روسي اميركي على الحل السياسي عن طريق مؤتمر جنيف، والسبب بسيط، أكلاف الحرب وإستنفاد الوسائل الأخرى فقررت واشنطن ترك القوى التي علقت مصيرها بقرار الحرب الأميركية تقلع شوكها بايديها بعدما بنت الأوهام و الأحلام على الحرب الأميركية في ذروة التصعيد.
يختصر الموقف الكلام الذي قاله عضوا إئتلاف الدوحة برهان غليون وفرح الأتاسي فقد كتب غليون على الفايسبوك إن ثناء كيري على الرئيس بشار الاسد إستفزاز لا يغتفر ووصمة عار في جبين اميركا وكتبت زميلته في الإحباط فرح الأتاسي تقول كان ينقص أن يقم كيري تمثالا للأسد في واشنطن.
عويل الحزن من فرح ودخان الغليون على كيري يعبران عن حال الذي تُأمِّلُهم واشنطن بالسكر نبات وصبيان وبنات وتقطع فيهم الحبل بنصف البير وتتركهم بلا تدبير وهم يغنّون: وعدتني بالحلق بخشت
خرّمت لك وداني وتركتني أستنى من تاني، طبعا الغبي هو الذي إنتظر وتأمل و ربط مصيره بخيارات الآخرين.
تخبزوا بالعافية وتعيشوا وتاكلوا غيرها.
ناصر قنديل وانتقاء فايز انعيم