استنفار شرعية الوجود ...

3
0
بعد خطاب الشيخ حسن روحاني بالجمعية العامّة الأسبوع الماضي، علّق محلِّل سياسي اسرائيلي على انسحاب وفد إسرائيل منفرداً –كاحتجاج على اعتلاء روحاني منصة الخطابة- فقال: رأينا بأم أعيننا من الذي أصبح معزولاً –يقصد دولة اسرائيل- في هذه الحقبة من الزمن ومن صار –رغم حصار خانق طويل- قطب جذب يتودد لها الجميع،

حتي الغرب أصبح مشلولاً عن إبداء أي مساندة لها، فهل ستجدي صحوة بيريز –رمز رئاسة دولة إسرائيل ويُعطاها من قدَّم مساهمات مميزة لإسرائيل- لمطالبة مسانديه بما لا يستطيعوه أو بالأحرى عجزهم عن إثارته بالمباحثات خاصة بعد أن أشار روحاني بوضوح لضرورة بدء إخلاء المنطقة ككل من أسلحة الدمار الشامل بعد أن بادرت سوريا بطلب وضع كيماويها تحت الرقابة الدولية وما ترتب عليه من منع الغرب من توجيه تهديدات عسكرية لسوريا العربية وما تلاه من إلغاء ذات التهديدات لإيران.

في كلمة للمرحوم الخالد جمال عبد الناصر في يوليو 1970 –قبل وفاته بقليل- بيّن فيه أن استعادة سيناء ممكن لو قدمت مصر تنازلات استراتيجية وأوضح بجلاء أن المعارك مع كيان إسرائيل معارك وجود وليست معارك حدود. وللأسف قام سلفه –السادات- بتقديم هذه التنازلات فتمت مظهرياً استعادة معظم سيناء وللتأكيد على الاتفاق المذلّ أبقت اسرائيل على طابا لتنضم –وبعد 5 سنوات- إلى مظهرية استعادة سيناء التي تم فتحها لتمركز مجرمي مصر والعالم والذي تدعم بعد 25 يناير 2011 أي خلال إنضواء مصر تحت عباءة الاخوان وعجز المجلس العسكري –الذي لم أشك لحظة بوعيه لما يجري- عن منع ذلك تحت ضغط ضياع بوصلة معظم مثقفي مصر وإعلامها وبعض الشعب الذي حمل –وللأسف- لواء "يسقط حكم العسكر.

أرجو ألا يمل قارئي من تكرار انتقاد الخارجية المصرية خاصة بعد ضآلة عدد من بقي في قاعة الجمعية العامة ليسمع خطبة نبيل فهمي الذي ما وعى عنفوان مصر الذي تبدّى في 30 يونيو/حزيران ولا بإرث مصر العالمي في عدم الانحياز ولا بإرث مصر العربي والإسلامي فجعل مصر بحجم بنين وما أدراك ما بنين.

قراءاتنا –كاستراتيجين- تحدد أن:
- معركة الإرادة المستقلّة للمنطقة العربية وكافة أعراقها الإثنية بدأت في مرج ذابق بالشام.
- وآخر مراحل تحقيقه بدأ من رفض الشام والعراق كامب ديفيد
- وصولاً لمرحلة نزع كلّي لأظافر إسرائيل بالردع الصاروخي لمحور المقاومة
- وصولاً لمرحلة 2006 والتي وصلت بذراعها لمل بعد بعد حيفا
- وصولاً لمرحلة سقوط بابا عمرو ثم القصير
لنعيش الآن مرحلة انهيار القطب الأمريكي وهرولته نحو المنتصرين ولفظه لأدواته التركية والخليجية وتركهم لمصيرهم.

وصلتني صورة تويتة لعلاء صادق يتهكم أن مصر استدعت سفيرها من تونس بعد استدعاء دولة الإمارات لسفيرها فيما ترتب على كلمات للمرزوقي في الجمعية العامةوقد أهملت حتى التعليق عليها لكني أذكرها هنا تدليلا على ما يفعله صغار الخارجية المصرية فيضع مصر بتهكم عبقري مخلصٍ للجماعة فوق إخلاصه لمصر ولا أستبعد جأره بالتكبير –كما فعلت الجماعة- عند إعلان اقتراب مدمرتين أمريكيتين من سواحل مصر.

فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

Menem منذ 11 عام
بكل الاسف نعرف ان خارجيتنا طرية جدا .. وليست وحدها !!اختيارات الطاقم كلها مشبوهة ! .واملنا بعد الله معقود على شخص بالمواصفات التى كتبتها تعليقا على لقاء بشار مع القناة الايطالية ..
Fayez Eneim منذ 11 عام
الخارجية أبناء فكر البرادعي وشاكلته. هناك وزارات تعمل بجدية وأرى فيها بشائر خير مع تزامنها مع زخم الاحتفالات بوفاة عبد الناصر.
Menem منذ 11 عام
عموما الكل الآن فى انبوبة الاختبار
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy