تحولت هرولة أمريكا نحو إيران والتي قادها سكرتير الخارجية كيري -أشرت لها في مقالي "الكُرّ أنزلوه بالونش" الذي نشرته مغرب اليوم – تحولت على يدي أوباما إلى قفزات طويلة كطول خطواته ورشاقة قفزات صعوده السلالم.
ما أتصوره هو أن أوباما – وبعد تقرير شفوي سريع تلقاه من كيري الذي انهى للتو لقاءه الأول مع وزير خارجية إيران ضمن وزراء خارجية دول ( 5+1 )- فاجأ إدارة مكتبه بطلبه تحضير مكالمة هاتفية مع الشيخ حسن روحاني رئيس جمهورية إيران. إدارة مكتبه المدهوشة ذكرته برفض روحاني مصافحة الممرات التلفزيونية والتي وصفها روحاني بعدم جدواها بين بلدين بينهما مشاكل كبيرة والبسمات المتبادلة لا يمكن أن تفك أقفالها.
ثمّ ما أتصوره أن أوباما قطع مكتبه جيئة واحدة باتجاة شباك يدخل ضوء الشمس –باعتبار سماء صافية تبددت كل غيومها في لحظة صفاء- فيستدير ويطلب من كاتبه أن يكتب على قصاصة ورق "الرئيس أوباما يريد محادثتك ليقول لك بلسانة أنه حريص على جدية إنهاء المشاكل بين أمريكا وإيران خلال أقل من سنة.
ولمّا قبل روحاني المكالمة والكلام اتفقا على أن كل منهما سيكلّف وزير خارجيته للاتفاق على خطة الحل وذلك على نمط اتفاقه (أوباما) مع بوتين على ذات التكليف لوزراء الخارجية الأمريكي والروسي خلال قمة العشرين وخلال أسبوعين فقط نزلت أمريكا فيما يختص بموضوع الكيماوي السوري من عليين إلى واقع الحال كما رسم المهندس الروسوري (الروسي-السوري).
أتصوّر كذلك أن أوباما بدأ يبصر أن دخول التاريخ على المستوى الانجاز الدولي قد يكون من باب الشرق الأوسط، ولعل هذا الباب يكون إما بدفع إسرائيل عنوة للتخلي عن الاغتصاب والبلطجة والتزام القانون الدولي أو تركها تتخبط وحدها.
وأتصوّر أن يدعوا نتنياهو لانتخابات اسرائيلية مبكرة يتم فيها مكاشفة الشعب الاسرائيلي أن عليه أن ينسى أحلامه فقد انهت جبهة الشمال كل قبب اسرائيل الفولاذية وحوّلتها لغربال نفاذ، وقد أتصوّر بدئ هجرة عكسية.
فايز انعيم