الكرّ في الّسان الشامي هو صغير الحمار وذكره هنا –وفي مقال ناصر قنديل الصوتي- ليس على التحقير أو السباب –فنحن أعفّ والحمد لله- ولكن على فطرية ما سخّر الله للانسان بعقل صغير يحفظ ما تدرب عليه –كأن يحفظ مسارات وطرق صاحبه (سيده) ولا يبادر إلا لحاجات الحفاظ على النوع. فالكرّ تعني المرحلة الحمارية التي تبدأ من استقلاله عن والديه حاملا عقلاً صغيراً قليل الخبرة إلا من فطرة حفظ النوع، ولكي يكتسب الكرّ خبرة حفظ المسارات يتعرض لضرب متكرر بالعصا مع كل معلومة تُدفس لعقله الصغير حتى يرتقي إلى مراتب الحمارية المتصاعدة.
أما على المستوى الأمريكي فالحمار محترم جداً واحتراماً له اختار الحزب اليموقراطي رمز الحمار فورث أوباما وغالبية سكرتاريته أيقونة الحمار، فسكرتير الخارجية كيري وضع كل أدوات الشر الحاقدة على صمود سوريا العربية وتقدم إيران الرائع رغم الحصار ومبدأية المصير الواحد لكل من العراق وحزب الله على كُرِّ الديموقراطيين وأصعدوه على مئذنة.
- قرار الرد السوري على أي ضربة أمريكية كان أول ضربات للكرّ لينزل بعض درجات المئذنة الحلزونية بتحويل قرار الحرب للكونجرس.
- قرار الكيماوي هيّج السياط على الكرّ المسكين فهبط بصعوبة بضع درجات فوصل لمجلس الأمن.
- رفض روحاني المصافحة التلفزيونية لأوباما جعل الأمريكيون يلهبون جسد الكر بالسياط ليهبط قليلا.
- عرض أيران طائرتها –بدون طيار- والمسلحة بأربعة صواريخ والموجهة عن بعد أرغم الأمريكيين على الاستعانة بونش إنقاذٍ تحمل الكرّ من المئذنة وتنزله لأرض الواقع.
ترتّب على إنزال الكرّ لأرض الواقع الأمور التالية: 1. الاعتراف بفشل الحرب على سوريا وسوف تُرغم كل الأدوات ليس فقط على التوقف بل كذلك الاستعداد لتعويض سوريا عن التدمير الذي ألحقته بها هذه الأدوات أو للقصاص من بعضها منوهاً لِكَمِّ الوثائق التي بدأت تظهرها سوريا اليوم الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2013 والتي تدين السعودية وقطر وتركيا وإسرائيل والأردن ولبنان وتنظيم الاخوان وخونة الخارج والداخل وعلى رأس المفضوحين الغرب عموما.
2. إذعان أمريكا والغرب لخلو قرار مجلس الأمن الكيماوي من أي لغة تهديد بعقوبات على سوريا ولا تحت أو فوق بند سابع.
3. إلغاء أي تهديد عسكري أمريكي لإيران والهرولة لعقد اتفاق تراضٍ على أرضية الاعتراف بحق أيران بالتخصيب على أرضها ورفع الحصار عنها، وهو ما يؤكد ما أشرت إليه إبان معمعة الانتخابات الأمريكية الأخيرة إلى موقف أوباما الذي أُبلِغ بجلاء لإسرائيل بأنها تترك قرار مهاجمة إيران لإسرائيل فأمريكا ليست مستعدّة لتغطية بل ليس القدورة عليه فبلعت لسانها.
4. الإشارات القوية للنووي الاسرائيلي مما يوحي بسكوت أمريكي عن كشفه بل وإزالته.
5. تأكيدٌ على توقعاتي السابقة بالبدء بالحل الشامل بشروط حدود 67 وقرارات الحقوق الفلسطينية الأممية وهي حلول ستقضي على زعم الدولة اليهودية فتعود المنطقة للسلام الحقيقي.
فايز انعيم