قال ناصر قنديل في مقدمة نشرة أخبار توب نيوز أمس الثلاثاء 24-9-2013
يدور مجلس الأمن حول نفسه في البحث عن ماهية القرار الذي يجب أن يصدر حول سوريا وتدور المنظمة الدولية للأسلحة الكيميائية حول نفسها بحثا عن القرار الذي يجب ان تزود مجلس الأمن به ليصدر قراره على اساسه.
فرنسا تصعِّد وواشنطن تناور بين التفاوض والتصعيد والكل يعلم أنه وقت ضائع لا قرار فيه بعدما صار ثابتاً أن لا فرصة
للفصل السابع فحلّت مكانها كلمة
قرار شديد اللهجة، ولما صارت اللهجة صعبة الشدة صار الكلام عن
قرار قوي. الدوران في الفراغ يكشف ان أحدا من الدول التي كانت وراء التصعيد بلغة الحرب على سوريا
كانت تملك خطة للجواب السياسي على المبادرة السورية الروسية وهذا يعني شيئا واحدا وهو
ليس فقط ان المبادرة فاجات دول الحرب واربكت خططهم وان حسابات حقلهم لم تطابق بيدر الواقع
بل أيضاً متابعة الرئيس بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين ومعهما أركان الدولتين إلحاق المفاجاة بمفاجآت التسليم المنظم والدقيق والسريع لسجلات الأسلحة الكيميائية وفقا لأنظمة المنظمة الدولية مما أفقد أصحاب نظرية الفصل السابع واللهجة الشديدة والقرار القوي مبرراتهم.
وتلتها مفاجآة الإستعداد لتسليم الأسلحة لدولة أي دولة مستعدة لإيواء هذه الأسلحة حتى تستطيع المنظمة الدولية إتلافها فصارت الخطة التي ستعدها المنظمة معنية بالإجابة عن سؤال من هي الدولة التي ستكون مستعدة
للإيواء؟ وحتى الآن كل دول حلف الحرب ليست مستعدة وتهرب من مسؤوليتها وهي دول عظمى يفترض أنها تتهم سوريا بالمناورة للحفاظ على اسلحتها بذريعة متاعب الإتلاف واكلافه ويفترض أنها حريصة على إجهاض هذه المناورة والطريق سهل ان تستضيف هذه الدول الأسلحة الكيميائية السورية لحين إتلافها لا بل ان تتبرع بالإتلاف وعلى نفقتها طالما أن هذه الأسلحة كما يدل قرار التراجع عن الحرب بعد إعلان الإستعداد لقوننتها من جانب سوريا كانت تعادل حربا عالمية لأجل نزعها فليقايضوها بما هو أقل كلفة؟ لماذا يرتبكون؟
يربكهم ان سوريا قلبت قواعد اللعبة وغيرت إتجاه المعادلات وعليهم -كلما مرت الأيام- توقع المزيد من المفاجآت خصوصا مع تآكل المجموعات المسلحة وصولا إلى موعد جنيف والعقدة بالسؤال
المعضل: مع من يكون الحوار؟ من يملك قرار
وقف القتال؟ وماذا لو لم يبق إلا القاعدة في الميدان؟ و
مبدئياً سوريا لن تحاور الإرهابيين؟
عدّلت قليلا جداً في لغة المقال فعذراً من الكاتب أولاً ثم منكم انتقاء فايز انعيم