موضوع الرميات الصائبة طويل مما دفعني أن يقتصر مقال الأمس قصير –كنصيحة ابنتي "أُمّ شمس"- يوضح الإصابات الظاهرة للعيان وتمهيد لعرض الإصابات الاستراتيجية التي حققتها سياسة الدولة العربية السورية والتي طالما أضافت إلى قوة مستورة في سوريا ظاهرة للعيان خلال المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق. ومن العراق سحبت أمريكا قواتها للكويت بليل والاعلام نائم –أو منوّم- فأخفت تكرار صور مخازي "الهروب من فيتنام" من على أرضٍ عربيةٍ ومعها أثقال التراجع الاقتصادي الأمريكي الذي صاحَبَ تراجع ميزانية جيش ديموقراطية قتل الشعوب فحدّ من مناورة ومسرحية استخدام القوة والتي –كما رأينا- انتهت إلى سقوط أعمق ومستمر.
اسلط الضوء على بعض الإصابات المستترة التي حققتها رميات الدولة السورية: • القضاء المبرم على الأحادية القطبية وبروز قوة وفعالية دور محور المقاومة
-إيران، العراق، سوريا، لبنان- في إعادة تشكيل العالم،
آملا أن تدرك مصر ذلك وتتجه صواباً لما يعيدها لأهميتها المستحقّة • الشام مفتاح السياسة في الشرق الأوسط ومقرر اتجاهات التسويات كما هي مفتاح حضارة التعايش بين المشارب
• تعدد مظلات الأمن في منطقة الشرق الأوسط، صار للعرب –وسلّة قضاياهم الاستراتيجية- مظلة عسكرية في مقابل انفراد المظلة الأمريكية سواء لأسرائيل أو لمناطق النفط ولست أغالي في تعظيم المظلّة الروسية الشابة في مقابل مظلة قديمة تسببت سوريا العربية في إحالتها إلى منخل -بالمصري- أو غربال -بالشامي-
• التقاتل في استرجاع حقوق والابقاء على إغتصابها صار متاحاً فقط بالسلاح التقليدي، أما أسلحة الدمار الشامل فسوف يتم البدء بتنظيف المنطقة منها، ومنذ عام 2000 وصاعد تأكد لإسرائيل أنها فقدت الردع تماماً بعد أن تمكنت المقاومة ومحورها من قدرة نقل الحرب لبطن الأرض المحتلّة
• التهيئة القائمة لربط مساحات وطول جبهة استرجاع الحقوق لتوحد بين ما بقي تحت الاحتلال من
جنوب لبنان والجولان والسماح للمقاومة الفلسطينية للعمل من هذا الطول المعقول
• التهيئة لإرغام إسرائيل على الالتزام بالقرارات الدولية وتخلّي أمريكا عن وقاحة المساندة العمياء والحماية المطلقة لدولة إسرائيل بعنوان التسوية الشاملة
قد يتصوّر الكثير أن ما ذكرت أمنيات كاتب،بل على العكس مؤكداً أن ما ذكرت هنا قراءات سياسية ليس لتصريحات فقط بل لتصرفات الأطراف المتعددة، فاليوم –مثلاً- يقيم الشوام في اللاذقية حفل استقبال شعبي وترحيبيّ لقطع اسطول روسيا الذي يتم مظلة شرق المتوسط الروسية. فايز انعيم