ما قال ناصر قنديل يوضح بجلاء موقفاً واضحاً لا لبس فيه لأمريكا وصورة للعرب والمسلمين مقدمة نشرة الأخبار - توب نيوز 8-9-2013 يستعيد المحللون أمام رؤية التغييرات الجوهرية المتسارعة في الحالتين الأوروبية والعربية منذ أن أعلن باراك أوباما وفريقة قرار الحرب على سوريا مشهد أوروبا والشارع العربي بعد دخول أريئيل شارون إلى المسجد الأقصى وتراكم خبرته بعد الحرب على العراق.
ويستذكرون ما كتبته غونداليسا رايس يومها في خريف العام الفين ولم تكن قد تولت اي منصب رسمي فقد كانت استاذة جامعية وكاتبة مقال في النيويورك تايمز وكانت تتسعد مع فوز جورج بوش بالرئاسة وفريقها من المحافظين الجدد يتوزعون المناصب لتولي مسؤوليات حكومية بارزة من مستشارة للأمن القومي إلى وزيرة للخارجية.
يومها كتبت رايس أن اوروبا التي كنا نحسبها اطلسية ظهرت كقوة خلفية خفية لفلسطين وأن الروح الأطلسية في أوروبا أضعف من تعاطف شارعها مع ما أسمته مظاهر حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير المصير ووصلت للقول ان اوروبا لا تزال نازية ولا سامية ومعادية لليهود ووصفت الحركات المؤيدة للشعب الفلسطيني الداعية لدعم إنتفاضته بحركات إنتقامية موجهة ضد اليهود كمحرقة ثانية وتتمة لمحارق هتلر وإنتقاما ضمنيا من زعامة واشنطن للعالم الجديد بعدما قالت أن ديون أميركا على الأوروبيين بتحرير بلادهم من النازية وإعادة إعمارها يقابل بالجحود وأسست لما صار يسمى وقت الحرب على العراق بنظرية نسيان اوروبا القديمة والإهتمام بدول اوروبا الشرقية التي تحفظ لواشنطن جميل تحريرها من الشيوعية و هزأت من مشروع اوروبا الموحدة بصفته تعبيرا ضمنيا عن الغيرة والحسد من التجربة الأميركية
يومها أيضا كتبت رايس عن الشارع العربي الذي خرج بالملايين من الدار البيضاء والرباط إلى عدن وصنعاء وبينها بغداد ودمشق وبيروت ولكن خصوصا القاهرة والإسكندرية حيث قالت إن الذين خرجوا من طلاب الصفوف المتوسطة دون الخامسة عشرة في الإسكندرية جيل لم يتعرف إلى جمال عبد الناصر وتربوا في ظل كامب ديفيد وثقافة مصر المصرية الفرعونية وتضيف لم يخرج هؤلاء للتنزه على شاطئ البحر حتى الفجر بل ليقولوا لنا اشياء عديدة أهمها أن الهوية القومية العربية التي أنفقنا مالا وإعلاما وجهدا لمحوها من الذاكرة لم تمت ولا زالت حية وعند أول عاصفة تهب على الوجدان العربي تتصل بفلسطين تتكفل بإستعادتها للحياة وان الشارع العربي الذي إفترضنا أنه في حال موت سريري ثبت انه ينبض ويفاجئ بالطوفان كما نهر النيل الذي يأتي طوفانه بلا مواعيد وأنهت غونداليسا تقول أن الذي جرى يقول لنا أن مستقبلا يشبه مستقبل ما جرى لشاه إيران ينتظر حلفاء واشنطن من الحكام العرب
مرت ثلاثة عشر سنة على هذا الكلام الذي يستعيده المحللون وهم يرون أنه صالح بصورة مضاعفة لفهم ما تشهده اوروبا و البلاد العربية لمجرد ظهور الأميركي مباشرة في المواجهة مع سوريا بعدما كادت خدعة الربيع العربي توهم الشارعين العربي والأوروبي بأن في سوريا ثورة بوجه نظام وليس حربا تخوضها واشنطن بقوة القاعدة والمال السعودي
جاءت الحرب الأميركية لتغير وتبدل سريعا في خارطة الموقف فتهاوت الدول الأوروبية من حلف الحرب بسرعة قياسية وتفاعل الشارع الأوربي مع قيادات بدت منسية قبل أشهر من طراز جورج غالاوي وتفاعل الشارع العربي مع قيادات كانت مشوشة ومربكة أو محرجة بالمجاهرة بمواقفها وتحليلاتها وفهمها كحال عبد الحكيم عبد الناصر وحمدين صباحي وسامح عاشور
موقف الأزهر وكنيسة الأقباط والجيش والقيادات الناصرية تؤشر لمشهد جديد يتلاقي فيه الموقفان العربي والأوروبي على عبر حرب العراق وتظهر بسرعة مدهشة قوة إندفاعات تجعل ربح أميركا للحرب على سوريا مستحيلا لكنها قد تجعل خسارة أميركا لاوروبا ومصر أكثر من متوقعة
أراد أوباما أن يطرح في قمة العشرين معادلة تعالوا نتحدث عن سوريا ما بعد الأسد وفي واشنطن ثمة من يقول في ضوء المتغيرات الأوروبية والمصرية تعالوا نتحدث عن أميركا ما بعد أوباما وفي جنوب لبنان ثمة من يستعد لما بعد وما بعد بعد حيفا وتل ابيب.
انتقاء فايز انعيم