الغباء السياسي يحجب عن الطرف المهزوم عقل التدرج بهبوط آمن من شواهق اعتلاها بأحلامه في بعض الأحيان -وبعماه على أغلبها- فيسقط مباشرة على رقبته. والغباء السياسي لامريكا بهت على كل أدواتها وتابعيها من العرب والعجم.
غالباً ما تُبتلى الولايات المتحدة الأمريكية بقيادات تسيطر عليهم ثقافة الكاوبوي المدجج. وهذا الكاوبوي سطحي وفجّ ووقح. فهو يتدرب على سرعة الضغط على الزناد ليمنع انطلاق رصاصة المقابل أو يموتا معاً. ولو تعثّر حظه بمجابهة خفيف العتاد رشيق الحركة يصيب يده فقط فيشلها عن ضغط الزناد. ولو امتنع الرشيق عن الاجهاز عليه وتركه يمضى فسوف يمضي مخذولاً منكساً فيموت وحده كمداً وحسرةً.
المتتبع لصعود الولايات المتحدة الأمريكية لقمة الجبل بمواقفها من سوريا توقع وصولها إلى طرف الخازوق بلا مناص الجلوس عليه. المدهش أن بوتين (الذي وصفه أوباما بالتلميذ المشاغب الذي يجلس في آخر صفوف قاعات الدرس) لم يهتم بالرد وترك وزير خارجيته الدبلوماسي لافروف ليفسح المجال لأوباما الابتعاد عن الخازوق عندما قال "أن الجيش الروسي لن يحارب من أجل سوريا هو يحارب فقط دفاعاً عن روسيا" فيترك بساط الدبلوماسية مبسوطا لزيارة أوباما لبطسربورغ حيث اجتماع الكبار في سبتمبر الحالي. على العكس صعّد جون كيري ولحقه أوباما بتصريحات تمتلئ بالحماقة والهراء كما وصف بوتين في مؤتمره الصحفي أمس فلم يجد أوباما إلا خازوقاً للجلوس عليه.
أغبياء السياسة مصيرهم واحد: السقوط
فايز انعيم