كردّ تخوفات الاخوة من احتمال قيام أمريكا بضرب أهداف في سوريا كرد على تلفيق الاسلحة الكيماوية، أعيد هنا توضيحات أطمئن بها إخوتي -كما كنت دائماً- ومبشراً بأن الجبهة الشمالية (سوريا وحزب الله وعمق عراقي-إيراني) على الردّ المؤلم فقد استطاعت الجبهة إعداد ما استطاعت من قوة وهي بالفعل ترهب بها عدو الله وعدوكم.
علينا أن تنبّه إلى مدى استواء التوازن الدولي خلال زمن وقوع كل تدخل مباشر من أمريكا وأذيالها. وعلينا ألا ننسى أو نغمض النظر عن مساعٍ أمريكية حثيثة لتكون -ليس فقط قوة عظمى بل- القوة الوحيدة على الأرض. والتفسير الأقوى -كمثال على سعي الانفراد- لقيام أمريكا باستعمال قنبلتي هيروشيما ونجازاكي أن تكونا رسالتين واضحتين ليس فقط لإظهار قدرة تدميرية فظيعة ولكن استعداها الأخلاقي للتدمير الشامل.
بعد الحرب العالمية الثانية لاحظوا أن التسويات قامت على التجزيئ شمال وجنوب لكوريا وفيتنام أو شرق وغرب كحال ألمانيا وكلاهما بهيمنة فجّة من أمريكا.
نلاحظ أنه ومع تنامي ذهاب التوازن الدولي لاستواء أكثر تمّ إعادة وحدة فينام بما مثّل بدء تراجع الهيمنة الأمريكية، وترّسخ التراجع ثمناً للخروج من أزمة كوبا مذكراً بأن إرادة الشعبين الفيتنامي ممثلاً لآسيا والكوبي ممثلاً لأمريكا اللاتينية هي من عدّلت التوازن وليس قوة الاتحاد السوفيتي في حينه.
على المستوى العربي ومع صلابة إرادة مصر في الاستقلال والبناء وبسالة بورسعيد ونشوء عدم الانحياز دفعت كلها أمريكا للخلف ولم تعد للمقدمة إلا أنها عادت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي الذي تزامن مع تخاذل حكومات عربية وعلى رأسها تراجع الدور القيادي لمصر بعهد السادات وتسليم هذا الدور لأمريكا التي تمكنت من تلميع الخليج كنموذج بديل للوطنية والقومية التي أزعجتها وأزعجت إسرائيل.
أطمئنكم بعجز الغرب وأمريكا على رأسها عن حرب كهذه. المحفّز الوحيد لأمريكا كي تشن الحرب هو رضى عن نتائج تتضمن نهاية دولة اسرائيل.
فايز انعيم