في حوار مع ابنتي بالصهر "زوجة إبني" ذكرت بما معناه أن جيلنا (الآباء) يحاول فرض نمط الماضي على المستقبل والشباب من حقهم أن يرسموا مستقبلهم بحرية تامة. ورأيت أن ردّي سيفيد جيل الشباب أعضاء زيدوني فأسرده هنا. عندما نذكر
(جيلنا) أمثلة تاريخية أنتم
(الشباب) تأخذونها كأننا ندفعكم لتكرار الماضي ونحن نعني أن تتعلموا مما حدث بالماضي وحفظه التاريخ فقط لكي نتعلّم ألا "نُلدغ من جحر مرتين" أو للدلالة على أو اثبات خطأ مسار ما.
بالتاريخ قرأت لكم المسار وقلتها لحظة الاعلان الدستوري أن بداية نهاية الاخوان قد بدأت، كما قلت -بعد الاصرار على إمرار الدستور المعيب- باستحالة قدرة أي حكم أن يبني مصر وهو يعادي الكثرة المثقفة والمتعلمة وأكدت لكم أن الاخوان يصرّون على مسار يؤدي -بالقطع- للفشل.
أما المشهد المأساوي -كما تصفين- للنهاية فقد أشرنا لها -عند انتخابات الاعادة وبمعرفتنا السابقة بمنهج الاخوان- أن زحزحة الاخوان عن الحكم سيشكل خطرا من فوضى حيث سيُلبّس الأمر لباساً اسلامياً كاذباً يجرّون له ثلة
(مجموعة قليله) المخلوقين
(من طينة المخلصين) إخلاصاً لعملهم ولا يعرفون التاريخ و
(يجرّون لها كذلك) كثرة المُؤفينين -من "الدين
أفيون الشعوب"- والذين يُلبسون الإجرام ثوبَ الشهادة ف
(وهكذا)انتهي المشهد لما رأيتم.
تذكرين كم من المرّات أشرت لك بخطورة منهج الفكر السلفي عموماً خاصة على من تربّى على منطق متدرج في حرية اتخاذ القرار لكي لا أبدو بأني -الآن وبعد أن أصبحتم والدين ومربين لأبناءكم- أفرض رأيي عليكم، وبأن الفكر السلفي لم يكن بقادرٍ البتّة على وضع أي رؤية منذ استفحال سيطرته في عهد الإمام أحمد بن حنبل و
(أثق بأنه) لن يكون أبداً بقادرٍ على رسم رؤية المستقبل، فاكتفى
(الفكر السلفي) بفِكَرٍ بسيطة تنطلي على البسطاء كالزهد و
(أن) الحياة ممر إلى دار الخلود بالآخرة وتفئيت
(جعلهم فئات ومذاهب) المسلمين وبتهجير القرآن ورفع مكانة السّنة عليه وأن الله يثيب مؤذن مسجد أكثر من ثواب مَن يكتشف علاجاً أو حتى من صنع شبكات توزيع الماء وأوجد صنبور الماء في بيوتنا وغير ذلك كثير.
راجعوا منهج التفكير لتنهضوا بمصر وكونوا للوطن بالمطلق ولا تتركوا لأي أمر فوق الوطن
(لا لصندوق ولا لإخوان) وله
(للوطن) فقط نموت.
فايز انعيم