(شاكرٌ لإبني م/محمد إطراؤه لما أكتب وتفضيله أن أعلّق بمقال مستقل بدلاً من التقديم لمقالات ناصر قنديل، وأظنه قبل عذري وشرحي.
مما أشرت له رؤى السبق التي طرحتها بمقالاتي هنا وأغلبها كان مباغتاً للسياق الذي يكون عليه غالبية المصريين كناتج فرض عزلة مصر عما حولها بدءاً من يافطة السادات "مصر أولاً" والتي سحقت فكر المستقبل تحت ضغوط محاولة الطبقة الوسطى الابقاء على الستر فأخذت مصر إلى المنزلق الحالي.
لقد وضعت ما ذكر ناصر قنديل وتطابق مع مااستقرأته سابقاً
بلون مختلف مذكراً القارئ برؤى استقرائية سابقة منشورة على موقع زيدوني قبل أشهر، كما يسرني حقيقة أن أرى استقراء لي يتردد على ألسن المحللين بسبق أيام معدودة فقط وحاشاني إدعاء أن المردد قرأ ما كتبت لكنه تطابق آليات وأدوات وفكر التأويل ((الهرمنيوطيقا)) يسنده توفيق من الله. المهم أن تنتبهوا من إشارات
اللون المختلف لكونها جديرة بانتباه الجميع وبخاصة في مصر.)
كتب ناصر قنديل
الملخص: - تقدمت سوريا كساحة قتال يتقرر فيها مصير العالم
- إنتهت من الزاوية الإستراتيجية الحرب السورية بحسم المكانة المتقدمة لروسيا كدولة عظمى تصنع السياسة والأمن في آسيا وتقدمت إيران كدولة نووية سادسة من خارج مجلس الأمن تملك حق الفيتو وسوريا معافاة لاعب محوري في الشرق الأوسط
- يستمر القتال لأن من جاؤوا ليست لديهم بدائل ومصيرهم يرتبط بالحرب في سوريا من السعودية والقاعدة وإسرائيل
- النقلة الأميركية للإمساك بالبحر الأحمر بثنائية مصرية سعودية والحفاظ على الشراكة في البحر المتوسط والخليج يشكل بداية التحول
- السعودية تتخلص من بندر وتجد في مصر الجديدة ضالتها وتعويضها عن الخسارة في سوريا
- إسرائيل والقاعدة ستتقاسمان اللعبة الأمنية في سيناء ونزوح حمساوي واخواني اليها قريبا فسيناء ست مرات مساحة لبنان تجاور البحرين الأحمر والأبيض و الأردن وفلسطين ومصر والسعودية
- تركيا وتونس ستخرجان من المعجن الأخواني نحو معادلات تشاركية هادئة إذا حسمت مصر قريبا مصير القاهرة و هذا الأسبوع حاسم في كل مكان وكل إتجاه و العيون كلها تنتظر ما سيجري في ميدان رابعة وكيف سينتهي بفرار اخواني نحو سيناء
النص الكامل: - تقدمت سوريا كساحة قتال يتقرر فيها مصير العالم الجديد خلال سنتين وتتبلور منها صورة آسيا الجديدة و بدا أنها المحور الذي سيتقرر من خلال الحرب حوله ومعه وفيه شكل التوازنات الإقليمية والدولية الحاكمة للعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين وربما لعقود وربما للقرن كله.
- إنتهت من الزاوية الإستراتيجية الحرب السورية بملامح أبرزها حسم
المكانة المتقدمة لروسيا كدولة عظمى تصنع السياسة والأمن في آسيا وتقدمت إيران كدولة نووية سادسة من خارج مجلس الأمن تملك حق الفيتو في قضايا الشرق الأوسط دون تصويت وتقدمت الصين كقوة هادئة تحقق النمو الإقتصادي والعسكري وتضمن أمن شرق آسيا و تكرست الدولة الموحدة القادرة في سوريا خارجة من خلف الركان والحطام بكل قوة وجسارة.
- هذا مختلف عن نهاية الأزمة والحرب في سوريا التي انتجت ديناميات جديدة في سياق المواجهة العالمية الكبرى أبرزها ان مصير دول الحرب بات في كثير من الأحوال يرتبط بتكريس الحقائق السورية والإعتراف بها و لأن تداعيات
نصر الرئيس بشار الأسد تتخطى حدود سوريا بكثير فالإعتراف يتأخر بل محاولات الإنكار تتحول معاندة لتغيير مستحيل لمسار الحداث وهذا كان حال ثنائي الحمدين القطريين لحين التنحي وحال حاكم مصر المعزول وحزبه الحاكم محمد مرسي لحين دخوله السجن وهو باق حال السلطان العثماني وفريقه وحال حكام السعودية الذين يتقدمهم على هذا المستوى بندر بن سلطان لكن لا يقتصر الأمر عليه بين حكام المملكة الذين يعرفون مناسيب التفاعل بين نصر سوريا وقوة إيران ونمو وفاعلية حركات المعارضة المكبوتة عندهم والجاهزة للنهوض مع تكريس مفاعيل هزيمتهم.
- بين الذين يقاتلون لبقائهم في حرب الإنكار السورية تنظيم القاعدة الذي باتت حربه في بلاد الشام من العراق وسوريا ولبنان والأردن ترتبط وربما تقرر مستقبل قواه في أفغانستان وباكستان بعد الإنسحاب الأميركي منها خصوصا ان إيران تتوسط حلف المواجهة معه من كل الجبهات ولن يسلم تنظيم القاعدة الذي إستجلب كل قواه من كل العالم إلى سوريا بأن عليه بدء إستراتيجية الخروج من بلاد الشام وربما من آسيا كلها لاحقا خلال اعوام قادمة قد لا يجد فيها بيئة حاضنة في باكستان وأفغانستان ولا تبدو له راهنا بدائل جاهزة
وأشير إلى محاربتهم تقريباً من كل دول شمال إفريقيا.
- إسرائيل التي تعرف ان نصف اسباب الحروب الأميركية ومن تبعها من حكام المنطقة وقواها من المتورطين وخصوصا في حرب سوريا كانت لأجل درء خطر نمو حلف سوريا وايران وحزب الله وتهديدها في مرحلة ما بعد الإنسحاب الأميركي من افغانستان تعرف معنى التسليم بخسارة الحرب في سوريا وتداعياتها على مستقبل التوازنات العسكرية والسياسية والإستراتيجية وصعوبة سرقة سلام فلسطيني إسرائيلي قابل للحياة في ظل هذه النتيجة رغم حجم الجهود الأميركية المبذولة لهذا الغرض خصوصا في ظل مخاطر التموضع لحركة حماس مجددا في حلف سوريا وايران وحزب الله بعد
الخسارة الأخوانية المدوية في مصر ومترباتها
- هذا الحلف القائم على
الإنكار يشكل قواعد الحركة الأميركية وبدونه لا مصادر قوة للحضور الأميركي فتطلعاته ومخاطر إصاباته البليغة لا بد ان تحضر في حسابات واشنطن ولو من باب فتح الباب لفرص التأقلم أو القدرة على التوازن لذلك تفقد الحرب قيمتها ووظيفتها الإستراتيجية لكنها لا تنتهي و تصير التسوية معادلة رابحة للأميركي اليوم أفضل من الغد لكنه لا يستطيع عقدها والتقدم بشجاعة نحوها.
- في هذه اللحظة المصيرية تتبلور معادلة الحركة الإستراتيجية للحلف الذي تقوده واشنطن حول مصر حيث تجري مشاريع التقاسم للأدوار وينهمك الأميركي بترتيبها فالتسليم بخسارة البر والكثير من البحار يكاد يتحول إلى خروج كامل نحو المحيطات وهذا سيكون مدمرا إذا بقيت حروب الإنكار تقود السياسة الأميركية وتجعل سوريا محورا وهنا النقلة الأميركية تتركز في الإمساك بالبحر الأحمر بثنائية مصرية سعودية تستدعي مواكبة الجيش المصري على حساب التمسك بتعويم دور الأخوان وعبر البحر الأحمر الحفاظ على الشراكة في
البحر المتوسط الذي يتحول إلى بحيرة روسية والخليج الذي يتحول إلى بحيرة إيرانية.
- هذا التحول نحو مصر اولوية إستراتيجية بدلا من سوريا حفز كيري لمقابلة لافروف في اللقاء الأخير نحو التسليم بالتسريع في التحضير لجنيف-2 تاركا شهر آب(أغسطس) لترتيبات أوضاع الحلفاء على قاعدة الرؤيا الجديدة لأولوية مصر حيث يمكن للسعودية إذا تخلصت من بندر أن تتأقلم مع الجديد وتجد في التعويض المصري بديلا كافيا ومغريا رغم المخاطر المترتبة على عدم وجود خارطة طريق واضحة لإستمرار هذا النفوذ بغير التمويل المستمر لدولة نازفة ولا تكفي مليارات كثيرة سنويا للحفاظ على إستقرارها لكن يعزي السعودية أنها بتفاهم بين حكم جديد في مصر والإدارة الاميركية ستكون على ضفة إستقرار سياسي إستراتيجي وهذه مصر التي تشكل دائما مصدر الأرق والقلق السعوديين.
- إسرائيل والقاعدة ستتقاسمان اللعبة الأمنية في سيناء وكثير من الناس لا يعرفون ان سيناء ليست مجرد صحراء ولا مجرد إمتداد جغرافي لمصر فسيناء خصوصية منذ مئات السنين وسيناء بمساحة 61 الف كلم اي ست مرات مساحة لبنان وفيها جبال بارتفاعات تزيد عن الفي متر وجغرافيتها على زاوية البحرين الأحمر والأبيض وتتجاور بحدود الأردن وفلسطين ومصر والسعودية وسيناء وغزة مدى حيوي وسكاني واحد تقريبا إذا فتح على الفوضى يمتص الكثير من الضرورات الأمنية والإستراتيجية لكل من إسرائيل والأخوان والقاعدة وسبب كاف لإدارة أميركا لملف الفوضى في سيناء والحكم الجديد وتحدياته الجديدة في مصر.
- تركيا وحدها لن تجد لها مكانا مع اردوغان في المعادلة الجديدة فشيئا وشيئا سنشهد بداية التموضع والنزوح لكل من السعودية والقاعدة نحو سيناء وسنشهد بداية حضور الأولوية الإسرائيلية نحوها واستغراق الطاقة الحمساوية والأخوانية فيها.
- تركيا وتونس ستخرجان من المعجن الأخواني نحو معادلات تشاركية هادئة إذا حسمت مصر قريبا مصير القاهرة وهذا الأسبوع حاسم في كل مكان وكل إتجاه و العيون كلها تنتظر ما سيجري في ميدان رابعة وكيف سينتهي بفرار اخواني نحو سيناء.
ناصر قنديل
12/8/2013
انتقاء وتقديم فايز انعيم