الحرب الشعبية والحرب الأهلية .. مخطط لمصر كذلك

3
0
في أجزاء عديدة من هذا المقال يمكن للقارئ أن يستبدل قراءة "سوريا" بما يمكن أن يماثله، بهذه الظروف، بمصر.

مؤخراً ردّدت كثيراً عبارة "المنسِّق واحد وأداة التنفيذ ذاتها" وأظنني لفت الانتباه إلى أن السيناريو لما هو حادث بمصر خلال أقل من شهر حتى الآن يعرض أمامي شريط سوريا على مدي سنتين دفعت القيادة والجيش في سوريا لقرار حاسم عنوانه القضاء الكامل على الارهاب واجتثاثه من سوريا بتكرار لمشهد اجتثاث الاخوان من سوريا عام 1982. هذا العمل الذي بدأ منذ شهر مايو/أيار 2013 والذي يطهر تدريجياً سوريا فعلياً منهم.

الجيش المصري (الثاني والثالث) لم يقطع صلته بالجيش السوري (الجيش الأول) وبقي يتلقى المعلومات بما أدي به -بقيادة ف1 السيسي- لاستباق الحدث محدداً نتائج ومظاهر عناصر سيناريو أمريكي-إسرائيلي-رجعي عربي على الواقع المصري.


كتب ناصر قنديل -

الملخص:

- في كلمته التاريخية ليل أول امس كان الرئيس بشار الأسد وهو يرتجل الكلام معلما يصف على خريطة كفه مستقبل سوريا ويستعد للمرحلة الفاصلة من الحرب
- تأخر الحسم بسبب وقوف شريحة لا يستهان بها من الشعب والنخب والفاعليات في المنطقة الرمادية بين الأبيض والأسود في مواجهة الخطر فقدمت من حيث لا تدري البيئة الحاضنة للمشروع
- هذه المرحلة قد إنتهت وأن في سوريا اليوم أغلبية شعبية تسند الأبيض و أقلية تقف ضده
- فشلت الحرب على سوريا سياسيا وعسكريا والأمريكي يبلِّغ من يلزم أن اللعبة قد إنتهت
- الحرب الشعبية يراد لها ان تكون حربا اهلية وليس الوصف المتعمد لما يجري في سوريا عن الحرب الأهلية زلة لسان من احد من المسؤولين الدوليين لحلف الحرب على سوريا بل هو تحديد دقيق لهدف الحرب أن يقتتل السوريون طائفيا
- الرد على خطاب الأسد جاء سريعا بالهجوم على قرى ريف اللاذقية
- الرد الحاسم ضروري بجعل النفير الشعبي العام لأحد خياري الجيش والحزب عنوانا للسلاح المنظم و تخيير المنضوين في اللجان الشعبية والدفاع الوطني بين الإطارين

النص الكامل:

- في كلمته التاريخية ليل أول امس كان الرئيس بشار الأسد وهو يرتجل الكلام معلما يصف على خريطة كفه مستقبل سوريا ويستعد للمرحلة الفاصلة من الحرب التي تحسم مستقبل خيار المقاومة فكل شيئ على المستوى الدولي والإقليمي بات ناضجا لما أعلنه من جواب على سؤال متى تنتهي الأزمة ؟ بقوله خلال شهور إذا نجحنا في خوضها حربا شعبية شاملة على الإرهاب

- المقدمة التي صاغها الرئيس الأسد للخلاصة التي حددها شعارا للمرحلة تستند إلى سؤال يفترض ان ينكب عليه لصياغة الجواب بشجاعة وجرأة كل مخلص وحريص ومسؤول وهو كيف تمكن المشروع الأجنبي ومشروع التطرف ومشروع الإرهاب من إقتطاع هذه النسبة العالية من السوريين لحسابه ؟ و بالمقابل الإشارة البليغة في السياسة إلى أحد الأسباب وهو وقوف شريحة لا يستهان بها من الشعب والنخب والفاعليات في المنطقة الرمادية بين الأبيض والأسود في مواجهة الخطر فقدمت من حيث لا تدري البيئة الحاضنة للمشروع الذي يريد خراب سوريا ولما تمكنت قوى المشروع من بناء حاضنتها الخاصة كشفت وجهها الحقيقي فيما كانوا هم قد إكتشفوا خطورة الرمادي فإنحازاو للأبيض وشرح الأسد بالتفصيل الفرق بين العمل السياسي والحل السياسي الذي لا مكان له بلا الحسم مع الإرهاب ليقدم مطالعة عن العمل السياسي الذي بذلته الدولة في التجاوب مع كل المبادرات دون اوهام فقط لينكشف الأبيض من السود وينزاح الرمادي للبياض

- خلصت إستنتاجات الأسد إلى إعتبار هذه المرحلة قد إنتهت وأن في سوريا اليوم أغلبية شعبية تسند الأبيض و أقلية تقف ضده ولا جيش يتماسك ويحقق الإنتصارويزخر سجله بالبطولات لولا هذه الحاضنة الشعبية الواسعة

- بلغة الفسيفساء الإجتماعية كلام الأسد كان مقنعا لشريحة مؤيدي الدولة وجيشها ورئيسها من الذين كانوا يتساءلون عن سبب تاخر قرار الحسم في الماضي وقد شرح أكثر من مرة أن السبب الأساس هو إنتظار نضج الوعي الشعبي لفهم موحد للأزمة يطابق مفهومه الواضح لها منذ البداية بالعينين اللتين تحدث عن رؤية الأبعاد الثلاثية للصورة عبرهما أي المؤامرة المستندة إلى نقاط ضعف الداخل و هذه الشريحة المتحمسة للحسم منذ البداية هي خصوصا من أبناء الطائفة العلوية وعموما من الطوائف المسيحية والدروز الذي بان لهم خطر التطهير العرقي لمشروع المعارضة منذ البدايات ودفعتهم الغريزة الطبيعية للبشر بالوقوف خارجه ومن ثم ضده وتاليا في موقع المطالب بسرعة الإنقضاض على قواه

- النسبة الأعظم من الشعب التي كان يدرك الأسد أن إشتغال المشروع الذي يستهدف سوريا هو على إستمالتها هي أبناء الطائفة السنية فلا باب وطني لتحريض السوريين على نظامهم و الذين يلبسون ثوب المعارضة يجلسون علنا في حضن الأجنبي ولا باب سياسي للحرية والديمقراطية التي كانوا يدعون وهم خدم عند حكام الخليج و لا باب للحضارية والسلمية وقد بانوا لصوصا وقتلة فالباب الطائفي والمذهبي تحديدا هو الطريق الذي يمكن عبره وحده الرهان على إقتطاع شريحة من السوريين تشكل حاضنة لمشروع الخراب وقد كان الأسد مباشرا عندما دعا للإعتراف ان ثمة ثغرات سمحت لهذا التطرف بالنمو و التعاظم والمنطقي ان حشد الفتاوى وإستجلاب رموز القاعدة والنصرة والتحريض للفتنة لم يكن إلا لهذا الغرض وقد نجح الأسد في خوض حربه السياسية والعسكرية لإسقاط مشاريع الفتنة بقوة صبره حتى تبين الأبيض من الأسود للفئة الرمادية من الطائفة السنية تحديدا من علمائها ونخبها ورجال أعمالها وفعالياتها ولكن ايضا بقوة صبر الطائفة العلوية التي قدمت التضحيات تلو التضحيات وتلقت الإستفزازات الطائفية والمذهبية وعضت على جراحها بلا حدود فقطعت الطريق على أي رد فعل يسمح للفتنة ان تنتصر
- في السياسة لم يكن خافيا معنى تصدر السعودية وقطر ومصر الأخوان المسلمين وقطر القرضاوي وعلمائه المسلمين والقاعدة بمتفرعاتها و تركيا بعثمانيتها المتجددة جبهة الحرب ولا كان خافيا معنى الكلام الخطير لجون كيري في مؤتمر الدوحة حول تنظيم طائفي للدولة السورية على طريقة الطائف اللبناني كمفهوم للحل السياسي بدعوة الطائفة العلوية لتسليم الحكم للأغلبية السنية ولا كان خافيا الهدف من حركة التطرف في لبنان بوجه حزب الله وجمهوره في لبنان لإستدراجه للفتنة لنقل شرارتها من لبنان إلى سوريا

- فشلت الحرب على سوريا سياسيا وعسكريا والأميركي يبلغ من يلزم أن اللعبة قد إنتهت وأمامهم ما بقي حتى تنعقد قمة اوباما بوتين مطلع أيلول القادم حتى يحسنوا وضعهم التفاوضي والأسد يعلن حربا شعبية قادرة على الحسم خلال شهور يتوجها حل سياسي شكلي لأن الحل مع الممولين والمشغلين لواجهات المعارضة لا صلة له بما يحتاجه السوريون لبلدهم وهو الحل السياسي الحقيقي الذي سيصنعه السوريون بينما ما سيجري في المؤتمرات فهو ليس الحل بل تكريس لموازين إقليمية ودولية في الصراع

- الطريق الوحيد ليسلك مشروع كيري طريقه مجددا ولكي يتحسن مناخ التفاوض وتتغير الموازين ليس منجزات عسكرية للمعارضة مثل مطار منغ ولا بعض قرى ريف ادلب ولا مناوشات في الرقة ودير الزور وعسكرها يتشظى ويقاتل بعضه بعضا فالطريق هو إستدراج الطائفة العلوية لحمام دم لا تملك أن تعصم نفسها عن مجاراته برد من نوعه يهز كيان سوريا وجيشها على اساس مذهبي ويكون نقطة التحول المعاكسة للمسار الذي بدأ منذ معركة القصير وتتابع مراحل وخطوات وتنتظره خطوات أكبر

- الحرب الشعبية يراد لها ان تكون حربا اهلية وليس الوصف المتعمد لما يجري في سوريا عن الحرب الأهلية زلة لسان من احد من المسؤولين الدوليين لحلف الحرب على سوريا بل هو تحديد دقيق لهدف الحرب أن يقتتل السوريون طائفيا فهذا هو مفهوم الحرب الأهلية وان ينقسم الجيش طائفيا تباعا وهذا ما فشل حتى الآن

- الرد على خطاب الأسد جاء سريعا بالهجوم على قرى ريف اللاذقية والحديث العلني عن معاقبة الحاضنة الطائفية للنظام كما يسميها على الفضائيات رموز الإئتلاف وعلى راسهم جورج صبرا و لؤي صافي وماخوس سفيرهم في باريس وسواهم والهدف إستدراج رد فعل طائفي سريع ومدمر يخطف الحدث السوري لمكان تتدحرج فيه سوريا من مشروع الحرب الشعبية إلى الحرب الأهلية ويضيع فيه كل ما بناه الأسد مع الأغلبية السنية التي إنتصرت له و لرؤيته وسبحت عكس التيار العربي والإقليمي ولكن هذه المرة بطبيعة الإنجراف المراد للعلويين الوقوع في فخه والإستسهال لسلوكه

- الحرب الشعبية والحرب الأهلية طريقان يلتقيان عند تقاطع طرق هو ماهية الأدوات التي تمثل الشعب في القتال و قد خاضت كل الشعوب التي عرفت تجارب الحرب الشعبية نماذج و سجلت دروسا في طبيعة ألأدوات ولكن اخطرها الميليشيات القروية والمحلية والبلدية المتعيشة على الفوضى كنموذج لبنان الحرب التي بدأت بين يسار ويمين وصارت بين مسلمين ومسيحيين وفي الحروب الوطنية المنتصرة دائما كان إنقسام شعبي لكن البوصلة بقيت تحت السيطرة وكانت فييتنام الأمثولة بين شمال وجنوب و إنتصرت لأنها عرفت نوعين من التنظيمات المسلحة هي الجيش المنظم والكتائب الحزبية المنظمة وحيث تشكلت شريحة ثالثة من لجان الدفاع الشعبي كانت تابعة لأحد التشكيلين الأساسيين

- في سوريا نشأت ظاهرة اللجان الشعبية والدفاع الوطني كتعبير عن مشاركة الشعب في الحرب و في بعضها كانت نجاحا عسكريا واخلاقيا ووطنيا وفي بعضها كانت موضع إنتقادات للفوضى والفساد والطائفية التي تداخلت معها وقد أدت هذه المرحلة دورها و اللحظة السورية العصيبة تستدعي حسما سريعا للخيارات لجهة جعل النفير الشعبي العام لأحد خياري الجيش والحزب عنوانا للسلاح المنظم و تخيير المنضوين في اللجان الشعبية والدفاع الوطني بين الإطارين ومنع أي شكل لميليشيات محلية يقودها متنفذون محليون قد يذهبون بسوريا إلى حيث تطاح التضحيات ويسقى مشروع الخراب من طاحونة ماء إسمها بغطاء الحرب الشعبية وهي أقصر الطرق للحرب الأهلية

ناصر قنديل
6/8/2013

انتقاء فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy