رسالة الحرب .. قراءة إلقاء نصر الله لخطاب يوم القدس حضورياً

3
0
كتب ناصر قنديل

الملخص :

- سيد المقاومة في حساب أن كل شيئ ينضج للتسويات الرابحة وأن الأميركي يسعى لسرقة تسوية تعوض الخسائر لحساب إسرائيل بتضييع مستقبل فلسطين وأن حصار المقاومة شرط لتمريرها من لوائح الإرهاب إلى المحكمة الدولية ودعوات الحوار لتقييد السلاح
- سوريا تخرج منتصرة وإيران مظفرة والسيد يملك خطة حماية فلسطين الخطة لا يعلمها إلا الله
- يتوقف المراقبون أمام خروجه للمرة الأولى لخطاب يمتد لساعة و يتحدث الإسرائيليون عن إستفزازت مشابهة ستتكرر ربما ترونه غدا يجول شوارع بنت جبيل وعيتا ومارون فماذا عساكم تفعلون؟ يقولون ربما يريد إستشهادا يشعل حربا ؟
- على الساحة اللبنانية يفترضون منه ثلاثية للحوار إسقاط ما يخص حزب الله من لوائح الإرهاب و إلغاء المحكمة الدولية وإجماع يعتبر التوطين إعلان حرب على لبنان
- على الساحة الفلسطينية يقولون أن بيده ثلاثية : تفاهمات مع حماس على مواجهة في غزة لإسقاط اي صفقة وملف الثأر للقائد العسكري للمقاومة حساب لم يغلق وربما يكون للفلسطينيين من لبنان ما ينتصرون به من بوابة لبنان لفلسطين
- بيد السيد زمام المبادرة و ليس على احد أن يتوهم


النص الكامل:

- المسرح الإقليمي وخلفه المسرح الدولي يتهيآن للمفاوضات وترسيم الأرصدة على قدم وساق، فقد إنتهت مرحلة السنتين الممتدة لعامي 2011 و2012، والمرصودة للتغيير بكل الوسائل المتاحة، فكان الربيع والصيف والزمهرير، وجاء في 2013 خريف التفاوض بعد فشل الحروب، وسقوط الثلاثي التركي القطري الأخواني، في مستنقعات حمص عاصمة النفط والغاز في حرب الأنابيب

- في ثلث الخريف الأول الممتد حتى مطلع أيار، ونهاية المئة يوم الأولى من ولاية أوباما، خيضت كل حروب الإخضاع وتكسير الرماح حتى لقاء كيري لافروف -1 المنعقد في موسكو، والإعلان عن جنيف كمائدة لترسيم الموازين، و في الثلث الثاني الممتد حتى كيري لافروف -2 المنعقد الآن في واشنطن، بدأ الهجوم المعاكس لحلف المقاومة من القصير إلى الخالدية، وما نفعت كل مشاريع إعادة التوازن والتسليح ومواعيد ساعات صفر صارت مضحكة، و إسترد السعودي إمرة العمليات وسقط وسقط معه الأسير وسقطت الدوحة وسقط الإئتلاف، حتى أعلن الجربا بلسان السعوديين من واشنطن أن التفاوض بلا شروط وطار بندر إلى موسكو

- أدار كيري القياسات المكوكية لشكل التسوية المطلوبة للقضية الفلسطينية لأن العودة للملف الأساس يجب ان تسبق كل ترتيبات المنطقة، و إنطلقت في واشنطن لعبة الترتيبات التي لا تسقط نتنياهو إسرائيليا ولا تسقط عباس فلسطينيا، والمحور غعلان دولة يهودية فعلية على أراضي ال48 ودولة فلسطينية نظرية على أراضي ال67 والتفاصيل ترسم في مفاوضات لا تنتهي

- المشروع الأميركي يجري تحت نظر موسكو دون أن تعلن الفيتو بوجهه ودون ضمان النجاح من قبلها ، وفقا لمعادلة لا حرب شاملة ستشن من طرف حلف المقاومة بعد الإنسحاب الأميركي من افغانستان ولا لعبة دمار شامل بعد الإنسحاب تشن من طرف أميركا و جماعاتها من إسرائيل للخليج وتركيا والأطلسي لتدمير قدرات إيران وسوريا وحزب الله على قاعدة ان اميركا حررت جيوشها من وضعية الرهائن وصارت يدها طليقة للحرب عن بعد فالمواجهة شاملة شاملة وروسيا تضمن أمن آسيا بهذه الشروط

- التفاهم الأميركي الروسي يقوم على التسليم بأن معادلة سوريا مهما كان شكل التفاوض ونتيجته هي أن سوريا في الإستراتيجيا هي سوريا الأسد، وأن إيران هي الدولة النووية السادسة التي تملك حق الفيتو من خارج مجلس الأمن وفي مجال حيوي محدد هو الخليج و أن حزب الله صانع السياسة الرئيسي في لبنان، و معادلة الجيوش عائدة للمنطقة لوراثة زمن الأخوان من تركيا إلى مصر وما بينهما، و يبقى قوس مفتوح لأمن إسرائيل بين مفهومين روسي وأميركي

- المفهوم الروسي يقوم على تسوية شاملة للصراع يعود فيها الجولان ومزارع شبعا وتقام فيها دولة فلسطينية كاملة السيادة على أراضي العام 67 عاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين وفقا للقرار 194 وضمان حق العودة والتعويض لللاجئين ودون ذلك لا تقدم روسيا ضمانا لأمن إسرائيل

- المشروع الأميركي يقوم على سرقة لحظة من تاريخ الإنشغال وإزدحام الملفات والرهان على طبخة يستعصي إرباكها أو إبطالها، فالجمع الفلسطيني الإسرائيلي يستثمر على إرتباك حماس وتموضعها على ضفة الخسران وإنزوائها لتجنب الطوفان، كما يستثمر على شبق سعودي لأي أرباح ورقية تقيد على الدفتر بعد الخسارة الجسيمة في حرب سوريا ولا يهمها ان يكون الربح ورقيا في مصر أو فلسطين، والسلطة الفلسطينية بعدما ربطت مصيرها بالتفاوض تستهوي أي إنجاز لأي شبه سلطة، و إسرائيل المدركة لحجم المخاطر وضعف الحيلة وقصر ذات اليد سترتضي ما كانت تملك القدرة على رفضه في الماضي، و يبقى أن سوريا التي ستكون معنية بالتفاوض على ملفاتها سيقال لها أن الجولان حق لها، ولإيران سيقال أن حقوقها مصانة وان فلسطين يقرر الفلسطينيون مستقبلها، و يبقى لبنان وحزب الله وسلاح المقاومة

- الثلث الثالث من العام مرصود لحزب الله وسلاح المقاومة والقوس مفتوح للإحتمالات و السؤال الأميركي هو كيف يمكن حشد كل الأوراق الضاغطة لثني الحزب عن التفكير بكيفية إجهاض الصفقة الجاري إعدادها على قدم وساق دون منحه لحظة الذهاب للحرب لأنها وحدها تتكفل بقلب الطاولة وتغيير المعادلة؟

- الخطوة الأولى هي لائحة الإرهاب الأوروبية وما يرافقها من حملة لبنانية، والخطوة الثانية هي الحوار اللبناني الذي يدعو له رئيس الجمهورية بداعي البحث في الإستراتيجية الدفاعية، وهو حوار سيكون معه الضوء الأخضر لينعقد، وفيه الأمر الأميركي لكل مكونات حلف العداء للسلاح إقبلوا ما كان مرفوضا من قبل، فها نحن قبلنا بقاء الأسد وسلمنا بالهزيمة وتجرعنا سمها، وها هي إسرائيل ترتضي ما لم يكن مجرد التفكير فيه مقبولا، فعليكم أن تقولوا نعم للسلاح وبيد حزب الله وليس مطلوبا تسليمه لأحد، يكفي الحصول على إلتزام أدبي وسياسي ومعنوي وأخلاقي بأنه لن يستخدم إلا ليحمي البلد، وليست القضية سوريا بل فلسطين، المهم أن لا يجد السيد عذرا لتوجيه حربه نحوها، قيدوه و إربطوا عليه كلاما وإلتزاما، فإذا نجحتم نجحنا بتمرير الصفقة وصار السلاح بلا قيمة ، وتستعاد مزارع شبعا لليونيفيل في تتمة الحساب، وعندها تفتحون ملف السلاح وتكون الخطوة الثالثة وراء الباب وقد أعلن بالأمس عنها وهي بدء المحكمة الدولية أعمالها

- سيد المقاومة في إطلالاته المخصصة منذ عيد التحرير في ايار يضع فلسطين عنوانا وحيدا للمقاومة من خارطة شهادة القادة إلى القدس تجمعنا ، والواضح أن العين على كيفية توظيف المتغيرات لخطة معاكسة ولا يعلم إلا الله خطة السيد

- يتوقف المراقبون أمام خروجه للمرة الأولى لخطاب يمتد لساعة وهو على المنبر يتحدى العنجهية الإسرائيلية ويمرغ انفها في وحل الضعف و يتحدث الإسرائيليون عن إستفزازت مشابهة ستتكرر ربما ترونه غدا يجول شوارع بنت جبيل وعيتا ومارون فماذا عساكم تفعلون؟ وهو الذي يقول أمنيتي ان اسقط شهيدا إذا كان دمي طريق لحرب تستعيد فلسطين فكيف ستواجهون؟ بالتهرب؟ سيكسر هيبتكم و ردعم ويذل جيشكم حتى تصير الحرب والهزيمة أهون عليكم من مشاهدته يمسك منظارا على بوابة فاطمة او العديسة ويتطلع صوب الجليل أمام عدسات المراسلين، فتلقوا حتى نهاية المهلة للشهور التسعة كل صنوف العنفوان والبطولة لكربلائي لبس ثوب جده الحسين وحسم امره وقراره أن الصفقة ان تمر

- يستعرض المحللون خطة السيد الإفتراضية فيسجلون انها نجحت في تفادي الوقوع في فخ الفتنة لإستنفار السنة في العالم الإسلامي لقتال مئة عام ضد الشيعة، تهلل لها اميركا وإسرائيل ويمولها حاكم الخليج ، عندما امسك بالصبر في وجه إستفزازات الأسير حتى حسموا امر إحتلال صيدا لجعلها ساحة إنتقام شيعي تفجر الفتنة، فصبر السيد وظفر ، وصار الأسير وأسياده أسرى وصار مشروع الفتنة أسيرا، و يقولون أن ما قاله عن التعدي على الشيعة وإستفزازاهم بالدم والتطاول ليخرجوا من قضية فلسطين بداعي أنها قضية السنة، و إنه للمرة الأولى يتحدث عن هويته الشيعية بهذه الطريقة في المخاطبة "نحن شيعة علي بن ابي طالب في العالم لن نترك فلسطين ولو قتلتمونا وتعديتم على رموزنا" له أبعاد تتجاوز التعبئة والتنبيه لجمهور المقاومة في فضح المرسوم والمعلوم من خطة الخصوم فهو إعلان إستعداد لميثاق بين أئمة الشيعة والسنة بكل ألوانهم يعلن حرمة دم المسلم على المسلم ويحدد بوصلة الجهاد لفلسطين، ومن إرتضى يحفظ مكانه ومن يخرج يخرج من زمانه، وهو هنا يبدأ من لبنان أتريدون أن نتخاطب كمسلمين فتعالوا نتفق، ليستطرد بعدها إلى معادلة واضح لا تريدون لأنكم لا تجرأون، إذن إسحبوا خطاب الإسلام من الساحة وتعالوا كلبنانيين

- خطة السيد الإفتراضية للمواجهة على الساحة اللبنانية كما يصفها كثيرون تقوم على عرض ميثاق يتضمن إلتزاما بما يتوهمونه نصرا عن إلتزام المقاومة بعدم تجاوز سلاحها الحدود لا في سوريا ولا في فلسطين و تخصيصه لحماية لبنان، مقابل ثلاثية محاورها توافق وطني لحكومة تتعهد إسقاط ما يخص حزب الله من لوائح الإرهاب ووضع علاقات لبنان الدولية على هذا المستوى بين النعم واللا فلا علاقة مع من يعاقب شريحة من شعبه ورموز مقاومته، و ثانيها إصرار لبناني جامع على إلغاء المحكمة الدولية التي بات واضحا انها تستهدف المقاومة لمعاقبتها لحساب إسرائيل وليس كشفا لحقيقة ولا إقامة لعدالة، وثالثها أن لبنان بإجماع فرقائه يعتبر التوطين خطرا وجوديا على بقائه وكل حل للقضية الفلطسينينة لا يتضمن حق العودة لللاجئين الفلسطينين يعتبره إعلان حرب على لبنان، و يوضع سلاح الجيش وقدرات الشعب وإمكانات المقاومة في خدمة كل الفرضيات، إذا اصر الخارج الدولي والعربي على تمرير صفقة ليس فيها حل لقضية اللاجئين

- يخلص المراقبون إلى أن التفاهمات على هذه المستويات لن تتم لأن الآخرين لا يملكون مجاراة السيد في اطروحاته الإسلامية أو اللبنانية، فيعود سلاحه طليقا لما يخطط من أجل فلسطين، وفي هذا المجال ينظرون لمعاني التفاهمات التي يجري إعداداها مع حماس وما يقال من ان بين بنودها جعل سلاح المقاومة في غزة رأس حربة لإسقاط اي صفقة لتضييع القضية الفلسطينية، و تعهد المقاومة اللبنانية بملاقاتها بشكل لا يحتاج ذريعة فلملف الثأر للقائد العسكري للمقاومة حساب لم يغلق بعد ومنه سيكون الف باب وباب، وربما لا يكون بل يكون للفلسطينيين من لبنان ما تقوله الطائرة البلا طيار التي بقيت مجهولة الهوية توحي بوجود قدرة لا يعرفها ولا يملك قرارها أحد ،فينتصرون من بوابة لبنان لفلسطين وليس بيد السيد أن يمنع هذه النصرة، فإن تورطت إسرائيل بالعدوان كان له العذر في الرد وعندها ليس بيد أحد ان يعترض في لبنان

- بدأ الثلث الثالث من الخريف الدولي الإقليمي ومحوره السيد، و سيكون سريعا خافقا مليئا بالأحداث، وبيد السيد زمام المبادرة و ليس على احد أن يتوهم التحليل والتحريم والدخول في المخاطرة فالمفاجآت كثيرة

ناصر قنديل
3/8/2013

انتقاء فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy