الأخوان: الإنتحار خيارا *تاريخياً -إضافتي*

2
0

كتب ناصر قنديل

الملخص:

- يدور في أوساط الحركات الإسلامية المحيطة بتنظيم الأخوان المسلمين نقاشات واسعة حول كيف سيتصرف الأخوان
- القبول بالهزيمة إستحالة لأن العقل القادر على تبنيه لو كان موجودا لجنبهم الخسارة ورفعهم إلى مستوى الأحزاب التاريخية
- الخيار الجزائري الذي ردت خلاله الحركة الإسلامية الفائزة بالإنتخابات على إسقاط الجيش لها من الحكم بحرب أهلية لعقد من الزمن
- الخيار التركي الذي كان مع إسقاط حكم نجم الدين أربكان بالإنحناء أمام العاصفة وخروج نخبة حزبية نحو إعادة النظر بالأساليب والسياسات
- القيادة العالمية للتنظيم الذي قرر اللجوء إلى الخيار التصحيحي بنموذج اردوغان
- كانت معادلة الأخوان تقوم على إعتبار دار الإسلام هي مصر وأن تركيا لطمأنة الغرب وفلسطين لصورة المقاومة
- عندما يصل الأخوان للحكم في مصرتتغير الأولوية نحو إسقاط سوريا مسؤولية تركية وأمن إسرائيل مسؤولية حماس
- قال ألأخوان لأشتون أن لا فرصة لإستقرار مشروع الحكم الجديد في مصر والثاني أن اللاإستقرار سيسود المنطقة ما لم تعد الأمور إلى ما كانت عليه
- تبلغت اشتون وبلغت وسمعت ان ما فات قد مات و مما سمعت واسمعت


النص كاملا:

- يدور في أوساط الحركات الإسلامية المحيطة بتنظيم الأخوان المسلمين نقاشات واسعة حول كيف سيتصرف الأخوان ومعهم الناشطون الإسلاميون أمام التغيير الذي أدى لخلعهم من الحكم في مصر

- بين الدعاة والمفكرين من يرى الأمر بين خيارين لا ثالث لهما وبعضهم يضيف خيارا ثالثا هو التأقلم مع الخسارة و تقبل حجمها و قساوتها و إرتضاء دخول العملية السياسية على قاعدة الممكن والمتاح للمشاركة في الإنتخابات القادمة نيابيا ورئاسيا وسلوك طريق المصالحة الوطنية بما فيها من إعترافات قاسية بأسباب الفشل والتقبل المسبق بأن مقعدا في صفوف الدرجة الثانية لفترة طويلة هو سقف ما سينتظرهم

- يبدو هذا الخيار المثالي بمثابه إستحالة في حالة الأخوان لأن العقل القادر على تبنيه لو كان موجودا عند قيادة الأخوان لجنبهم الخسارة ورفعهم إلى مستوى الأحزاب التاريخية القادرة على تجديد شعبيتها في الحكم لعقود قادمة

- هذا العقل المنشود يقوم على فرضية الإرتفاع فوق الأنا الحزبية والغطرسة السياسية والتمثل بقيم التواضع الخلاقي وإحترام حرمة دماء الأبرياء وإلتزام الأحزاب أولوية الإستقرار الوطني والسلم الأهلي و إعتبار الأوطان أغلى من الأحزاب ومصالحها ومعنوياتها و قياس الإنجاز بمدى تحقيقة سكينة المجتمع ورخائه وما يمدان الحزب بسببه من دعم ونفوذ كتعبير عن التبادل التفاعلي بين الحزب الخادم للناس والناس المتلقية للأفعال وليس بدرجة تربع الحزب و إمساكه بالمزيد من مفاصل الدولة والمجتمع عنوة عن الناس وإستخدامها لخنق حراك المجتع وتعليب الدولة

- الخيار الأول المطروح في التداول هو الخيار الجزائري الذي ردت خلاله الحركة الإسلامية الفائزة بالإنتخابات على إسقاط الجيش لها من الحكم مدعوما بشريحة واسعة من المجتمع بالعسكرة الكاملة لحياتها وحياة الجزائر وأخذت البلاد لحرب أهلية لعقد من الزمن

- بالمقابل هناك الخيار التركي الذي كان مع إسقاط حكم نجم الدين أربكان المنتخب بتدخل الجيش مدعوما من شريحة واسعة من المجتمع مناهضة للخيار الإسلامي بالإنحناء أمام العاصفة وخروج نخبة حزبية نحو إعادة النظر بالأساليب والسياسات لتجديد شباب الحركة الإسلامية بصورة تصالحية شكلا مع القيم العلمانية والتركيز على الجانب العملي في الإنجاز خصوصا الإقتصادي والإجتماعي و التصالح مع الغرب وقيمه وسياساته كما كانت حالة خروج حزب العدالة والتنمية من رحم حزب الرفاه ليعيد الكرة والمحاولة حتى تحقق له الفوز والبقاء في الحكم لعقد متصل

- السؤال الفوري هو حول مدى قدرة الأخوان على سلوك الخيار التركي و هي فرضية جديرة بالنقاش لو أن تجربة أردوغان كانت محض تجديد ناتج عن نقد لتجربة أربكان من جهة و لو كان السلوك العنجهي الفئوي للأخوان في مصر ناجما عن مجرد قصور في الرؤيا

- السؤال المفتاحي لفهم الخيارات المتاحة هو لمذا تعذر على الأخوان سلوك الخيار الأردوغاني البراغماتي منذ وصولهم للحكم بالإنفتاح على التشارك مع سائر مكونات المجتمع وإحترام حقها في الحضور السياسي والإجتماعي وملاقاة حاجات الناس الإقتصادية والإجتماعية و لماذا تحول أردوغان إلى وحش سياسي وإجتماعي ونسيان ادبيات الواقعية والبراغماتية مع وصول أخوانه المصريين إلى الحكl؟

- يغيب عن بال الكثير من المحللين أن تجربة مرحلتي أربكان وأردوغان كانت حاضرة على طاولة الأخوان قبل تسلم الحكم في مصر كما أن قيادة الأخوان في مصر هي القيادة العالمية للتنظيم الذي قرر اللجوء إلى الخيار التصحيحي بنموذج اردوغان

- تفيد المحاضر المتاحة لإجتماعات القيادة في إسطمبول عشية ولادة حزب العدالة والتنمية أن الرهان على أردوغان وإقصاء أربكان من هيكلية التنظيم جاءا بقرار من قيادة التنظيم العالمي أي المصري بنسبة عالية بعد إتهام أربكان بالنزق والتسرع و الإبتعاد عن مراعاة الخصوصية التركية المتأثرة بقيم العلمنة من جهة ودور خاص للجيش يجب عدم إستفزازة من جهة اخرى والأهم التسبب بقلق الغرب من مواقف أربكان الداعية لإعادة تقييم مبررات البقاء في حلف الأطلسي ومراجعة طبيعة العلاقات التركية الإسرائيلية وواجبات تركيا نحو أشقائها في العالم الإسلامي و قضاياهم وعلى رأسها قضية فلسطين ولا يخفى ما كاله اربكان لخليفته اردوغان من إتهام بالعلاقة بالصهيونية العالمية وتورط جماعة الأخوان بهذه العلاقة ونفاقهم في التعاطي مع العنوان الإسلامي لحساب التموضع في قلب المشروع الغربي

- كانت معادلة الأخوان تقوم على إعتبار دار الإسلام هي مصر وأن جناحي الأخوان في تركيا وفلسطين يتقاسمان مسؤولية تقريب وصول التنظيم لحكم مصر الجناح التركي بتقديم أوراق إعتماد الأخوان لدى الغرب لطمأنته إلى واقعية وعقلانية التنظيم و تمسكه وحرصه على علاقة تعاون مثمرة ومديدة ومن ضمنها إستعداد التنظيم لضمان المصالح الإستراتيجية للغرب بما فيها امن إسرائيل إذا تسلم التنظيم حكم مصر و الجناح الفلسطيني تسويق الأخوان شعبيا كقوة شعبية مقاومة تحمل هم القضية الأساس فلسطين

- مهمة الجناحين ستتغير عندما يصل الأخوان للحكم في مصر حيث تصبح القيادة العالمية معنية بإثبات اهليتها لتنفيذ تعهداتها وفي المقدمة أمران إسقاط سوريا مسؤولية تركية وأمن إسرائيل مسؤولية حماس وعلى الجناحين وضع هاتين الأولويتين عندها في الإعتبار لحسم الدعم الغربي المطلق للتنظيم الذي تصبح مهمته إحكام القبضة على السلطة بكل مفاصلها السياسية والقضائية والعسكرية في مصر وتركيا ومواصلة التهدئة في غزة بما يضع إسرائيل في خلفية دعم الرهان على التنظيم الأخواني في الغرب كله مقابل مواصلة التصعيد في سوريا بالتشارك مع المحور الإقليمي الدولي لإسقاطها وعندها يكتمل عقد الدعم الغربي والتسليم بتفويض الأخوان إدارة العالم الإسلامي بعباءتي السلطان سليم من اسطمبول ومحمد علي باشا من القاهرة

- ما يفوت الكثيرين هو أن ما جرى في تركيا بين عهدي أربكان واردوغان كان جزءا من خطة التمكين لما قبل وصول الأخوان في الحكم في مصر و ما بعد غير ما قبل ولا تعوز الأخوان النباهة لمعرفة أن مصير تجربتهم في تركيا ترتبط عضويا اليوم بما اصابهم في مصر وإستحالة الرهان على فترة سماح جديدة لا في فلسطين ولا في تركيا وخصوصا في مصر لأن عقل الأخوان هو حيث يفكر الغرب لا حيث تأخذهم السياسة ومحور تفكيرهم ليس في كيفية إستعادة رضا المصريين او مخاطبة الشعبين التركي والفلسطيني

- ما يهم الخوان هو كيفية إثبات أمرين للغرب الأول أن لا فرصة لإستقرار مشروع الحكم الجديد في مصر والثاني أن اللاإستقرار سيسود المنطقة ما لم تعد الأمور إلى ما كانت عليه مع روتوش شكلي يرضي الاخرين ويغلف هزيمتهم وأن اللاإستقرار ستطال شظاياه الحرب على سوريا والتفاوض الجاري حول المصالح الغربية العليا في ملف سوريا وملف إيران كما ستصيب امن إسرائيل ومستقبل التسويات حولها وسينصرف جهد الأخوان اليوم على كيفية إيصال الرسائل التي تجند لصالحهم لوبيات إسرائيلية ومخابراتية وسياسية تقول بضرورة فعل شيئ لإسترداد التنظيم لمهابته وبالتالي إسترداده عنصرا فاعلا في جبهة الحلفاء والضغط على اليد السعودية لوقف الرهانات الخاصة لأهمية ما يستطيع تقديمه من جهة والتنبه لقدرته على التخريب ما لم يتم إحتواؤه من جهة مقابلة

- ما يفوت على الأخوان هو ان الحركة السعودية ومثلها حركة الجيش المصري نابعتان من مصالح وقراءة خاصتين لكنهما نابعتين من مناخ جديد في الغرب يتجه للتأقلم مع حقيقة فشل الحرب على سوريا ومعها فشل خيار الأخونة في المنطقة وتلمس نبض شرائح فاعلة في مصر وتركيا تدل على تحول المجموعة الأخوانية الحاكمة إلى عبء على المشروع الغربي بعدما صارت عقبة امام أي تطبيع مستقبلي للعلاقة مع سوريا وإيران

- يراهن الأخوان على الخيار الجزائري العنفي بإعتباره ابعد من مجرد غيظ ورد فعل عاطفي او إنفعالي أو معادلة علي وعلى أعدائي يا رب بل بصفته المعادلة اللازمة لدفع الغرب نحو البحث عن صيغة تعوم التجربة الأخوانية ولو بخدعة الحاجة التفاوضية لأوراق القوة حاضرة عبر صيغة التهديد التي سمعتها أشتون ومعها عرض يقوم بالقبول بتسوية تعيد محمد مرسي رئيسا يتبنى إجراءات المرحلة الإنتقالية نفسها بحكومة الببلاوي ذاتها و قيامه بتفويض الحكومة إدارة المرجلة الإنتقالية فور فتح باب الترشح للرئاسة

- العنف يستسقي العنف ومصر تتجه نحو المزيد من الفوضى والدماء والطريق نحو التسوية يزداد صعوبة وقد تبلغت اشتون وبلغت ان ما فات قد مات و مما سمعت واسمعت "ربما تكون تجربة الأخوان الأخيرة سياسيا كما قال خيرت الشاطر مع رحيل مرسي لكنها قد تصبح تجربتهم الأخيرة وجوديا إذا نفذت تهديات البلتاجي "


ناصر قنديل
19/7/2013

انتقاء فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy