احتمالات مصر

3
0
نشرت قبل أكثر من عام ونصف -وأثناء مناقشات كتابة دستور مصر- على زيدوني نسخة كاملة من الدستور السوري الجديد وتمنيت لحظتها أن يقترب الدستور المصري أكثر وأكثر من واقع حاجة الناس وأكدت على مدى تلبية الدستور السوري لحاجات أساسية تتضمن مجانية التعليم شاملا الدكتوراة ومجانية الرعاية الصحية وضمانة السكنى المحترمة و...و...

وأطلقت ساعتها استقراء أن سوريا ستكون أول الخارجين من هجمة التدمير الكونية التي فرضت عليها ونبهت بتكرار أن خروج مصر من الانحدار يبدأ من استقلال قرارها عن العباءة الأمريكية-الاسرائيلية والايقاف الفوري لكل الارتباطات الاقتصادية مع اسرائيل على حقيقة استنزافها لاقتصاد مصر وبمعونة بعض خونة وفسدة الوطن من المصرين منذ التوقيع على كامب ديفيد. كما نبهت أن كثيرا من المتواترات على لسان المصريين لا يمت للحقائق بصلة فقد وقع الناس تحت تضليل كبير. أترككم مع ناصر قنديل لعلنا نتبصّر أمرنا.


كتب ناصر قنديل:

الملخص:

- تتبلور بصورة أوضح فأوضح المسارات التي ستسلكها التطورات في مصر
- الموقف الأميركي مربك بسبب التشويش الذي يتركه التغيير المصري على مناخ الإستقطاب المذهبي في المنطقة
- الموقف الأميركي مربك لكون الحرب على سوريا في عهدة الأخوان وفي مواجهة الجيش فكيف تكون أميركا مع الشيئ وضده
- السعي السعودي لإحتواء التغيير المصري وراثة لقطر وتعليب لمصر فالروسي والإيراني جاهزان لمد يد العون
- الحسابات المصرية في التركيبات الحكومية ستراعي بالضرورة كيفية مخاطبة الخارج المرتبك بما يطمأنه والموقف السعودي بما يزيده حماسا
- المؤشرات الأولى للتعيينات المصرية وللدورالذي يلعبه حزب النور السلفي تؤكدان مكانة السعودية في السياسة المصرية الجديدة
- لن ترى مصر حلولا إقتصادية ولا إستقرارا سياسيا وستطول المواجهة الدموية مع الأخوان
- النموذج الجزائري يبدو هو الأرجح في مصر
- النتيجة الثانية ستكون تبلور مساحة من التفكير الجدي لدى التيارات الشبابية والناصرية واليسارية في بناء مشروع تاريخي قادر على النهوض بمصر
- ستكون سوريا قد خرجت من محنتها ومصر تجرجر ذيول الحرب الأهلية والمرحلة الرمادية وسيكون لسوريا ان تسعف التيار القومي في تلمس طريق الإنقاذ


النص كاملا:

- تتبلور بصورة أوضح فأوضح المسارات التي ستسلكها التطورات في مصر بعد إنتفاضة 30 حزيران و قيام الجيش بإزاحة محمد مرسي والأخوان المسلمين من سدة الحكم

- العنصر الأول يبدو التردد الغربي والأميركي في التعامل بوضوح مع الحكم الجديد بالصورة التي كان يبدي فيها حماسا للحكم الأخواني

- الموقف الأميركي الذي يشكل أساس تحديد مواقف دول الغرب مربك بسبب التشويش الذي يتركه التغيير المصري على مناخ الإستقطاب المذهبي في المنطقة بعدما أصبح هذا آخر أسلحته في تصعيد الحرب التفاوضية على سوريا من جهة وآلة حصاره للمقاومة من جهة ثانية وعدة الشغل لإبتزاز إيران من جهة ثالثة وبدون مصر والأخوان يبدو الحديث المذهبي ركيكا و بتصدر المشهد المصري قوى لا تصلح اصلا للخطاب الديني يصبح الرهان على الفتة مهزلة

- الموقف الأميركي مربك لكون الحرب على سوريا في عهدة الأخوان وفي مواجهة الجيش يدعمه جزء كبير من الشعب وبوجه رئيس يملك شرعية دستورية فكيف تكون أميركا مع الحرب هنا وهي في مصر تدعم النقيض تماما رئيس بلا شرعية دستورية ومعه الجيش و جزء اساسي من الشعب يواجهان الأخوان و بالمقابل ايضا لا يمكن تفادي التاثير المتبادل للمشهدين السوري والمصري على بعضهما بالروح المعنوية لكل من الجيش والأخوان في سوريا بصورة متعاكسة تحت وطأة هزيمة الأخوان و إنتصار الجيش في مصر إضافة لمخاطر التقارب المتوقع بين الجيشين السوري والمصري تدريجا في ضوء تمادي الأخوان في حربهم على الساحتين والحاجة للتنسيق الأمني والديبلوماسي والسياسي

- الموقف الأميركي المحسوب دائما بالأرقام الإسرائيلية مربك بإرتباك إسرائيل لخسارة رهانات كثيرة بخسارة الأخوان في مصر والقلق الإسرائيلي من التطورات والمفاجآت في وضع مصري غير مستقر

- الموقف الأميركي مربك من تداعي حجارة الدومينو الشبيهة للحالة المصرية في كل من تركيا وتونس وليبيا ويخشى من أي تعاون مع الحكم الجديد ان يوصل رسالة تشجيع للجيوش والعلمانيين في هذه الدول على تسريع رسالة التغيير
- في الحسابات المهمة يأتي بعد الموقف الأميركي في صناعة الإطار العام لأحداث مصر موقف الخليج ففيما تبقى قطر وجزيرتها على خط التبني للأخوان تدخل السعودية والإمارات بقوة على خط دعم النظام الجديد سواء بالدعم السياسي أو الجرعات المالية الوازنة
- السعي السعودي لإحتواء التغيير المصري ليس بعيدا عن الموقف الأميركي رغم تفاوت درجات الحرارة فالروسي والإيراني جاهزان لمد يد العون إذا تلكأ الحلف الغربي الخليجي لكنه موقف سعودي بالأصل نابع من تقدير خطورة ترك مصر تقلع شوكها بأيديها وما يمكن أن ينجم عن وضع النظام الجديد تحت رحمة الظروف الصعبة ماليا التي يواجهها وإحتمال تكرار تجربة جمال عبد الناصر إذا وضع دفتر شروط مسبق لتقديم المساعدة بل تلعبها السعودية بالمقلوب هذه المرة تطعم الفم لتستحي العين وهي تكسب وراثة الجار الخليجي المتمادي في رفع العين القطرية فوق العين السعودية وتأديبه

- الطبيعي أن الداخل المصري المشتبك مع الأخوان سيجد في اليد السعودية جميلا لا ينسى كما سيجد فيها عونا لتثبيت حكمه الجديد وفرصة لتأكيد قدرته على مد الجسور الخارجية في ظل الإرتباك الغربي والعداء التركي
- الطبيعي أيضا ان الحسابات المصرية في التركيبات الحكومية ستراعي بالضرورة كيفية مخاطبة الخارج المرتبك بما يطمأنه والموقف السعودي بما يزيده حماسا وهذا معناه المزيد من الشخصيات الوطيدة الصلة بالسعودية والغرب في مواقع المسؤولية والمزيد من المواقف السياسية المنسجمة مع الخط العام للسياسة المصرية منذ السادات ومبارك ومرسي

- المؤشرات الأولى للتعيينات المصرية وللدورالذي يلعبه حزب النور السلفي تؤكدان مكانة السعودية في السياسة المصرية الجديدة من جهة كما تؤكدان المدى الرمادي الذي ستسلكه مصر في مواجهة مفتوحة مع الأخوان بلا إستقرار سياسي و في ظل عجز عن حل أي من المشاكل الإقتصادية من جهة ثانية حيث سيتكفل حزب النور بتمييع اي مواقف سياسة جدية وحاسمة ويصبح بقاؤه مالكا حق الفيتو ضمانا لمواصلة الدعم السعودي كما سيتكفل ليبراليون مثل البرادعي والببلاوي وربما عمرو موسى العائد للخارجية بتقديم صورة سياسية إقتصادية لمصر تجعلها تدخل مسارا طويلا من المواجهة مع الأخوان

- الواضح أن الجيش يفتتح في المرحلة الإنتقالية مرحلة إنتقالية فيستدعي كل الفريق القادر على تغطية المرحلة دوليا وإقليميا لربح الجولة الصعبة مع الأخوان الذين كما تشير كل المعطيات قد قرروا خوضها حرب وجود ووضعوا كل جمهورهم ورصيدهم في هذه المعركة مما يعني بضوء حجمهم التمثيلي الذي ييزد عن ال 20% من المصريين خصوصا في ظل التراجع الحتمي لحيوية الشارع المواجه لهم كلما تعقد المشهد وزاد دموية وكلما بدا أن التغيير المنشود في أحوال الناس لم يحدث بعد و يبدو الليبراليون في مردود حكمهم على حياة الفقراء كمردود من قبلهم

- النموذج الجزائري يبدو هو الأرجح في مصر وهو نموذج مواجهة طويلة ولا إستقرار وتدهور إقتصادي حيث السياحة ستكون الضحية الأولى للاإستقرار وحيث سيكون لهذا التحدي ما هو إيجابي مقابل كل الخراب الاتي فمصر لن تكون راس حربة في تخريب المنطقة ونموذج الأخوان في مصر سيكشف حقيقة ما يخبئون لغيرها وتتدخرج تجاربهم الأخرى في تركيا وتونس سريعا

- النتيجة الثانية ستكون تبلور مساحة من التفكير الجدي لدى التيارات الشبابية والناصرية واليسارية في بناء مشروع تاريخي قادر على النهوض بمصر ومؤهل لإعادة بناء دولة تستند على مقدراتها ومستقلة بخياراتها و في الذاكرة نموذج جمال عبد الناصر

- ستكون سوريا قد خرجت من محنتها ومصر تجرجر ذيول الحرب الأهلية والمرحلة الرمادية وسيكون لسوريا ان تسعف التيار القومي في تلمس طريق الإنقاذ


ناصر قنديل
10/7/2013

انتقاء ناصر قنديل

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

Menem منذ 11 عام
بحر لجى .. موج من فوقه موج .. ظلمات بعضها فوق بعض !!!الحل عند من بيده ملكوت كل شئ !!
Fayez Eneim منذ 11 عام
الفكر المنحرف الكاذب المنافق لا يواجه بالمهادنة إطلاقاً. عبد الناصر أقصى الاخوان بعد حادث المنشية لأنه حاكم أداة التنفيذ المباشر لكنه اجتثهم عندما حاكم الرءوس وأراح المجتمع في مصر حتى أخرجهم السادات مكملا تآمره على مصر وشعب مصر مع أسياده أمريكا وإسرائيل فقتلوه بعد وضع من أوصل مصر إلى انتهاب حزب وطني مبارك بالاخوان ثم لنهب مباشر من الاخوان كما نراه اليوم.
في سوريا، كا حافظ الأسد حاسماً جداً وكان تجريم الانتماء للاخوان خيانة عظمى فاختفوا من سوريا إلى فترة تدخل المرحوم الشيخ البوطي لدى بشار الأسد الذي أرخى القبضة الأمنية فقتلوا الشيخ وحاولوا قتل سوريا لكن سوريا حسمت موقفها بالقضاء عليهم.
ما نبهت له المشابهة بين مسار مصر مع المسار السوري لكي يصحى الناس وقلت أن الجيش يدرك أهمية الحسم لسلامة مصر لكني بدأت أشك في إدراك الناس. أرجوكم لاحظوا استهداف الضباط القادة وهو نفس المسار الذي تم اتباعه في سوريا وكنت أجاهد معكم لكشف زيف قناعاتكم والآن يخيفني ردة فعل الناس إما خوف منهم وإما تصديق كذبهم. ببساطة ما يقوم به الاخوان حرب على مصر يطلبون فيها تدخلا أمريكياً بالضبط كما فعلهم في سوريا ويستعينون كذلك بالخارج.
Menem منذ 11 عام
لا .. الحمد لله المصريون كلهم صحيوا .. وسلوك الاخوان نفسهم كان اكبر معين للناس فى كشف حقيقتهم .. المعركة مستمرة وهم الى زوال بعون الله وبتماسك الوطن كوحدة لا تنقسم ..
Fayez Eneim منذ 11 عام
بهذا رددت على من إدعى مخططاً ضد مرسي والاخوان فقلت له لا حاجة لتخطيط أو مؤامرة جاهل وعبيط.
Menem منذ 11 عام
الله ينور لك طريقك .. وكل عام وانتم بخير مستمر
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy