كتب ناصر قنديل
الملخص: - أربعة محددات ستحكم مستقبل مصر :
- الأول أن الجيش سيكون خشبة الخلاص دون ضوء أخضر اميركي
- الثاني ان الاميركي سيكون مترددا في حالة الاخوان لدورهم في الحرب على سوريا ولحجم ما قدمه الاخوان من ضمانات لأمن
- الثالث هو ان الاخوان لن يسلموا بسهولة ولن يستسلموا
- الرابع هو ان الشعب المصري سيترك للجيش رسم خارطة طريق الخروج بالتفاوض على المرحلة الانتقالية بمجلس رئاسي او حكومة مؤقتة
- ذكاء الجيش الإستراتيجي بإختصاره المهلة ل 48 ساعة فقط، فقطع الطريق على مناورات ومداخلات خارجية وداخلية
- الجيش مستعد وجاهز لكل إحتمالات المواجهة، وخططه البديلة حاضرة بما فيها سوق قيادات الاخوان الى السجن بتهمة اثارة الفتنة والحرب الاهلية
- الخميس فجرا ستكون مصر على موعد مع هيئة حكم جديدة
- الجيوش في بلادنا لا تزال اشرف ما انجبته أمتنا ولو أقامت الكثير من الحساب للخارج أو أخطأت في تقدير المواقف، فهي التعبير الوحيد عن النسيج الجامع للأوطان
- من سوريا إلى لبنان والعراق ومصر حرب واحدة فروعها متعددة
- دنت نهاية الأخوان
النص الكامل: - الأول أن الجيش سيكون خشبة الخلاص دون ضوء أخضر اميركي وهو الذي يقيم حسابا للموقف الاميركي ، سيثبت وطنيته العالية مستفيدا من ضوء اصفر وخطر حرب اهلية ونهاية حقبة الاخوان في المنطقة
- الثاني ان الاميركي الذي سارع لتغطية الجيش في تنحية مبارك ، سيكون مترددا في حالة الاخوان ، لحجم دورهم الإقليمي وخصوصا في الحرب على سوريا ، وما تعنيه نهايتهم من تسريع لنهايتها ، ولحجم ما قدمه الاخوان من ضمانات لأمن اسرائيل وحجم التشبيك الذي جرى بينهم وبينها برعاية قطرية خلال العامين الماضيين
- الثالث هو ان الاخوان لن يسلموا بسهولة ولن يستسلموا ، وسيبذلون جهدهم ويستقتلون لعدم التسليم ، لأنهم يعرفون انها نهايتهم فلا انتخابات رئاسية قادمة ستحمل لهم دورا ، ولا انتخابات نيابية ستفتح لهم باب تشكيل اغلبية ، وقد منحوا اكثر مما يحلمون به من فرص وكان السقوط مدويا
- الرابع هو ان الشعب المصري ونخبه وقادته يريدون اكل العنب لا قتل الناطور وسيتصرفون بحكمة تفويت فرصة الحرب الاهلية ، وفتح الباب ما امكن لخروج آمن للاخوان فالمهم ان يخرجوا ، ولذلك سيتركون للجيش رسم خارطة طريق الخروج بالتفاوض على المرحلة الانتقالية بمجلس رئاسي او حكومة مؤقتة ، او اي صيغة سلمية اخرى تتم بالتراضي لكن تحت ضغط موازين القوى الحاسمة والمحسومة
- بدأت المنازلة الكبرى في 30 حزيران وكما توقعناها مزلزلة كانت ، وربح الشعب الجولة الحاسمة بالضربة القاضية ، ورفع له الداخل والخارج القبعات للرقي والحجم والحسم
- لبى الجيش النداء بسرعة ووضوح ، ولم ينتظر الضوء الأميركي الأخضر ، وظهر بصفته مؤسسة الشعب المصري والأمن القومي المصري ، وعبر عن درجة عالية من النضج السياسي لم تتوفر للمجلس العسكري الذي تسرع بالتلوث بشره السلطة والحكم ، فتحدث بيان الجيش عن خارطة يشرف الجيش عن بعد على تطبيقها ولا يكون فيها جزءا من السلطة واللعبة السياسية ، وبيده كارت أحمر إذا تعذر التوافق ، هو إصدار إعلان دستوري يتضمن إنهاء ولاية رئيس الجمهورية وتعيين حكومة مؤقتة
- الموقفان الأميركي والإسرائيلي واضحان في تبنيهما لحكم الأخوان ، و منحه المصل اللازم لجولة مواجهة ، اذا فاز بها يكون له جرعات أخرى وإذا هزم يتحول الضوء الأميركي الأحمر بوجه الجيش إلى ضوء أصفر
- ذكاء الجيش الإستراتيجي بإختصاره المهلة ل 48 ساعة فقط ، فقطع الطريق على مناورات ومداخلات خارجية وداخلية ، تنطلق من الرهان على تعب الناس وتعفين الوضع بالزواريب والدماء والمتفجرات ، فالوقت داهم وعلى الأخوان والخارج حسم امرهم خلال ما تبقى من حبيبات رمل في الساعة المتسارعة
- أعلنت الرئاسة المصرية مضمون كلام الرئيس الأميركي بالتعامل مع الأخوان كحاكم منتخب وديمقراطي ، وهذه جرعة مصل تنفع لأربع وعشرين ساعة فقط
- أربع وعشرون ساعة حاسمة سيتسغلها الأخوان لتظهير حشود شعبية أملا بإحداث التوازن مع الحشود المطالبة بتنحي الرئيس ، كما يجهدون عسكريا مع حلفائهم لإفتعال إعادة توزان مع الجيش في سوريا ، وسيعمدون لإفتعال صدامات دموية تعرض عضلاتهم بوجه الجيش وليس بوجه المتظاهرين فقط
- الجيش مستعد وجاهز لكل إحتمالات المواجهة ، وخططه البديلة حاضرة بما فيها سوق قيادات الاخوان الى السجن بتهمة اثارة الفتنة والحرب الاهلية ، و قادة الاخوان تحت نظر مخابرات الجيش المصري على مدار الساعة
- الملايين المنتشية بموقف الجيش لم يعد يتسلل إلى صفوفها التعب والملل ، وقد لاح بعيونها الأمل ، وصارت الطبقة الإقتصادية المترددة شريكا بعد بلاغ الجيش ، ونزلت صناديق المؤن إلى الميادين من تبرعات أصحاب الملايين
- السياق بات واضحا لأن الحلقة الصعبة فيه قد حسمت ، وهي إلتزام الجيش وإلزام نفسه بمهلة لا تتسع لكثير من المؤامرات والمناورات
- الخميس فجرا ستكون مصر على موعد مع هيئة حكم جديدة يقرر هويتها مستوى حكمة الأخوان بين ان يكونوا جزءا منها او يكونوا مرة أخرى نزلاء السجون
- الجيوش في بلادنا لا تزال اشرف ما انجبته أمتنا ولو أقامت الكثير من الحساب للخارج أو أخطأت في تقدير المواقف ، فهي التعبير الوحيد عن النسيج الجامع للأوطان وهي وحدها من يقيم الحساب لشسئ إسمه الأمن القومي ، وهي وحدها مهما نخرها سوس الفساد لاتزال تملك آليات تطهير نفسها بنفسها
- الثورةالديمقراطية في الغرب أنجزها الصناعيون والتجار والكتاب الذين صاغوا نظريات الديمقراطية ، للخلاص من الحكم الإلهي الذي زعمته الكنيسة لنفسها ، وثورتنا الديمقراطية لن تنجزها إلاالجيوش بتعلم درس الإبتعاد عن ممارسة دورالحاكم دون الإبتعاد عن ممارسة دور الحكم وتقدير أهمية حفظ الحريات والكرامات
- اللعبة الإنتخابية كذبة كبيرة لتضييع الأوطان فيتناوب فيها لصوص الحارات على مزراب العين وزعران الطوائف على فوائد الدين ولا تخاض إلا بالثروات الهائلة ووسائل إعلام يدها طائلة
- البلاغ رقم واحد عاد محببا بعد التجربة المرة للحى الصفراء والقلوب السوداء كمثل ما كانت كنائس الغرب في القرون الوسطى ، مع فارق إستبدال صكوك الغفران بمواعيد مسبقة مع حوريات الجنة ، وها هم يقيمون مستودعات التجارة باعضاء البشر من قتلاهم وشهداء الجيش في سوريا ، وتتوزع براداتهم العالية التقنية لكل ما تطلبه السوق في تركيا وقطر ، ويتذرعون باكلة القوب والعيون والكلى فيما تجارتهم ذاع صيتها ، للعيون الطازجة والقلوب و الأكباد والكلى ، وتجارة خيرت الشاطر رائجة في اوروبا واميركا وما وراء البحار
- من سوريا إلى لبنان والعراق ومصر حرب واحدة فروعها متعددة
- تحيا مصر تحيا الجيوش المسؤولة والعيون الخجولة والسيوف المسلولة
الساعة الثامة وأربعون دقيقة بتوقيت ميدان التحرير
هنا القاهرة من دمشق
هنا القاهرة من بيروت
ناصر قنديل
2/7/2013
انتقاء فايز انعيم