كيري وحمد بهدوء ...... كتب ناصر قنديل

1
0
الملخص:

- خطاب تميم بن حمد يكشف طبيعة دور قطر المقبل: دولة صغيرة تملك مالا وفيرا تهتم بشؤونها الداخلية سكنا وصحة وتعليما وتحضيرا لإستضافة كاس العالم وتنشيطا للمؤسسات الإجتماعية الداخلية

- تقليم أظافر قطر الإقليمية وإعادة للمكانة التقليدية للسعودية وتعويضات معنوية للحمدين

- كذلك في مصر وتركيا سنشهد إرهاصات الثورات العنيفة في 30 حزيران وسنسمع صوت الحيوش عاليا، برفض اللجوء للقوة، وسيكون على ميرسي وأردوغان تقبل الشراكة والتمهيد لمغادرة المسرح خلال عام قادم أو أكثر بقليل

- أنجز الأميركي حلقة الربط بين خيارات التصعيد التي يرعاها، وبين وقوفه على خط الحل السياسي عبرالتمسك بقيام الحل على شراكة الطوائف في الحكم وهو امر غير قابل للصرف في سوريا دون تفجير الحرب الأهلية وبوابتها فتنة آتية من لبنان كما كانت محاولة اللعب بورقة الأسير

- محاولات كثيرة للفتنة ستجري وستسقط وستتدحرج معها رؤوس كثيرين في لبنان والمنطقة من مسرح السياسة إلى الأرشيف

- شرق جديد يكون اللاعب الأبرز فيه الرئيس الأسد بقامة تتقدم على قامة جمال عبد الناصر وخافظ الأسد، ليس أمرا سهل الإبتلاع


النص الكامل:

- يختلط على الكثيرين تفسير ما جرى في قطر بين تبني ما توقعناه، عن مشهد إقليمي جديد يواكب بدء تكريس نصر سوريا على الحرب التي إستهدفتها، وقلنا أن من ضمنه سيكون تغيير في واجهات الدول التي ربطت مصير حكمها بنصرها المفترض على الرئيس بشار الأسد، وفي سياقه طبعا توقعنا منذ أكثر من سنة تنحي أمير قطر لولده، وتفجر ثورة شعبية في تركيا ومصر يدعمها الجيش، تمهيدا لتغييرات هيكلية في هاتين الدولتين تؤهلهما لزمن التسويات

- في التفسيرات الأخرى الرديفة، ما يربط أحاديا ما تشهده مصر وتركيا بعناصر داخلية صحيحة وواقعية، لكنها غير كافية لتفسير التوقيت من جهة، والإستمرارية و التصاعد من جهة أخرى، ونبرة الجيشين التدخلية لحماية الحراك الشعبي بوجه الحكومتين من جهة ثالثة

- في الحالة القطرية والتنحي المفاجئ لكثيرين، علاقة بصراعات موزة زوجة حمد مع رئيس وزرائها، وفوزها بتنصيب ولدها تحت نظر والده، كي لا يواجه بعد مماته ما لا يقدر على مواجهته، وهذا قد يكون صحيحا، لكنه لا يفسر التوقيت ولا الأثمان الباهظة التي ستدفع من رصيد دور قطر الخارجي، ولا تفسير موافقة الخارج المعني كثيرا بهذا الرصيد ودوره، بعد تراكم سنوات طوال مكلفة

- الطبيعي أن الأمير الصغير لا يملك مشروعية والده للتصرف قبل إنجازات سنوات عديدة قادمة، كواحد من قادة العالم العربي المؤثرين الذين يملكون حق التدخل بشؤون خارج حدود بلاده، ولا يملك في الخليج قدرة التعامل مه أقرانه الحكام بموقع ولغة الند، التي إنتزعها والده بكلفة عالية

- الطبيعي أكثر مع تولي الأمير الصغير، كي يتمكن من الحكم هو رحيل رئيس الوزراء حمد بن جاسم، والطبيعي مع رحيله ومع اي رئيس وزراء يناسب مقاس الأمير ، فقدان المزيد من هذه المشروعية العربية والدولية

- خطاب تميم بن حمد يكشف طبيعة دور قطر المقبل: دولة صغيرة تملك مالا وفيرا تهتم بشؤونها الداخلية سكنا وصحة وتعليما وتحضيرا لإستضافة كاس العالم وتنشيطا للمؤسسات الإجتماعية الداخلية

- تقليم أظافر قطر الإقليمية والدولية نتيجة طبيعية للحدث، وإعادة للمكانة التقليدية للسعودية، ولمن يريد معرفة كيف ستسير الأمور نقول ، إنتظروا وستسمعون خلال عام ترشيح حمد الأمير لجائزة نوبل، وتسمعون تسمية حمد بن جاسم شريكا لتوني بلير في اللجنة الرباعية للسلام، ومرشحا بعد عامين لمنصب الأمانة العامة للأمم المتحدة، لكن قطر ستكون غارقة ومستغرقة في داخلها

- كذلك في مصر وتركيا سنشهد إرهاصات الثورات العنيفة في 30 حزيران وسنسمع صوت الحيوش عاليا، برفض اللجوء للقوة، وسيكون على ميرسي وأردوغان تقبل الشراكة والتمهيد لمغادرة المسرح خلال عام قادم أو أكثر بقليل، تمهيدا لظهور شخصيات غير قيادية في منصب الرئاسة، لتغطية تسلم الجيش مقاليد الأمور ، كنموذج محمد البرادعي في مصر و ربما عبد الله غول في تركيا

- الذي يجري لا يمكن فصله عن مصالح الطبقات السياسية والإقتصادية والعسكرية التي واكبت رهانات مرسي وأردوغان ، ومنحتها الفرصة للفوز كمشروع يحجز مقعدا مفصليا للدولتين المصرية والتركية ، وعندما تقع هزيمة المشروع، فإن المصالح العليا للدول تقتضي أن يدفع اصحاب المشروع ثمن هزيمته، وليس الدول التي تستنفر شارعها ونخبها وعسكرها لتقول كفى

- مفارقة أخرى تتداولها الناس تتصل بكيفية إنتقال غرفة العمليات إلى السعودية في إدارة الحرب على سوريا مع الفشل التركي المصري القطري، وكيف سيتسقيم الفشل السعودي مع بقاء السعودية في موقعها الفاعل إقليميا، والجواب هو أن حصر الدور التصعيدي بكل من سعود وبندر، يكشف أنهما سيكونان من يخرج من المسرح في حال تكريس الفشل ، الذي ظهرت بشائره بسقوط ورقة الأسير في صيدا اللبنانية، بعدما ورثتها السعودية من قطر وأحاطتها بجماعتها ولم يكتب لها النجاح

- الأهم هو السؤال عن كيفية التوفيق بين القول، بتراجع واشنطن عن خيار الحرب على سوريا، والكلام المتواصل بالتصعيد لحكامها، وخصوصا تحركات جون كيري المفترض أنه أحد صناع الحل السياسي في المنطقة إنطلاقا من سوريا؟

- الأميركي يدرك عدم جهوزية كل حلفائه للحل على الطريقة الروسية، والقائم على التسليم بإنتصار الرئيس بشار الأسد، ودعوة المعارضة لمشاركة متواضعة في حكومة وحدة وطنية على خلفية مواصلة الحرب على الإرهاب، أي تغطية الجيش السوري لضرب فصائل المعارضة المسلحة التي تتكون في أغلبها من مناصري القاعدة

- الأميركي يخلي المسرح لهؤلاء الحلفاء، لفعل كل ما يستطيعون لتعديل الموازين، ويقول لهم ما لم تتغير الموازين لا نملك إلا الرضا بالحل الموسكوفي

- الأميركي يقدم ما يملك لمنح خطط حلفائه فرص النجاح، على حافة الحفاظ على تفاهماته مع روسيا، كما ظهر في قمة الثمانية في إيرلندا، لكنه لا يتخطى الخط الأحمر ولا يدوس عليه

- كل كلام التسليح وعودة التوازن بعد معركة القصير يعرف الأميركي أنه حرب نفسية طالما لا منطقة حظر جوي، ولا منطقة حظر جوي دون تفجير تفاهمات موسكو ، من أفغانستان إلى الخليج و كوريا و بالتاكيد فتح باب الحرب الشاملة إنطلاقا من سوريا، وهي حرب كما يقول الجنرال ديمبسي رئيس أركان الجيوش الأميركية، لا يعرف احد مداها ولا حدودها ولا نتائجها

- أنجز الأميركي حلقة الربط بين خيارات التصعيد التي يرعاها، وبين وقوفه على خط الحل السياسي، بالتراجع خطوتين إلى الوراء، عن مفهومه للحل السياسي بتفسير جنيف -1 بشرط تنحي الرئيس الأسد كشرط للتفاوض والحوار، إلى إعتبار التنحي نتيجة حكمية لهذا التفاوض والحوار، وهو اليوم يتراجع لمربع ثالث هو التمسك بقيام الحل على قاعدة توصيف ما يجري في سوريا كحرب طائفية، ينبغي لوقفها مصالحة وطنية قوامها صياغة طائف سوري ، يعطي المناصب للطوائف حسب أحجامها وادوارها، فيتاح له نزع الرئاسة من الرئيس الاسد بقوة التمثيل الطائفي وهوية الرئيس الطائفية المفترضة

- لذلك قال كيري جملته الشهيرة "ان على القلية العلوية أن تسلم الحكم للأغلبية السنية" وهو يعلم ان هذا لاتوصيف لا ينطبق على تاريخ سوريا وحاضرها ، ولن يكون صالحا لمستقبلها إلا إذا نجح حلفاؤه بتفجير الفتنة المذهبية في المنطقة، بعدما ثبتت إستحالة ذلك إنطلاقا من سوريا ، وتفكيك القاعدة الشعبية والعسكرية المتعددة طائفيا والممثلة لأغلبية قوية قادرة متماسكة داعمة لنظام الرئيس بشار الأسد

- العراق إستهلك كمدخل لهذه الفتنة، وحدود المتاح فيه محدودة، و نتائجها السورية أقل محدودية ، فما بقي إلا لبنان ساحة لتوريد الفتنة، حيث القوة الأبرز للطائفة الشيعية الشقيق المذهبي للعلويين، و حيث يمثل أكبر قوة فيها حزب الله، الحليف الأقرب لنظام الرئيس الأسد

- جر حزب الله للفتنة ولإرتكاب المجازر بحق سنة لبنان، هو مشروع كيري وسعود وبندر، وفي خدمتهم كل السحيجة والطبالين والشهالين، و الأسير نسختهم الأولى للفيلم الذي إحترق في صيدا

- محاولات كثيرة ستجري وستسقط وستتدحرج معها رؤوس كثيرين في لبنان والمنطقة من مسرح السياسة إلى الأرشيف، و يعود الأميركي إلى معادلة صناديق الإقتراع التي يتمسك بها الرئيس الأسد ومن ورائه موسكو كعنوان لأي حل سياسي في سوريا

- شرق جديد يكون اللاعب الأبرز فيه الرئيس الأسد بقامة تتقدم على قامة جمال عبد الناصر وخافظ الأسد ، ليس أمرا سهل الإبتلاع على الأميركيين والإسرائيليين، ولا كل الذين ربطوا مصيرهم برحيله، وظنوا الرحيل قريبا، لذلك سنشهد تجرع الكؤوس المرة قاسيا على اصحابه، ومحاولات التقيؤ لعدم إبتلاعه تكرارا يصحبها إنتشار الروائح الكريهة

ناصر قنديل
27/6/2013

انتقاء فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy