ارتباط منسق أو عشوائي؟

2
0
1. هل هناك ارتباط بين تحرك 30 يونيو/حزيران في مصر وتونس وبين ما بدأ في تركيا مع مطاع ذات الشهر؟
2. هل قرر الأمريكيون التخلّي عن الأداة الإخوانية بعد فشل زعامتها السلطانية بسوريا؟

كتب ناصر قنديل - نهاية حكم الأخوان

الملخص

- تأسست القاعدة كتنظيم ترعاه واشنطن وتموله السعودية في إجتماع كشف عنه زيبيغينيو برجينيسكي في مذكراته كان قد جمعه مع بندر بن سلطان
- تبدلت مهمة القاعدة إلى تحضير المسرح للغزوة الإمبراطورية الأميركية فكانت عملية 11 ايلول 2001 للتمهيد لغزوة العراق وأفغانستان
- الخط الأميركي الثاني كان الإستثمار على مشروع الأخوان المسلمين فكان صعود مفاجئ لراعييهما في المنطقة قطر وتركيا التي تسلم الحكم فيها تنظيم الأخوان عبر فرعه المسمى العدالة والتنمية
- رغم كل مساعي حلف المقاومة وخصوصا سوريا لإغراء محور الأخوان بالإنضمام لمشروع مشترك حسم الأخوان خيارهم بالتحول لرأس حربة الهجوم الأميركي على محور المقاومة مقابل تسلم السلطة في بلدان شمال إفريقيا
- قدم الأخوان بسخاء كل موجبات الحرب على سوريا والضمانات لأمن إسرائيل و مدوا يد التعاون للقاعدة
- في لحظة تعثر الحرب تدخلت إسرائيل لتغيير توازناتها فكانت اللحظة التاريخية لقلب الطاولة
- أصابت ضربة الأسد الإستراتيجية مقتلا من المشروع الأخواني
- تركيا ومصر وتونس تشهدان هذا الشهر الإختبارات لتحالف الأخوان
- أردوغان عنوان أحداث الشرق الأوسط بعدما نال من الفرص أكثر مما يستحق

النص الكامل

- منذ إنتصار الثورة الإسلامية في إيران و دخول الجيش السوفياتي الأحمر إلى أفغانستان قررت واشنطن مواجهة الخطرين بقوة من ذات النوع تتسم بالعقائدية ومستعدة لبذل الدماء فكانت أول إطلالة معاصرة لنظرية الجهاد لم يشهدها الفقه السعودي والمصري لأجل فلسطين
- تأسست القاعدة كتنظيم ترعاه واشنطن وتموله السعودية في إجتماع كشف عنه زيبيغينيو برجينيسكي في مذكراته كان قد جمعه مع بندر بن سلطان في واشنطن عام 1980 يوم كان الأخير سفير ملكه في أميركا
- أدت القاعدة مهمتها بإمتياز بإستقطاب الشباب من أنحاء البلاد الإسلامية كافة بالآلاف للقتال ضد العدو الشيوعي حتى تمكنت بتسليح ودعم أميركيين ورعاية مباشرة من مخابرات واشنطن والرياض وإسلام أباد من إجبار الجيش الأحمر على مغادرة أفغانستان
- ثبت أن الهزيمة السوفياتية قد فعلت فعلها أكثر من الهزيمة الأميركية في فييتنام فكان إنهيار الإتحاد السوفياتي وتفككه و نالت القاعدة جائزتها بتسلم الحكم في افغانستان بالتشارك مع نظيرها المحلي طالبان أفغانستان وعاد بعض ممن صنعوا تجربتها إلى بلادهم فكانت حروب الشيشان والبوسنة والجزائر
- تبدلت مهمة القاعدة مع إنهيار الإتحاد السوفياتي من قوة عمل خلف خطوط العدو الذي لم يعد موجودا إلى تحضير المسرح للغزوة الإمبراطورية الأميركية فكانت حرب يوغوسلافيا لبسط الهيمنة الأميركية على أوروبا الشرقية و عملية 11 ايلول 2001 للتمهيد لغزوة العراق وأفغانستان المقررتان قبل ذلك بكثير ضمن خطة السيطرة على آسيا
- وصلت ثنائية الغزو الأميركي وعمليات القاعدة إلى طريق مسدود مع حربي العراق وأفغانستان حيث أدى الفشل الأميركي رغم العودة إلى تسليم القاعدة مشروع الفوضى والحرب الأهلية إلى نهضة روسيا وإيران مجددا وبقوة إستثنائية وتنامي تحد كبير ينتظر القاعدة وهو تهربها من ساحة القتال ضد إسرائيل الذي لا يزال يشكل مصدر الوجدان العربي والإسلامي
- شهد مطلع القرن تناميا متعاكسا لرمز الإسلام المقاوم الذي جسدته تجربة حزب الله في لبنان مقابل تلكؤ القاعدة عن قتال إسرائيل بصورة اثارت الشبهات حول حقيقة هويتها و تسبب بهزال تمثيلها الشعبي فعاد الرهان الغربي على شريك إسلامي شعبوي هو الأخوان المسلمين المتخندقين في ساحة الغرب ومشاريعه والذين خرجت منهم حركة حماس برصيد المقاومة بصورة تتيح تعويض غياب القاعدة عن هذا الميدان
- سار الأميركيون على خطين متوازيين الأول بتنمية فرص حروب إسرائيلية ومشاريع تسوية لإجهاض فكرة المقاومة وفرصها وكان الفشل نصيبهم في المرتين بسبب تبلور محور صلب متماسك قوامه سوريا وإيران وحزب الله و نجاحه في إسقاط الحروب الإسرائيلية ومشاريع التسويات و تنميته لعلاقة مميزة مع روسيا والصين
- الخط الأميركي الثاني كان الإستثمار على مشروع الأخوان المسلمين فكان صعود مفاجئ لراعييهما في المنطقة قطر وتركيا التي تسلم الحكم فيها تنظيم الأخوان عبر فرعه المسمى العدالة والتنمية
- الفشل الإسرائيلي في الحروب والتسويات أدى إلى تراجع محور الإعتدال العربي في العشر الأولى من القرن الجديد و تزامن مع نمو رصيد المحور الأخواني من تركيا وقطر وحماس و إمتداده المصري على إيقاع محاكاة الشارع وتطلعاته المعادية لإسرائيل من جهة بالتزامن مع تنامي قوة وإقدام وطموحات محور المقاومة السوري الإيراني مع حزب الله بخلفية روسية مترددة لكن عازمة على التقدم ورؤيا صينية هجومية لكن على البارد الإقتصادي على إيقاع جدية هذا المحور في مقاومة إسرائيل وإنجازاته على هذا الصعيد وتملكه مصادر قوة لا يستهان بها من جهة مقابلة
- كان رهان الشعوب على تلاقي محوري الأخوان والمقاومة وتكاملهما في وجه المشروع الأميركي والإسرائيلي بينما كان الرهان الأميركي على تصادمهما و بذل محور المقاومة جهودا مضنية لتحقيق التلاقي حتى بدا مجانيا في تقديم الفرص لتركيا العدالة والتنمية وقطر الاخوانية وحماس ومن ورائهم تنظيم الأخوان العالمي ولعب الرئيس بشار الأسد الدور الرئيسي لمشروع التلاقي مقدما هدية العفو عن أخوان سوريا ومصالحتهم وإشراكهم في الحكم كعربون رغبة في نجاح هذا التلاقي
- حجم إدراك محور المقاومة لخطوة التصادم والبعد الطائفي للحروب الأهلية التي تريد واشنطن إشعالها والرغبة بحشد الطاقات في المعركة الأساس قبيل حلول أجل الرحيل الأميركي من العراق وأفغانستان وهي مقاومة إسرائيل شكلت اسبابا كافية لجهود عشر سنوات من الإحتضان والرعاية لكل فرص التعاون والتلاقي
- حسم الأخوان خيارهم بالتحول لرأس حربة الهجوم الأميركي على محور المقاومة مقابل تسلم السلطة في بلدان شمال إفريقيا وكانت فرص الإنتفاضات الشعبية في تونس ومصر مدخل تنفيذ الصفقة الميركية الأخوانية لتكون الحرب على سوريا هي المعركة الفاصلة لتحديد مستقبل آىسيا وافريقيا معا ودور روسيا والصين وبالتاكيد سوريا وإيران ودائما أمن إسرائيل
- قدم الأخوان بسخاء كل موجبات الحرب على سوريا والضمانات لأمن إسرائيل و مدوا يد التعاون للقاعدة كما فعل اسيادهم الأميركيون في العراق وقبلها في أفغانستان فكانت الحرب التي تشاركت فيها كل أطراف الأحلاف الأميركية القديمة والجديدة من السعودية وقطر المتنافستان إلى الأخوان والقاعدة المتنافرتين مرورا بإسرائيل ولا تنسوا حماس
- إستنهضت الحرب كل القوى الكامنة المناوئة لمشروع الهيمنة الأميركية وخصوصا روسيا والصين اللتان أدركتا أن نجاح مشروع العثمانية الجديدة وتنامي دور القاعدة عدا عن معاني سقوط سوريا وتحجيم إيران وإطلاق يد إسرائيل في آسيا اسباب كافية لقرن مظلم لن تقوم لهما قيامة فيه فكان قرار المواجهة خلافا لكل التوقعات الغربية التي بذلت كل ما تملك من خبرة في عقد الصفقات وتقديم الرشاوى و ممارسة الخداع والنفاق لإبعاد روسيا والصين عن مسرح الإشتباك
- في لحظة تعثر الحرب تدخلت إسرائيل لتغيير توازناتها فكانت اللحظة التاريخية لقلب الطاولة ونالت سوريا سلاح الردع الروسي وكشفت قرارها الإستراتيجي بفتح جبهة الجولان وكانت قد صبرت وتحملت و إستوعبت الضربات لسنيتن كافيتين لإتضاح الصورة لشعوب العالمين العربيو و الإسلامي حول هوية المشروع ألأخواني ليبدأ الهجوم المعاكس في لحظة نفاذ وقت التهيؤ الأميركي لبدء الإنسحاب من افغانستان
- أصابت ضربة الأسد ألإستراتيجية مقتلا من المشروع الأخواني وحماته الأميركيين والإسرائيليين و إستنهضت القدرات الهجومية والدفاعية في الشارع والمواقع السياسية الفاعلة على الساحة الدولية فكانت مفاوضات موسكو وتفاهماتها على مؤتمر جنيف بينما المشروع الأخواني يعيش مأزق رفع سقوفه وتحدياته بصورة تجعل إستجابته هزيمة وتمرده قاتلا فبدأ الترنح والإرتباك فيما الجيش السوري يطلق هجومه المتدحرج في كل إتجاه في سوريا وخارجها ومعه حلفاؤه في لبنان والعراق
- قلب ألأخوان في مصر المريضة لكن قلعة الأخوان وعقلهم تركيا العدالة والتنمية التي لعبت دور أركان الحرب على سوريا ومثلما خلع الغرب بدلة الإعتدال العربي لحساب الأخوان بدأت إعادة الحساب حول جدوى الرهان على الأخوان والقاعدة والتفكير الجدي بالعلمانيين بديلا ولو بنكهات مقاومة لملاقاة زمن صناعة التسويات الكبرى فيما الشارع يغلي ضد الأخوان و تجارب حكمهم المقيت وتبدو التيارات العلمانية أوسع شعبية وديناميكية مما ظنها الغرب وتعود الجيوش إلى واجهة الأحداث مجددا كخشبة خلاص من الفوضى
- تركيا ومصر وتونس تشهدان هذا الشهر الإختبارات الكبرى للمواجهة بين العلمانيين وتحالف الأخوان والقاعدة فيما سوريا تتقدم وتمنح المشروع العلماني المتصالح والمتسامح مع الدين فرصة الخلاص من مشاريع الشعوذة والتخلف والنصب والإحتيال والقتل والذبح الحلال
- شهر حاسم سيكتب الصفحة الأولى من كتاب نهاية حقبة الأخوان التي دامت قرنا كاملا تنتظر فرصتها التاريخية وفقدتها خلال أشهر محدودة
- أردوغان عنوان أحداث الشرق الأوسط خلال عقد من الزمن يخرج من المسرح مهزوما كما خرج جده سليم الثالث ويطوي صفحة تاريخ اسود نال من الفرص أكثر مما يستحق

ناصر قنديل
3/6/2013

اختيار فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy