يوافق اليوم 17 نيسان/ابريل ذكري جلاء آخر جندي فرنسي عن سوريا. وبسبب الظروف التي تمر بها حالياً سوريا العربية –قلب العروبة النابض كما أسماها جمال عبد الناصر- تابعت ما يتم بثّه على المحطات السورية.
ما لفت نظري هو التركيز هذا العام على الثقافة التاريخية لجيل الشباب العربي السوري والبطولات التي حققها العرب السوريون في قلعة العروبة لنيل الاستقلال ثم تحقيق الجلاء ثم تحقيق الوحدة مع مصر ثم الصمود أمام الغرب والصهيونية ثم دعم المقاومة ثم بناء توازن الردع مع إسرائيل والذي لا زال فاعلاً رغم الاستنزاف الذي بدأ منذ أكثر من عامين. ودلالة قوة هذا الردع قرار إسرائيل نقل كافة قواعد دفاعها الجوي وقواعد هجومها إلى صحراء النقب لتكون أبعد عن سوريا وجنوب لبنان فتكون فرصة القبة الحديدية الاسرائيلية أكبر في مواجهتها صواريخ الجيش العربي السوري وحزب الله خاصة بعد أن حيدت اسرائيل غزة من خلال اتفاق الهدنة الأخير والذي رعاه الرئيس مرسي وإخوانه. ولعل ادعاء اسرائيل اليوم بسقوط صواريخ جراد تم إطلاقها من سيناء هو لبعث رسالة إلى مصر وأستطيع أن أؤكد أن سقوط الصواريخ المزعوم كان مناورة لاختبارات القبة الفولاذية ليس إلا.
يهمني بهذه المناسبة أن أبين أن ثقافة التحرر متأصلة في الشوام ولعل مجازر العثمانيين دليل على أن الشعور الوطني بدأ مبكراً، ذلك الحس الذي جمع العراق كذلك. والعراقيون اشعلوا ثورة ضد الانجليز عام 1920 بمجرد دخول القوات البريطانية التي هزمت العثمانيين في الحرب العالمية الأولى ثم قام رشيد عالي الكيلاني بثورته عام 1941 والتي تم إحباطها لكنها انتجت الاحزاب القومية التي رسخت وجودها في الوجدان العربي متسقة مع الشعور القومي العربي آنذاك والذي انتج رابطة قوية بين كل أطياف الشعب العربي من المحيط إلى الخليج.
وأجزم بأن ذات الشعور الوطني لدي السوريين وإدراكهم لما يُحاك ضد سوريا هو الذي أبقى الشعب والجيش متحدين أمام الحرب الكونية التي شُنّت على سوريا والتي شارك فيها العربان بتبديد بترولهم وجامعتهم وشبابهم المضلل.
ولعلها مناسبة أن موت ما سُمّي بالربيع العربي –الذي لم يخلف استقراراً ولا تغييراً في في دول تونس ومصر وليبيا واليمن - على يد أشاوس الشعب والجيش السوريين، وأجزم أن أمور كل هذه الشعوب ستهدأ بما سيعيد ثورات مصر وتونس واليمن لأصحابها الحقيقيين.
فايز انعيم