التفسير السطحي للآية تحصر مخاطبة القرآن ذوي الألباب العرب وذوي ألباب من منّ الله عليه باتقان اللغة العربية من غير العرب.
أولاً: هذا التفسير يتناقض مع عالمية رسالة محمد المكنونة بالقرآن الذي عهده الله بالحفظ من قبل ذاته العلية حياً في هذه الدنيا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ثانياً: بهذا التفسير السطحي جابه القرآن تشكيكاً في كينونته التنزيلية من الله وفي حفظه كما أنزل على قلب رسول الله وثبت الله به فؤاده ممن أتقن اللغة العربية سواء من العرب أو المستشرقين.
في اللسان العربي نقول كمثال: "أعرب عن أمله" بمعنى (كشف عن/بيّن/وضّح) أمله.
ولو فهمنا معنى لفظة "عربياً" بـ "كاشفاً/واضحاً/مبيّناً" فسيتسق التفسير مع عالمية الرسالة وخطابها صالح لكل زمان ومكان. ليس ذلك فحسب بل سيكتشف قارئ القرآن مخزون العلوم الكونية وعلوم بدء الخلق والتنشئة الأولى ويبدع باكتشافها لو فهم تحفيز آيات الله لنا بالتفكر والتدبر والنظر والتعقل و.... ما يعبر عن النشاط العقلي المجرد.
فلو التزمت ترجمات معاني القرآن الكريم بالمعنى السطحي الموجود في التفاسير التراثية –وهي كذلك- فإن هذه الترجمات لا تنقل معاني كتاب الله بدقة ولأفقدت كتاب الله حداثته المتجددة.
فايز انعيم