وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ......

6
0
مقتبس من كتاب "العالمية الاسلامية الثانية"

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤﴾وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾.
وهذه (الأمة) من ذات الأمة، ليست طائفة وليست فئة وليست حزباً. فمن خصائصها أنها لاتمت إلى مردوث عصبي سابق، ولا تفترق حول أجتهاد لاحق، فكل مصدر لعداء سابق مردود (إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً)، وكل مصدر لخلاف لاحق مردود وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا)، فهى أمة تنأي بنفسها عن موروث الخصومات السابقة مهما كان مصدرها، وتنأي بنفسها عن مصادر الأختلافات اللاحقة مهما كان مصدرها، ولهذا ما أمر الله سبحانه وتعالى بتكوين الأمة داخل الأمة (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ﴿١٠٤﴾. ألا وقد قيد الأمر بعدم أستدعاء موروث ما سبق الأية (١٠٣) وحذر من أختلافات قد تقع الأية ﴿١٠٥﴾ ولم يقل سبحانه فئة أو طائفة بل (أمة).
الأمة من ذات الأمة هو ما( يتخللها)، لابما يتجسد بمعزل عنها فيضع الله سبحانه الميزان بين وحدة الجماعة ووحدة الأمة الفاعلة فيها، بها ومن خلالها. وبهذا يفارق النسق الأسلامي في مفهوم (التنظيم) كافة الأنساق الوضعية، لأنه يتجه إلى الأمة من خلال الأنسان في الأمة، وليس من خلال الفئة أو الطائفة أو الحزب أو التنظيم المميز. فكل ما عدا ذلك تنظيماً وحزباً وطائفة وفرقة. أنما هو تفرقة وأختلاف بقصد الهيمنة وارتقاء معارج السلطة، ولو حسنت المقولات، وتكون النهاية إهلاك الحرث والنسل والله لايحب الفساد:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥﴾وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦﴾وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿٢٠٧﴾يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿٢٠٨﴾فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٠٩﴾ (البقرة:ج2).

اختيار فايز انعيم

 

إضافة منذ 11 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

زغباوية منذ 11 عام
وفيه آية كمان عن النهى عن التنازع وعدم الفرقة:
في سورة الانفال:
"وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ ﴿٤٦﴾"
safaa منذ 11 عام
صدق الله العظيم اختيار جميل يادكتور فايز
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy