والالتقاف في دلالات ألفاظ القرآن التي لا تقبل بترادف أو مشترك هو غير الالتقام، فالالتقام هو بلع لداخل الجوف كما كان الأمر في قصة يونس والحوت. أما الالتقاف في قصة موسى والسحرة فهي عصا موسى التي أسكنت –بقوة إلهية حقيقية- حركة حبال السحرة التي تتحرك في خيال النظارة ليروها على حقيقتها مجرد حبال بلا حياة. فموسى النبي –عليه السلام – لم يزاول السحر الذي لا يكون لنبي يهدي الناس للحق بل فقط أُتهم به على مشابهة بين التأثير في الخيال مع التأثير في العقول.
قالوا ياموسى أما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى، قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه –أي إلى موسى- من سحرهم أنها تسعى، فأوجس في نفسه خيفة موسى، قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى، وألق ما في يمينك (تلقف) ما صنعوا إنّ ما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى. لاحظوا لا يفلح الساحر فهي تنفي السحر عن موسى الذي أفلح بتبليغ الرسالة.
مقتبس بتصرف كبير من كتاب محمد أبو القاسم حاج حمد (العالمية الاسلامية الثانية) وهو من المجتهدين المعاصرين العاملين على قراءة جديدة لكتاب الله وتفسيره متحررين من قيود السلف ومتمسكين بالقرآن مباشرة الذي –حتى السلف- يردد بأن ألفاظه منتقاة لمعني محدد ولا يمكن استبدال لفظ بآخر للمحافظة على المعنى المراد من الله عز وجل.
الرؤى الجديدة تعتمد على المفاهيم والمحددات أهمها:
1. عدم ترادف (تعدد) معاني اللفظ القرآني الواحد
2. الناسخ في القرآن ناسخ لآيات الكتب السماوية السابقة –التوراة والانجيل- وليس لآيات أخرى من آيات القرآن كما لايؤخد بأحاديث تنسخ قرآناً على عكس السلف الذي جوّز نسخ قرآن بأحاديث
ولعلى أعود للكتابة في ذات الموضوع –الرؤى التفسيرية الجديدة- بعد أن استكفي من الاطلاع على هذا الموضوع.
فايز انعيم