القاعدة عند العلماء: لتحديد الفرق بين الإسلام والإيمان ، أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.
فإذا ورد الإسلام والإيمان في نص واحد، كان معنى الإسلام ، الاستسلام والانقياد مع الخضوع، وذلك يستلزم فعل كل طاعة وعبادة، وترك كل معصية ظاهرة.
ومعنى الإيمان: بأنه عقد القلب على اليقين بكل الأمور الغيبية التي ورد ذكرها في الوحيين ، وذلك التصديق الجازم يستلزم انقياد الجوارح بفعل الأوامر وترك الزواجر، وهو ما يسمى بالاعتقادات الباطنة،
كقوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات:14].
أما إذا ذكر الإسلام وحده دخل في معناه الإيمان، كقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ) [آل عمران:19].
وإذا ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، كقوله تعالى: ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) [المائدة:5].
وقد بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جبريل , فجعل الدين وأهله ثلاث طبقات : أولها الإسلام , وأوسطها الإيمان , وأعلاها الإحسان , ومن وصل إلى العليا وهى الاحسان فقد وصل إلى التي تليها وهى الايمان , فالمحسن مؤمن , والمؤمن مسلم , وأما المسلم , فلا يجب أن يكون مؤمناً....
وعلى هذا التفصيل، فإن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً
والله أعلم .
التعليقات