أمريكا ... وإسرائيل

3
0
في مقال قديم طرحت سؤالاً بما معناه هل سيكون هتلر الجديد أمريكياً؟
يبدو أن مويدي إسرائيل في أمريكا يستشعرون ذلك بقوة دفعت أقلامهم الصحافية إلى سيل من نشر مقالات كثيرة ضد أوباما بحيث لا يخلو يوم من مقالات عديدة أو تعليقات من القراء. البعض القليل من هذه المقالات يتحدث عن علاقات الإدارة الأمريكية بأسرائيل لكن أكثرها ينتقد بحدة أي خطوات إصلاحية يقترحها أوباما لصالح الشعب الأمريكي بل ويقفون ضدها مثل تحديد ترخيص السلاح الخاص والتأمين الصحي وما شابه.
أوباما على وشك زيارة إسرائيل وقد:
1. أخذ موافقة الكونجرس على جون كيري كسكرتير الخارجية بدلا من هيلاري كلينتون وهو على علاقة –أقلها استلطاف- ببشار الأسد مقابل انتقاد تعنت اسرائيل في تعاملها مع الفلسطينين. وكذلك توقع الموافقة على سكرتير الدفاع ورئيس الـ CIA واللذين يعتبران غير متناغمين مع خطط اسرائيل المتسارعة في تهويد القدس وهدم الأقصى وتوسيع المستوطنات مستغلة إنشغال سوريا بتصفية الجماعات التكفيرية المتدفقة عليها.
2. بعث برسالة استعداد أمريكا لحوار مباشر مع إيران –والذي رفضته إيران لأنه حمل نبرة تهديد- وهو ما يعني أن أمريكا نفضت من دماغها الهجوم على إيران.
3. نزلت عن شجرة التعامل مع الرئيس بشار الأسد فأوعزت إلى صنيعها (معاذ الخطيب وهو رأس الاخوان بالمناسبة) بالقبول بالحوار مع السلطات السورية بغض النظر عن نكتة الاعلان أن التحاور مع النظام بغرض موافقة النظام على تنحي رأسه –أي والله.
وكانت أمريكا قد وضحت لعربان الخليج تحول سياستها فيما يختص بالمسألة السورية. كما أرخت أمريكا قليلاً لجام مصر في تعاملها مع إيران التي نجحت في تغيير نغمة البيان الختامي للقمة الاسلامية بخصوص سوريا باتجاه انتهاج الحل السلمي ورفض أي تدخل خارجي لكنه –أي الأمريكي- نجح في ألا يصدر عن قمة المسلمين أي إشارة عن تهويد القدس.
وإرخاء لجام مصر في التعامل مع إيران ضرب به الأمريكي عصافير عدة بحجر واحد: اسرائيل وعربان الخليج والاخوان فكل هذه الأطراف سيتوطد وهن استقلال قرارها واحتياجها إلى إعتماد وموافقة أمريكا على أي تحرك مستقبلي.
وأهمس لكم –ولا تستغربوا- أن لو كان لإخوان مصر رؤية بما فيه كرامة مصر وعزتها لبادرت إلى مشاركة استراتيجية مع إيران. ومن السذاجة أن يثير بعض السخفاء الخوف من إقدام إيران على نشر التشيع بمصر ومن السذاجة أن يردد هذا التخوف شعب مصر الذي حكمه الفاطميون لمدة طويلة وحافظ على سنيته.

فايز انعيم

 

إضافة منذ 12 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

محمد عبد المنعم منذ 12 عام
رأيي المتواضع أن جميع الأطراف باتت غير مدعومة الدعم المطلق أو الكافي ، لا شعبيا ولا من أي أطراف خارجية. فمن الطبيعي أن يبادر الجميع ب"تلطيف" الأجواء و"لم الدور".

الأمور غاية في التعقيد ومن المستحيل تكوين أي تحالف صريح أو عداء صريح في المنطقة
Fayez Eneim منذ 12 عام
كنت قد كتبت سابقاً عن بزوغ محور جديد. الافق مسدود فقط أمام المرتبطين بأمريكا. وكنت كذلك قد أشرت إلى مقولة بوتين أن العالم الجديد يُرسم في سوريا وقد بدأ العد العكسي لعودة سوريا العروبة. ومقالي يظهر تفاؤلي بالشام وقلقي بمصر. وبالمناسبة سفيرة أمريكا بمصر حذرت الحكومة المصرية من أي تقارب مع إيران.
زغباوية منذ 12 عام
فى اعتقادي ان الكيان الامريكي بدأ يقل... ممكن يكون ببطء كبير لكن بيقل وخصوصا بوجود قوة تخيفها هى واسرائيل مثل ايران والخوف من ايران ونشر التشييع خوف وهمي وساذج فعلا كما يقول د/ فايز ابتدعته وسائل الاعلام للتغطتيه على حضور ايران بعد سنين طويلة الى مصر وهذا فى حد ذاته انجاز كبير
Fayez Eneim منذ 12 عام
الثورة الحقيقية تتمثل في التغيير المبدع للأفضل بتوظيف مبدع للممكن والمتاح على مسار ضمن رؤية مبدعة. وكل ما ذكرت منعدم الوجود فيمن استلم حكم مصر وإعادة انتاج الثورة ضروري للخروج مما نحن فيه.
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy