أحلام مشروعة لشعب حالم .. لبن العنزة الفقيرة إلى اين ستنتهي !!!

3
0
عبد الستار حسين صحفي عراقي مرموق ويكتب عن أم العرب مصر

بقلم: عبدالستار حسين

في مصر التي كانت ترفع شعار الدستور أولاً، أصبحت الأن حكاية على لسان الشعوب والناس أجمع، مثلها كمثل أي حكاية او رواية من الانبياء إلى القادة سؤاء عن سيدنا يوسف عليه السلام اوعن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأخيراً أضطر ان اقول عن مرسي بالرئيس الحالي لمصر، منذ القدم كنا نسمع أن "ست" فقيرة، كان حلمها في الحياة هو بضعة نقود كي تشتري بها الطعام لأسرتها، لكن هذه الفقيرة لم تكن تمتلك سوى عنزة صغيرة، انتظرتها حتى كبرت، ثم أصبحت قادرة على أن تدر اللبن. أخذت الفقيرة اللبن، وذهبت إلى السوق كي تبيعه، راودها شعور كبير بالرضا، ثم تحول إلى الثقة بأن الله تعالى لا بد سيعطيها ما هو أفضل، لأنه إذا كانت عنزتها قد منحتها كل هذا اللبن، فلا بد أن الله راضٍ عنها وسيعطيها ما هو أكثر، لمَ لا وهي التي تراعي ضميرها في كل ما تفعل؟ لمَ لا وهي التي تستحق المساعدة لأنها تعول أسرتها الكبيرة وحدها؟ لمَ لا وهي التى برغم من فقرها تحلم بتعليم أبنائها؟ ...!

حملت الفقيرة آنية الحليب فوق رأسها واتجهت إلى السوق كما يحمل اي فقيرٍ منا شيئاً، كانت كلما سارت زادت ثقتها بأن القادم أفضل، سبحت في بحر خيالها، ورأت كيف أنها ستبيع اللبن بأعلى سعر، فهو الأجود، لابد أنها ستعود مرات ومرات، لتبيع اللبن مرات أخرى تحصل فيها على أموال أكثر، وفكرت أنها لا بد سترفع السعر ما دام حليبها هو الأفضل، وستبيع أكثر لأن الجميع يتلهف على شرائه، وسافرت بخيالها أبعد، فرأت أن ما ستكسبه من المال سيفيض عن حاجتها الحالية، لذا فهي ستدخر لشراء عنزات أخرى، ستدر بالضرورة الحليب الأفضل، ستبيعه أيضاً، وتكسب أموالاً وفيرة، ثم ستتوسع فى أعمالها لتشتري دجاجات تبيض لها بالضرورة بيضاً كثيراً كل يوم، وجودته ستكون الأعلى فى السوق، لمَ لا وهى التى يبارك لها الله فى كل أعمالها بسبب نيتها الصافية؟.. حلمت الفقيرة وحلمت، ورأت نفسها تنتقل من الفقر إلى الغنى، وأنها لن تضطر، بعد يوم لابد آتٍ، إلى أن تحلب لبن عنزتها بنفسها، ولا أن تذهب إلى السوق لتبيعه بنفسها، بل ستكتفي بالجلوس في حديقة منزلها، تمرح مع دجاجاتها وعنزاتها، ستركض معها بينما ضحكتها تصل عنان السماء.

عنان السماء لم تصله ضحكات الفقيرة أبداً، بل صرخة مدوية أطلقتها، حين تعثرت في الطريق، حجرة واحد فقط لم تره، اعترض طريقها بينما كانت تحلم، سقطت وانكسرت آنية الحليب، سال على الأرض، وامتصته تماماً كما امتصت أحلام الفقيرة إلى لا رجعة!

الشعب المصري تماماً كتلك الفقيرة انتظروا طويلاً، كي تكبر العنزة وتدر حليبهم ويرو فقرهم، ثم حلموا لأبعد ما ذهب خيالهم، ولم ينتبهوا إلى أن في الطريق أحجاراً، وأن واحدة فقط منها كافية كي تنكسر عليها كل أحلامهم الا وهو السيد سي مرسي، كما وتجاهلوا أن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، وأن الأخير، لا تكفي وحدها لبلوغ أي مكان!.

والان نرى الشعب المصري يجلس ويصرخ على اللبن المسكوب، ولم يعطوا للوقت قيمته الحقيقية، ولا حقيقته كسيفٍ إن لم نقطعه قطع، أقول للشعب المصري صرخاتكم قد تستجلب الشفقة، لكنها أبداً لن تجلب الاحترام، أو تمنحكم مكاناً وسط المنتصرين، ما دام شخص مثل سي مرسي يحكم مصر... العالم يا سادة يحكمه الأقوياء، لا أصحاب المخيلات الواسعة دون قدرة على الفعل. أفهمو القول ...

ويا قلبي لا تحزن...!

اختيار فايز انعيم

 

إضافة منذ 13 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

Ahmed Hussien منذ 13 عام
التشبيه معبر جدا،، لكن الحمد لله على اننا تعثرنا بحجر بدلا من سقوطنا في الهاوية (شفيق)، وقتها لكانت الأحلام ذهبت برفقة حالميها بلا رجعة !
Fayez Eneim منذ 13 عام
برأيي العكس هو الصحيح فمن أزال مبارك بوحدة شعبية يزيل شفيق بنفس الوحدة. ما نراه الآن بداية شرخ نتج عن وجود جمهور يساق بتلهيب غريزة المشاعر الدينية.
Ahmed Hussien منذ 13 عام
كلام حضرتك صحيح، و مرسي سيرحل بإرادة الصناديق،، لكن رحيله الآن سيعيدنا إلى نقطة البداية في دائرة مفرغة.
Fayez Eneim منذ 13 عام
أتمنى أن تكون قد شاهدت لقاء هيكل وبالذات فهم متى تسقط شرعية رئيس جاء بالصندوق.
الاعلان الدستوري اللادستوري خطأ لايسقط شرعية لكن الاصرار عليه جريمة
حصار الدستورية خطأ جهال أظهروا حب الدببة للرئيس لكن عدم مبادرة الرئيس لفكه جريمة
عدم استنكار فض اعتصام الاتحادية بواسطة مدنيي الاخوان خطأ لكن دعوتهم لهذا العمل جريمة.. وغيرهم كثير
خوفي أن نعود لنظرية الحاكم الذي لو ذهب لاصت مصر وأطمئنك فقط بتذكيرك بـ "أفأن مات أو قتل" .. مصر ياأخي لن تعجز عن بديل فقط نحتاج كشعب أن نحسن الاختيار لرجل قائد قوي عادل وليس لحاكم يخاف فينا ربنا.
مشكلة مرسي أنه غير كفؤ للمنصب وضعف من تكرار أخطاء دستورية وقانونية ألهته عن عمل ما قد يفيد المجتمع أو البلد. هذا الرئيس سيضيع من عمر مصر المدة الباقية من رئاسته. سؤالي: هل تتحمل مصر ذلك؟
Ahmed Hussien منذ 13 عام
اتفق مع حضرتك بالنسبة للإعلان اللادستوري و الاصرار عليه لكن أرى أن جريمة الرئيس هى عدم الاستماع إلى مستشاريه و الاتجاه الى من ليس لهم صفة في ادارة الأزمة (هذا ما فسرته من الاستقالات وقتها)، و اتمنى أن اكون مخطأ.

اما اقصده بـ العودة إلى نقطة البداية هو ما سيضيع من "عمر مصر".. مشروعات ستقف، خطط تنمية ستلقى فى السلال، استثمرات ستتعطل.

لن يتحمل المواطن البسيط كل هذا كله و خصوصا أن معظم الأحزاب تعيش الآن فترة المراهقة السياسية.
Fayez Eneim منذ 13 عام
أخي أحمد: ثورة يوليو رسخت العدالة الاجتماعية (أساس حاجة الناس) بمراسيم صدرت خلال أول 42 يوم من قيام الثورة ولم ترتبط بدستور أو تعديل دستور . الجماعة -يا جماعة- لم تلتفت لحاجات الناس الملحة بل همها تعميق السيطرة على الدولة والمؤلم أنهم يقومون بذلك خارج الدستور والقانون وخارج الصدق والأمانة.
الجماعة -يا جماعة- وعدوا وأخلفوا فكيف يبقى لأينا ثقة بوعد تعديل بنود الاختلاف لاحقاً وطبقاً لدستور مختلف عليه لكنه تمتع بديكتاتورية الأغلبية.
الجماعة -يا جماعة- لا ترى من الناس إلا أهل السنة والجماعة فقط وباقي الأديان والمذاهب يحن عليهم ويسمح لهم أو لا يسمح أهل السنة والجماعة.
الجماعة -يا جماعة- لم تتعلم من درس جعفر النميري الذي أعلن تطبيق الشريعة بالسودان وبعد 35 سنة انقسم الجنوب وجاري التفتيت بين مسلم عربي ومسلم إفريقي في دارفور.
علينا أن نعي نقاط التربص بنا فلا نتيحها.
Ahmed Hussien منذ 13 عام
ثورة يوليو ايضا وعدت بتطبيق حياة ديموقراطية سليمة (المبدأ السادس للثورة)، لكن نجح مجلس قيادة الثورة فى افشال الاتجاه الديموقراطي للرئيس محمد نجيب ؛ طمعاً في ثمار نجاح الحركة، و كان اقحام قيادات الجيش فى الحياة السياسية من أهم أسباب نكسة 1967.

السعي وراء السلطة وفرض السيطرة -أيا كان الفصيل الساعي- لا يكترث بحاجة الشعوب و يستخدم كل ماهو مشروع وغير مشروع فى سبيل تحقيق مصالحه.

جماعة الإخوان للأسف تسلك نفس الدرب الآن، ولا نريد أن تكون جريمتهم نكسة داخلية.
Fayez Eneim منذ 13 عام
سبحان الله أن تختصروا ثورة يوليو بالسعي للسلطة. وسبحان الله مع كل الدراسات التاريخية التي وثقت أن محمد نجيب لم يكن من الضباط الأحرار بل أحضروه واجهة وحتى فترة أن مان واجهة ظل عبد الناصر الحاكم الحقيقي. محمد نجيب حاول - وبالمناسبة بمساندة الاخوان- الاستيلاء على الثورة وتعطيل أهدافها فأُزيح عن مسارها.
لاحظ أن ثورة يوليو قامت على ستة مبادئ آخرها الديموقراطية ويبدو أن الناس تنسى أن مصر كانت في حالة حرب عسكرية وتنموية اقتصادية ونهضة تعليمية وبحثية وفُرض عليها حصار طويل ومؤامرات. تنسون كذلك أن النكسة لم تخضع مصر وأعدت نفسها لمعارك تالية.
راجع التاريخ لتجد أن الديموقراطية -في ذلك الوقت- ستعيد ملاك الأراضي فهل سيبقى للعدالة الاجتماعية سبيل والتي طُبقت بتحديد الملكية الزراعية ورفع أجور عمال التراحيل ونشر التعليم المهني وانشاء المصانع لتشغيل الناس مما جعل البطالة صفر وبرامج الاسكان الشعبي و..و...
ياترى هل الأهم فقراء مصر ديموقراطية انتخاب ديكتاتورهم بأنفسهم أو تعليم جيد ومستشفيات جيدة وسكنى مرتبة والأهم رفعة رأس مصر والمصريين بعلمهم وتفوقهم الحضاري؟
Ahmed Hussien منذ 13 عام
لم اقصد أن اختصار ثورة يوليو فى السعي للسلطة، لكن أردت أن اوضح نتيجة، لكل رئيس ما له و ما عليه فقط لا أحكم بعاطفة مطلقة على أحد.

صحيح أن النكسة لم تخضنعنا لكن بالتأكيد كان لها خسارة فادحة، لا نريد تكرارها لأن الشعب هو من يدفع الثمن.

أرى أن العدالة الإجتماعية و الديموقراطية لايمكن فصلهما، فهما من حقوق الإنسان إلى جوار العيش.
Fayez Eneim منذ 13 عام
هل هناك أمل في تحقيق ديموقراطية بدون عدالة اجتماعية؟ بعدما تجيب على هذا السؤال سيتضح لك لماذا كانت الديموقراطية آخر مبدأ من مبادئ ثورة يوليو. واعلم أن العدل الاجتماعي والتنمية ضمن خطط الثورة الخمسية كانت ستنتهي إلى قيام الديموقراطية.
أرجو مراجعة أن مصر خرجت من حرب 73 بدين قدره 2 مليار دولار كانت تسدد بتصدير منتجات مصرية من الثوم والبصل والبطاطس والجزم. ومن ضمن هذا الدين انجاز السد العالي والكم الكبير من المصانع وتوسيع الرقعة الزراعية والتقدم العلمي. هم يضللونكم بشماعة حروب مصر أنها سبب حالة الاقتصاد المتردية. لقد تردي اقتصاد مصر من قروض كبيرة انتهت دون مردود وتراكمت بإعادة الجدولة حتى صارت مصر تنوء به وعاجزة عن تسديده.
لتعلم أن الشعب في سوريا التف حول البعث رفضاً لمن يتلحف بالاسلام-بل يضلل به- ولا يعدل وكما يقومون بتدمير قوى سوريا يقومون بذلك بمصر. سبحان الله الاصلاحات التي يطلبها صندوق النقد -وأصبحت الفائدة حلالاً بعد أن حكموا- لا تمس المستثمرين وفقط فقط تمس الفقراء ومحدودي الدخل بزيادة تكاليف المعيشة عليهم والانقاص من صرف الدولة على خدماتهم الأساسية. وسبحان الله يلهمهم بقانون يصدر يوم الأحد ويُلغى الساعة 2 فجر الاثنين.
هذا النمط العشوائي هو الذي يحكم مصر بعد وفاة عبد الناصر فانتبهووووووووووووووووووا.
Ahmed Hussien منذ 13 عام
بالتأكيد لن تأت ديموقراطية من غير العدل الإجتماعي، لكن ما فائدة التخطيط لحياة ديموقراطية وتأسيس قواعد العدالة االإجتماعية ثم ننحرف عن المسار و شئ بشئ يختفي العدل مرة اخرى ! ماهو السبب ؟؟
Fayez Eneim منذ 13 عام
لذلك أقول أن الرئيس والجماعة ضلوا الطريق على المسارين: فلا عدل اجتماعي بدا في الأفق وتعدوا على الدستور والقانون مؤسسات الدولة وهم ذاتهم منعوا قانون العزل فقط لأنه قانون ثورة يوليو. أنا أرثي لحال شباب الجماعة المستعدين بصدق لخدمة وطنهم والتضحية من أجله وضياعهم تحت قيادة ضيقة الأفق إن لم تكن عديمته على الاطلاق.
Ahmed Hussien منذ 13 عام
جميل جداً اتفقا إذن انهم ضلوا الطريق نتيجة لسعيهم لإحتكار السلطة، و هذا ما كنت اقصده.

أما بالنسبة لشباب الإخوان، أعرف الكثير منهم و كان في وقت الجامعة و الحق أن قليلاً منهم من يفكر خارج الصندوق( صندوق الجماعة).
Fayez Eneim منذ 13 عام
هي عادة ناتج السمع والطاعة وأن العقل قد يؤدي بالمؤمن إلى الكفر فيبقى الانسان -فعلا- داخل الصندوق.
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy