على مقال "التوريط بتكبير الرأس " كان م/محمد مبادراً في معرفة أمثلة واختصرت ردّي –وكنت على عجل – بأن قلت آخرها هدنة غزة.
من يتابع محللي المشهد المصري سمع منهم هدنة غزة كانت أهم شواحن قوة الرئيس مرسي والجماعة في التحركات الغير دستورية الأخيرة. وأضيف أنها ليست المرة الأولى التي يخالف فيها القانون والدستور لكنها المرة الأولى التي لم يتراجع عن قرار يصدر عنه بلا دراسة.
ويقيني أن الرئيس مرسي والجماعة أضاعا فرصة نادرة أن يبقى المجلس العسكري مسئولاً عن أمن مصر الداخلي والخارجي وتركز الجماعة على بناء شعبية حقيقية مبنية على انجازات مجتمعية إضافة إلى شعبية الإحسان التي اكتسبتها بالمساعدات الانسانية. توقعت تطور فكر الإخوان الاستراتيجي والذي استشعرته من قيادة توجهات الناس بعيداً عن الشرعية الثورية التي تسمح بالتغيير المجتمعي الشامل كما فعلت ثورة 23 يوليو ووجهتهم إلى تعديلات على دستور مرقّع ومهلهل وكانت دهشتي أن يعتمد أكثر من 70% من المستفتين للوصول إلى الجنة على كلمة "نعم" للتعديلات الدستورية وابتعدوا عن جهنم دستور جديد يعبر عن كل مصر وليس استرضاء السلفين بجمل طويلة لا طائل منها على بناء دولة العدل والمساواة والحرية والكرامة.
بعد اسقاط المجلس العسكري –الذي كان شماعة الرئيس والجماعة في عدم عمل شئ يُذكر- ما منع الرئيس من اصدار قرارات تلمس حاجة الناس؟ ويقيني أن ضيق الأفق الناتج عن جوع السلطة طمست على تفكيرهم ألا شماعة بقيت لاتهامها بتعويق ماكينة الجماعة في إصلاح أحوال البشر.
وضيق الأفق حجب عن الجماعة إدراك حماقة إعلان النميري حكم الشريعة بالسودان نتج عنه تقسيم السودان، وخوفي لو كانوا مدركين لما حدث بالسودان والاستهتار به على طول المدة التي استغرقها الوصول لحال التقسيم يستطيع الجماعة أثناءها من التحصين ضد حدوث هذا الأمر بمصر أقول لهم وضع مصر مختلف. ما يُراد لمصر ان تبقي المريض طريح الفراش والورثة حوله يظهرون المودة على تأكد من القسمة الشرعية للإرث الذي هو في الواقع تفتيت. ويتضح لي أن مخطط تقسيم مصر المقترح ضمن خطة كنداليزا رايس بشرق أوسط جديد –وهي حبيبة عميان معسكر الاعتدال عموماً- ليس فقط مستنكر الحدوث من الجماعة لكنه –وأقسم- لكل من قابلت من الناس بمصر. موضوع التقسيم بالنسبة لهم مستبعد لكني أقول وبصراحة أسطراً قليلة جداً جاءت بالدستور لا يحصن مصر ضد التقسيم بل على العكس يكشفها عرضة للتجزأة.
أضيف هذا الفيديو لاطلاعكم وتوضيح مقصدي من كسب الشعبية بالتطوير المجتمعي:
فايز انعيم