استلهاما لتجربة مصر التي صاحبت ثورة يوليو وضع مهاتير برنامجا اقتصاديا واجتماعيا واضحاً اقترن بخطة عمل وتنفيذ مع تواريخ لعلامات التغير والانجازات على طريق الخطة العامة. وأهم مرتكزات الخطة اعتمدت على ثورة مناهج التعليم الأساسي بالمدارس والاستثمار السخي في نهضة معرفية شاملة وتطوير رائع في زرع الفكر والابداع والإدارة والتخطيط محلياً وتم انتخاب الرجل وحزبه عليه. برنامج مهاتير يتشابه مع برنامج حمدين صباحي مع أفضلية برنامج حمدين باعتماده الأساس على التمويل الداخلي.
من المهم أن نصحح ما يتداول فتقدم ماليزيا لم يتم بإلباس خطة التطوير لباساً إسلامياً إطلاقاً ولا كان طبقاً لقواعد الاقتصاد الاسلامي -وهي قواعد افتراضية غير موجودة. هو فقط في بلد غالبية سكانه من المسلمين المالويين الذين تقبلوا إخوانهم من الاصول الصينية وتعاونا معاً في تحقيق خطط التطور. فقد إعتمدت خطته على استجلاب ودائع بفائدة أعلى من فوائد البنوك خارج ماليزيا وبنقاط أعلى ومغرية لاستجلاب الايداعات وضمانات حكومية لسلامة هذه الايداعات. وتم استثمار هذه الايداعات في الصرف على تطوير ماليزيا بانشاء المصانع وتدريب الناس ومجالات تشجيع السياحة.
وقد تعرضت ماليزيا لهزة اقتصادية كبيرة نتجت عن قيام أحد المودعين الكبار -وبإعاز من أمريكا والغرب- بطلب سحب إيداعاته -لست متأكد من اسمه، أعتقد سوروس، وافق مهاتير على رغبة هذا المودع واتصل بالبنك الدولي لأحلاله محل هذا المودع وبنفس الشروط. إلا أن البنك الدولي وكالعادة وضع شروطه المعتادة والمتمثلة من انسحاب الحكومة من مسؤليات التعليم والصحة وملكية قطاعات اقتصادية وخصخصة ما تملك فرفض مهاتير قرض البنك الدولي وبالتعاون مع الشعب الماليزي وتضحيته لسنتين أخرج ماليزيا من الورطة والأهم أخرجها من أية حاجة لودائع أجنبية حيث مد مهاتير استثماراته خارج ماليزيا والتي عادت بالربحية العالية التي عجلت ببلوغ الاكتفاء المالي.
المهم أن مهاتير لم يهتم ببورصة ولا ببورتو مارينا وساحل شمالي وعين سخنة، اهتم بالصناعة وعلى سبيل المثال صار لماليزيا سيارة من صناعتها وتسوقها في كل أنحاء العالم بالاضافة لمصر باقل من 3 سنوات تطوير.
ولعلى أذكر أن مصر وضعت سيارة رمسيس للسوق وصدرتها لبعض دول أفريقيا أواخر الستينات -يعني قبل ماليزيا وكوريا والصين بسنوات طويلااااااااااااااااا، وصدقوا أو لا تصدقوا أن من أمات مشروع سيارة مصرية المصريون أنفسهم بفيض عظيم من النكات التهكمية على سيارة رمسيس.
أما عن تركيا وأردوغان وبالمختصر المفيد اتبع تعليمات الغرب -كما مصر- فصار لدى تركيا مظاهر حركة اقتصادية مزدهرة تتماثل بالضبط مع عصر السادات. وكما صحت مصر الآن على ديون كبيرة وتخلف بالتعليم والصحة فهذا هو حال تركيا والتي تواجه حالياً أزمة عظيمة في سداد الدين المتراكم عليها وأتوقع المزيد من الأزمات لها.
أرجو أن أكون أجبت موضحا اعتماده على تقارير اقتصادية وسياسة اطلعت عليها.
فايز انعيم
التعليقات