أيام النصر .. الثلاثاء 05/11/2018

2
0

قدر الله أن تُحَرَّر فلسطين .. وهو وشيك الوقوع
وزير الخزانة الأميركية ستيڤن مينوتشين قال بأن إيران تواجه الآن أقصى ما يمكن تطبيقه عليها من عقوبات اقتصادية، فهو إذن يقول بلغة غير مباشرة لا يعيها إلا ذوي الألباب بأن نجاح إيران في إفشالها يعني إسقاط آخر سلاح من يد أميركا ليس ضد إيران فحسب بل وضد كل من توهمت أميركا أن بمقدورها تحقيق مكاسب سياسية بمجرد تهديدات بإشهار سيف العقوبات الاقتصادية بوجه أيٍّ كان من كيان كائن على ظهر الكرة الأرضية، بل وسيؤكد تبدُّدَ وهم القرن الأميركي إلى غير رجعة! وأعتقد أن وزير الخزانة الأميركية كان مثلنا على قناعة بأن عقوبات أحادية أميركية على بلد ما لن يُكتَبَ لها النجاح إن لم يشاركها حلفاؤها في تطبيقها، فما بالك على جمهورية إيران الإسلامية وهي الدولة التي ليست فقط تصدر الغذاء الفائض على حاجة شعبها إلى دول الجوار، بل وما بالك وهي الدولة التي تقدَّمت تكنولوجياً وصناعياً لحدٍّ يجعل اعتمادها على الخارج محدودٌ محدود! بل وأقول بثقة من رأى بأم عينيه مخرجات حصار الـ 40 عاماً الماضية من تقدم علمي أرغم أميركا باراك أوباما على توقيع اتفاق النووي! ولا أتجاوز المنطق أن أرى أميركا دونالد ترامب -أو أميركا ما بعد ترامب- وهي تعود للإقرار بالاتفاق الذي انسحبت منه كي توافق إيران على بدء مباحثات مباشرة مع أميركا على أي موضوع آخر!
جميع قنوات الزفتوريال كانت مستَنفَرَة طوال يوم أمس؛ يوم بدء تطبيق الحزمة2 من عقوبات أميركا الأشد صرامة -طبقاً للوصف الترامبي- على جمهورية إيران الإسلامية! إعلامي قناة العربية-الحدث المشاركة في تلك التغطية المستمرة محمد أبوعبيد بدا مقتنعاً بأن إيران تملك نفساً طويلاً في التصدي للعقوبات الاقتصادية، وهذا ما جعله يصر على الاستفسار من ضيوفه من المحللين إن كان باستطاعة إيران الالتفاف على عقوبات أميركا الترامبية عليها ومن ثمَّ إفشالها! كان أحد ضيوفه نشمي أردني مرتزق عمل سفيراً للمملكة الهاشمية التسمية في طهران لم ألتقط اسمه قد استطرد بإهدار مليارات على منظومات خارجية وحرمان الإيرانيين منها وهم أمسُّ حاجة لها! وتعمَّد ألا يذكر إسرائيل في قائمة الدول التي تهددها إيران، لكنه سقط بالقول بأن حزب الله الذي يحظى بالدعم الإيراني قد استطاع تشكيل رادع لبناني لإسرائيل!
متحدث الخارجية الأميركية في منطقة الخليج ناثان تك ظهر على سكاي نيوز عربية وحاول الهروب من الإجابة عن استفسار الإعلامية بخصوص نجاح العقوبات من عدمه في تغيير سلوك إيران بادعاء أن هناك نشاطات دبلوماسية لتغيير سلوك إيران لا تود خارجية أميركا الافصاح عنها في هذه المرحلة الحرجة! وأستطيع أن أؤكد بأنه يكذب ببساطة لأن محاولات كهذه قد بدأت مبكرة حيث كان يوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان مرشح الوساطة في الذهن الأميركي قد استدعي لواشنطن عقب إعلان أزعر البيت الأبيض دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي! وقد وصل الأزعر شرط إيران لفتح باب المباحثات مع أميركا بخصوص قضايا أخري غير الاتفاق النووي المعتمد بمجلس الأمن الدولي تحت الباب السابع وكان بن علوي لا يزال في واشنطن! شرط إيران بسيط ومكون من خطوتين؛ الأولى عودة الإدارة الترامبية عن الانسحاب من الاتفاق، والثانية تنفيذ أميركا التام لبنود الاتفاق!
لم تسقط سماء ولا شمس على أرض واشنطن العاصمة يوم الـ 5 من تشرين2/نوڤمبر الذي حدده الصارم أحمق ترامب لبدء تطبيق العقوبات الأحادية والغير قانونية على إيران، حيث عقد وزيرا الخارجية والخزانة الأميركيان مؤتمراً صحفياً لتدشينه، الوزيران واثقان من نجاعة وفعالية العقوبات على المدى الطويل محذرين العُزَّال من الشماتة أن تضطر الإدارة الأميركية لاستثناء 8 دول بعد أن اكتشف فريق ترامب أن الاستثناءات هذه ستحافظ على سعر برميل النفط عند المستويات المقبولة، والوزيران كررا أملهما بأن تعود الدول التي تعارض تطبيق العقوبات الغير قانونية بأن تعود إلى رشدها بمخالفة القانون الدولي كما تفعل الدولة البلطجية أميركا الترامبية من قتل وتدمير وحروب!
المدهش فيما تبثُّه قنوات الزفتوريال من أخبار ميادين اليمن وخاصة ميدان الساحل الغربي في أنها منقولة عن مراسلين يدَّعون أنهم يجهزون تقاريرهم من الواقع الميداني، المراسل دائماً أمام ساتر عالٍ، وقد يكون جبلاً طبيعياً أو أن يكون ترابياً، وبهكذا وضع لا تنقل الكاميرا ساحة المعركة كما هو مفروض، وهو ما يشكك بأن مكان التصوير ليس في اليمن، بالمقابل فإن تقارير قناة المسيرة الإخبارية ملآى بمشاهد عمليات ميدانية حقيقية! فشل جديد للتحالف العربي العدواني على اليمن بقيادة السعودية، وأظنه كان المحاولة الأخيرة!

تجليات:
• لله درُّ حزب الله واليمن! بضع مئات من جلاميدهم يهزمون عشرات الألوف من أعدائهم المدججين بالسلاح الأميركي_الغربي!
• السنوية الأولى على احتجاز الرئيس الصاغر سعد الحريري في الرياض، فـ "من يهن يسهل الهوان عليه ... "، ميت كرامة!
• إنكم ملاقون أعظم نصرٍ لأعظم صبرٍ في التاريخ، قالها الزعيم أنطون سعادة في الشعب الفلسطيني في جُمَع مسيرة العودة!
فايز إنعيم
zedony.com/fayezeneim

 

إضافة منذ 5 عام
Fayez Eneim
23327
الكاتب الأصلي

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy