مايسترو العالم الجديد

3
0
أول محاور حديث هيكل في لقاءه المتلفز مع لميس الحديدي يوم أمس، الجمعة 27 ديسمبر/كانون أول 2013، كان حول دولة مايسترو العالم الحالي والآتي. استفاض هيكل في عرض المسار التاريخي لنكسة تحقيق الحلم الامبراطوري الأمريكي على يد من ترأسها ليجعل من أمريكا هذا المايسترو فبدأ من أيزنهاور –العسكري بالمناسبة- الذي دغدغ الأمريكي ببعث هذا الأمل الذي قُتل بالرصاصات التي قتلت كيندي والذي خلفه رؤساء ما امتلكوا همة تحقيقه. إستفاضة هيكل في خفوت المايسترو الأمريكي لم يصل بالمتابع إلى ملامح واضحة للمايسترو المحتمل. هل نعتبر أن زيدوني سبقت هيكل في الإشارة الواضحة للمايسترو الجديد عبر مقالات عديدة تناولت الجيوستراتيجيا في سياق "وما أدراك ما مصر" و "وما أدراك ما أمريكا" و "وما أدراك ما السعودية" وغيرها كسلسلة "تأبط شراً" فذكرنا صعود البريكس وتفويض روسيا بالمسار الدبلوماسي والسياسي والصين بالمسار الاقتصادي والعسكري.

وعلى نفس السياق أشارت لميس أن أمريكا –بواقع الحال- تمارس دوراً امبراطورياً كشرطي العالم منذ فترة ولا أخفي ليس فقط اتفاقي معه بل واستحساني للوصف الذي عرضه هيكل بأن وصف أمريكا بالبلطجي لا بالشرطى وبأن العالم لا يحكم بالبلطجة. كما أحسن هيكل في شرح أن المايسترو يستخدم قواه الناعمة ليس فقط بقيادة فرقته فحسب بل بتدريبات فرقته على حسن التناغم قبل أن يظهر بها أمام الجمهور الذي سيتمتع على مهارة الأداء الجماعي.

نعم كان لزيدوني سبقاً كذلك في ضرورة أن تقوم مصر وتنفض عنها التبعية وتأخذ قرارات تشبيك جريئة لتحمي نفسها من حلقة أعمدة النار –كما أسماها هيكل- في ليبيا والسودان وسيناء ولعلّي أضيف إلى أعمدة النار المحيطة بمصر البحر المتوسط الذي التهم –وسلتهم لوبقي الحال ذاته- كثير من شباب مصر الباحث عن معناً لوجوده على الأرض.

ولعلي أبدي استغرابي من توقفه عند ذكر عدد المجرمين الغربيين الذين دفعتهم دولهم وموّلتهم لتخريب سوريا ومن استهجان الدور السعودي القطري التركي في سوريا وفي مصر وأظنه تأخر كثيراً جداً وكنت قد أشرت له ولمت تقصير المثقفين والصحفيين بمصر عن البحث عن حقيقة ما يجري سواء بليبيا التي سقطت ولا بسوريا التي أسقطت حلم الغرب بل كذلك حذرّت انتقاله لمصر وأذكر استعمالي لعبارة "هل على مصر أن تمر بذات تجربة سوريا أو الجزائر لكي تدرك الخطر؟" والذي أرجعت سببه لضعف الاستقراء الاستراتيجي.

وأستغرب كذلك من هيكل عزل الدور السوري في إخماد الحلم الامبراطوري الأمريكي وتهيئته لمنصة صعود عالم متعدد الأقطاب بقيادة المايسترو الروسي –وللحق قالها بوتين "أن العالم الجديد ترسمه الآن سوريا"- الذي يتشابك مع الآخرين في خلق عالم بلا بلطجة.

كما استغرب من استبعاد سوريا والعراق والجزائر من الدول العربية التي يتوجب على مصر التفاهم والتشابك معها لاستعادة مصر لقوتها ومكانتها حيث حصر أهمية هذا التشابك فقط مع بترودولار دول الخليج مذكرا هيكل أن تشابك مصر مع البترودولار بدأ مباشرة بعد حرب أكتوبر على يد السادات ذلك التشابك الذي تم على حساب تشابكها مع القوى الوطنية السورية العراقية الجزائرية فتحولت مصر إلى مستجدٍ للبترودولار والذي أخذ من كرامتها الكثير. على العكس على مصر سرعة التشابك مع محور إيران-العراق-سوريا فالسعودية –برأيي- تدق رأسها بجدار صلابة العروبية الجامعة وبرايي كذلك هي ستحطم رأسها بذاتها.

فايز انعيم

 

إضافة منذ 10 عام
Fayez Eneim
23327
الكاتب الأصلي

التعليقات

Menem منذ 10 عام
شكرا ... لانى لم اشاهد الحلقة لعدم معرفتى مواعيدها
Menem منذ 10 عام
وشكرا لادخالك زيدونى الى حلبة التغيير العالمى !!!
Fayez Eneim منذ 10 عام
أنتم فتحتم الباب. فشكرا لكم.
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy